الرئيس ناصر عرفناه عن بعد وهو رئيسا ثم عرفناه عن قرب وهو بعيداً عن السلطة ... حينما كان رئيسا لجمهورية اليمن الديمقراطية كنا نحن طلابا وحين غادر الرئاسة أيضاً كنا طلابا وعندما تخرجنا وبعد ثلاث سنوات قرر العليان إعلان الوحدة بعد توافق في نفق جولدمور ( لا تظلموا النفق مع إننا لا زلنا من نفق إلى نفق إلى ما لا نهاية ) ... تختلف مع أبو جمال فلا بأس من الاختلاف الذي لا يضر ولا يفسد للود قضية ... كنت معه مختلفا قبل أن ألتقي به وحين التقيت به وعن قرب عرفت حجم وكم هو كبير بتاريخه وسعة أفقه الفكرية والسياسية وأيضاً حجم وكم الخبرات التي اكتسبها من تجاربه الطويلة في ساحات العمل الثوري والميداني والإداري والسياسي ... الرئيس ناصر مهووس بحب الجنوب وهو لا يرى نفسه إلا من زاوية الجنوب أرضا وشعبا وتاريخا وسيكون من المعيب لو اختزلنا تاريخه بعيداً عن الجنوب ... الرئيس أبو جمال من القادة والساسة الجنوبيين الذين سيظل تاريخ الجنوب يتذكرهم بكل فخر واعتزاز وسنظل نرفض أي محاولة تهدف إلى اختزال التاريخ بعيداً عنه وعن رفاقه صناع المجد والخلود والعز والكرامة ومن يريد إسقاط التاريخ على مرحلة معينة متجاوزة الرجل فعليه تذكر أن الأمية في عهده كانت شبه معدومة وإنه أحد أبرز دعاة حرية التعليم والتطبيب والانفتاح على العالم الخارجي كما كان أحد ثوار 14 أكتوبر 63م وصناع فجر 30نوفمبر 67م . لكم ولنا أن نختلف معه كسياسي وليس كشخص ولا أحد منا بعيداً عن الأخطاء فكلنا نخطئ ونصيب وكلنا أمام رب العباد محاسبين ومن أجل مصالح الوطن والأجيال القادمة علينا أن نرتقي في مواقفنا الخاصة والعامة ... الرئيس أبو جمال هو من مؤسسي مشروع التصالح والتسامح فالجنوب مسكون في روحه ووجدانه وعقله ومن المستحيل أن نراه خارج ذلك السكون الحي والمخلص . الرئيس علي ناصر محمد رئيس براجماتي وقائد دولة فريد من نوعه ولو كان في موقع الرجل الأول في الجنوب قبل وحدة النفق لما وقع على وحدة تلغي الجنوب هوية وتاريخ وارض ودولة وشعب هكذا بغمضة عين والدليل على ذلك راجعوا كل مواقفه من ذاك اليوم حتى اللحظة . لمتابعة قناة التغيير نت على تيلجيرام https://telegram.me/altagheernet