مواطنون يتصدون لحملة حوثية حاولت نهب أراضي بمحافظة إب    وفد اليمن يبحث مع الوكالة اليابانية تعزيز الشراكة التنموية والاقتصادية مميز    مطالبات حوثية لقبيلة سنحان بإعلان النكف على قبائل الجوف    الإرياني: مليشيا الحوثي استخدمت المواقع الأثرية كمواقع عسكرية ومخازن أسلحة ومعتقلات للسياسيين    الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد تصدر توضيحًا بشأن تحليق طائرة في سماء عدن    الجيش الأمريكي: لا إصابات باستهداف سفينة يونانية بصاروخ حوثي    بمشاركة 110 دول.. أبو ظبي تحتضن غداً النسخة 37 لبطولة العالم للجودو    طائرة مدنية تحلق في اجواء عدن وتثير رعب السكان    توقيع اتفاقية بشأن تفويج الحجاج اليمنيين إلى السعودية عبر مطار صنعاء ومحافظات أخرى    4 إنذارات حمراء في السعودية بسبب الطقس وإعلان للأرصاد والدفاع المدني    أمريكا تمدد حالة الطوارئ المتعلقة باليمن للعام الثاني عشر بسبب استمرار اضطراب الأوضاع الداخلية مميز    الرقابة الحزبية العليا تعزي رئيس اللجنة المركزية برحيل شقيقه    فنانة خليجية ثريّة تدفع 8 ملايين دولار مقابل التقاط صورة مع بطل مسلسل ''المؤسس عثمان''    أثناء حفل زفاف.. حريق يلتهم منزل مواطن في إب وسط غياب أي دور للدفاع المدني    منذ أكثر من 40 يوما.. سائقو النقل الثقيل يواصلون اعتصامهم بالحديدة رفضا لممارسات المليشيات    صعقة كهربائية تنهي حياة عامل وسط اليمن.. ووساطات تفضي للتنازل عن قضيته    في عيد ميلاده ال84.. فنانة مصرية تتذكر مشهدها المثير مع ''عادل إمام'' : كلت وشربت وحضنت وبوست!    الاحتلال يواصل توغله برفح وجباليا والمقاومة تكبده خسائر فادحة    حصانة القاضي عبد الوهاب قطران بين الانتهاك والتحليل    انهيار جنوني للريال اليمني وارتفاع خيالي لأسعار الدولار والريال السعودي وعمولة الحوالات من عدن إلى صنعاء    نادية يحيى تعتصم للمطالبة بحصتها من ورث والدها بعد ان اعيتها المطالبة والمتابعة    انهيار وافلاس القطاع المصرفي في مناطق سيطرة الحوثيين    باستوري يستعيد ذكرياته مع روما الايطالي    فودين .. لدينا مباراة مهمة أمام وست هام يونايتد    اكتشف قوة الذكر: سلاحك السري لتحقيق النجاح والسعادة    مدرب نادي رياضي بتعز يتعرض للاعتداء بعد مباراة    الطرق اليمنية تبتلع 143 ضحية خلال 15 يومًا فقط ... من يوقف نزيف الموت؟    خلافات كبيرة تعصف بالمليشيات الحوثية...مقتل مشرف برصاص نجل قيادي كبير في صنعاء"    في اليوم ال224 لحرب الإبادة على غزة.. 35303 شهيدا و79261 جريحا ومعارك ضارية في شمال وجنوب القطاع المحاصر    الدوري السعودي: النصر يفشل في الحاق الهزيمة الاولى بالهلال    رسالة حاسمة من الحكومة الشرعية: توحيد المؤتمر الشعبي العام ضرورة وطنية ملحة    الحوثيون يتكتمون على مصير عشرات الأطفال المصابين في مراكزهم الصيفية!    منظمة الشهيد جارالله عمر بصنعاء تنعي الرفيق المناضل رشاد ابوأصبع    المطر الغزير يحول الفرحة إلى فاجعة: وفاة ثلاثة أفراد من أسرة واحدة في جنوب صنعاء    مسيرة حاشدة في تعز تندد بجرائم الاحتلال في رفح ومنع دخول المساعدات إلى غزة    ميسي الأعلى أجرا في الدوري الأميركي الشمالي.. كم يبلغ راتبه في إنتر ميامي؟؟    تستضيفها باريس غداً بمشاركة 28 لاعباً ولاعبة من 15 دولة نجوم العالم يعلنون التحدي في أبوظبي إكستريم "4"    بيان هام من وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات من صنعاء فماذا قالت فيه ؟    وباء يجتاح اليمن وإصابة 40 ألف شخص ووفاة المئات.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر    تدشيين بازار تسويقي لمنتجات معيلات الأسر ضمن برنامج "استلحاق تعليم الفتاة"0    أعظم صيغ الصلاة على النبي يوم الجمعة وليلتها.. كررها 500 مرة تكن من السعداء    الخليج يُقارع الاتحاد ويخطف نقطة ثمينة في الدوري السعودي!    اختتام التدريب المشترك على مستوى المحافظة لأعضاء اللجان المجتمعية بالعاصمة عدن    مأرب تحدد مهلة 72 ساعة لإغلاق محطات الغاز غير القانونية    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    600 ألف دولار تسرق يوميا من وقود كهرباء عدن تساوي = 220 مليون سنويا(وثائق)    المملكة المتحدة تعلن عن تعزيز تمويل المساعدات الغذائية لليمن    وفاة طفل غرقا في إب بعد يومين من وفاة أربع فتيات بحادثة مماثلة    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    دموع "صنعاء القديمة"    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مذكرات الرئيس الأسبق علي ناصر تعلّق على ذاكرة الرئيس السابق علي صالح
نشر في الرأي الثالث يوم 22 - 07 - 2013

ناصر ل صالح : ذاكرتك جيدة ومواقفك متوازنة أكثر منها وأنت في السلطة
البيض ل ناصر : نخشى عليك من صالح فهو الذي سيقتلك وسيحملنا المسؤولية
البيض ل ناصر : نريد وحدة اندماجية عاصمتها تعز أو جبلة
محمد علي أحمد ل ناصر : الشمال كان يريد الانفصال ولكنه كان يريد تعويض نفقاته
ناصر : عدم تحمسي للوحدة تعبير غير واقعي وكنت مع التوجه إليها بصورة منهجية ومدروسة
ناصر : الوحدة أشبه بظلال لا يراها إلا المتفيّدون من الشماليين والمستفيدون من الجنوبيين
ناصر : النظام لم يتخد أي إجراءات لحل المشاكل التي أدت إلى رفع مطالب الانفصال
في هذا اللقاء الخاص مع الرئيس علي ناصر محمد نستعير من مذكراته -التي لم تصدر بعد- وعلى لسانه عدداً من التصريحات، وجلّها يتوجه للتعليق على ما ورد على لسان الرئيس السابق علي عبد الله صالح لبرنامج الذاكرة السياسية في عدة حلقات على قناة "العربية" الفضائية، والتي أثارت كثيراً من اللغط والجدل بين أوساط سياسية مختلفة.
وتأتي أهمية هذه التعليقات والتصريحات النوعية من خلال عرضها لمحطات سياسية مهمة في تاريخ اليمن كان الرئيس صالح قد تطرق لها وتضمنت عديد مواقف وأحداث وأسماء، ومن بينها علاقته بالرئيس علي ناصر وموقف الأخير من الوحدة اليمنية قبل وبعد إعلانها، والحرب بها وعليها..
مذكرات الرئيس علي ناصر تعلق على ذاكرة الرئيس علي صالح
• فخامة الرئيس علي ناصر محمد، لا شك أنكم تابعتم تصريحات الرئيس علي عبد الله صالح في برنامج الذاكرة السياسية على قناة العربية لعدة حلقات وما تطرق له من سرد لمحطات تاريخية مهمة ومفصلية منذ صعوده إلى سدة الحكم وحتى مغادرته للسلطة.. ما هو تقييمكم العام للمقابلات التي أجريت معه من حيث الشكل والمضمون قبل أن ندخل في محاكمة أو التعليق على تفاصيلها ؟
تابعت هذه المقابلات التي أجريت مع الأخ الرئيس علي عبد الله صالح الذي ارتبطنا معه بعلاقة رسمية وشخصية استمرت منذ تعرفت عليه شخصياً في سبعينات القرن الماضي وحتى اليوم، وتخللتها الكثير من التعرجات كما هو ديدن العلاقات العامة بين الناس جميعاً فضلاً عن العلاقات بين السياسيين التي تحتكم لطبيعة المواقف والقرارات التي يجري اتخاذها والممارسات التي يتم التعامل وفقاً لها، وأما بالنسبة للحكم العام على هذه المقابلات فقد اتصل بي الرئيس صالح وسألني عن رأيي بها وأجبته كالتالي: هو أنك تبدو مرتاح وفي صحة طيبة، كما أن ذاكرتك جيدة (وأنا أعني ذلك خصوصاً بعدما تعرض له من حادث مروع في جامع النهدين) وبالرغم من بعض التحفظات إلا أن مواقفك تبدو متوازنة أكثر منها وأنت في السلطة.
ولكني كنت أتمنى عليه أن يتخفف أكثر من عبء التعلق بالسلطة وبريقها ويكون أكثر إنصافاً لبعض من يستحقون ذلك وأكثر اعترافا واعتذاراً لله وللتاريخ، فالجميع يخطيء والاعتذار ليس عيباً ولعله كان سيُحرج كثيرين ليحاولوا الالتحاق بركبه ممن لا يزالوا يتعنتون ويتهربون من الاعتذار لليمن كله وخاصة للجنوب وصعدة، وهو ليس وحده المسؤول عن ما جرى من أحداث في الشمال والجنوب، وقد اعتذر البعض، ولكن على حياء مما جرى لتوظيف ذلك سياسياً لصالح استمرارهم في السلطة .
• أورد صالح اسمك في أكثر من محطة تاريخية سردها في البرنامج وأكثر ما لفت الجمهور وتناقلته الصحف قوله أنك لم تكن متحمساً للوحدة، ما تعليقك؟ وهل أراد ذمك أم مدحك أم هو كما يقال في العربية مدح بما يشبه الذم أو العكس؟
لا أدري بنواياه إن كانت على سبيل المدح أم الذم، ولكن عبارة غير متحمس للوحدة بعيدة عن الواقع أو تعبير خاطيء لمفهوم آخر سأوضحه لك وله وللجمهور الآن وخاصة عند لقائي معه في الدوحة في إبريل 1994، وهو أنه لم يكن يختلف اثنان في الجنوب على الوحدة لجهة التحمس إلى تحقيقها فقد كانت شعاراً للحزب والدولة والجماهير يتوق الجميع إليها، ولكن الاختلاف كان على الكيفية والآلية التي تتحقق بها، وقد كنت مع التوجه إلى تحقيقها بصورة منهجية ومرحلية ومدروسة حتى لا تنتكس، وليس خافياً بأني وقعت على أول اتفاقية لتحقيق الوحدة في القاهرة 1972م، وفي هذا الإطار كان لا بد من إيقاف حروب المناطق الوسطى 72 – 82م و الاحتكام الى لغة الحوار بدلا عن لغة السلاح ، ومن ثم إنجاز دستور دولة الوحدة 1981م، وفي نفس العام أسّسنا المجلس اليمني الأعلى الذي أنيطت به مهام عديدة للتمهيد لقيام الوحدة المدروسة من بينها المشاريع المشتركة بين الشمال والجنوب، ولكن هذه الجهود التراكمية تهاوت مع الأحداث التي تلت ذلك وإعلان الوحدة في 1990م بتلك الطريقة التي حولتها من مشروع وطني كبير وحلم عظيم إلى صفقة خاسرة كتبت في صفحة ونصف وآلت إلى حرب ظالمة دمرت روح الوحدة في أفئدة الناس ولا تزال الخطيئة تلقي بظلالها القاتمة على الشعب والوطن حتى اليوم وحينها جرى اقتسام للسلطة والثروة بين الموقعين عليها ومع الأسف أنه لم يجر الاستفتاء عليها ولا على الدستور و لم يجتمع البرلمان لانتخاب الرئيس. أما نائبه فليس له مكان في الدستور.
• هناك من رأى أن الرئيس السابق علي صالح قدم لك خدمة في هذا التوقيت حينما قال بأنك رجل دولة ولم تكن متحمس للوحدة خاصة لدى الشارع الجنوبي الذي يعيش حالة استقطاب حاد ويميل إلى شخصية قيادية جنوبية كما وصفها صالح رجل دولة وغير متحمس للوحدة كيف تعلق؟
لست بحاجة لهكذا خدمة ولا لهكذا توصيف سواءاً من الرئيس صالح -إن كان هذا رأيه – أم غيره من الشخصيات التي عاصرت الأحداث، ولطالما نأيت بنفسي عن حالة الاستقطاب في ظل غياب البوصلة والحكمة والرؤية الواضحة، فالقائد ينبغي أن يكون مؤثراً في الشارع وفقاً لتأثره بهمومه وليس باحثاً عن رضاه كيفما اتفق، والتاريخ هو من يحاكم أية شخصية ونحن كنا على رأس السلطة ومارسنا تجربتنا.. أخطأنا وأصبنا والشعب هو من يقيم تجربتنا، ولم تأخذنا العزة بالإثم بل اعتذرنا ولا نزال نعتذر عن أخطائنا ونحاول قدر مستطاعنا أن نرفد ذلك بتعزيز مسيرة التصالح والتسامح والانتصار لقضايا شعبنا المظلوم بسبب أخطاء لم يقترفها ويعاني حتى اليوم من قيادات لا تزال تستنسخ الأخطاء وتكررها بطريقة حلزونية.
• أشار الرئيس صالح إلى مسألة احتضانك وجماعتك بعد أحداث يناير 86 ونزوحكم إلى صنعاء و قدم لكم كل أشكال الدعم و البعض صوره على أنه عبء على النظام في صنعاء ، هل هذا صحيح؟
نحن لا ننكر و لا نتنكر لموقف الرئيس علي عبد الله صالح باستقبالنا وتقديم كافة أشكال الدعم السياسي والمادي والمعنوي لنا فقد كنا نشكل قوة كانت تسمى القيادة الشرعية في حينه ولنا جيش وكوادر وإذاعة وصحف ونمثل رقماً مهماً في المعادلة على مستوى النظامين في صنعاء وعدن آنذاك، ووجودنا في الشمال لم يكن عبئا عليه بقدر ما كان رافداً له سياسيا وعسكريا وحتى على المستوى المادي، بل كنا ورقة رابحة في تحقيق الوحدة على هواهم لا هوانا، وشكلت هذه القوة بعد سلق الوحدة في نفق جولدمور واتفاق العليين على نفيي إلى دمشق ما يشبه الخلايا النائمة التي استفيد منها بعد ذلك إبان أزمة 93م وحرب 94م.
• ولكن الرئيس صالح حينما قال بأنكم كنتم تريدون العودة إلى عدن بالقوة ربط المسألة بأنكم كنتم تعتزمون ذلك على أساس أن تسيطروا على الوضع هناك ومن ثم تقيمون الوحدة بعد عودتكم مباشرة بالاتفاق معه ، وهو الدور الذي آل عملياً إلى البيض مع الفارق طبعاً ؟
ليس صحيحاً أننا كنا نطالب بالعودة إلى عدن لإسقاط الطرف الذي انتصر عام 1986م، ولكننا كنا قد تقدمنا بمشروع الحل السياسي وتوفير المناخ الملائم لاستعادة الوحدة الوطنية في الجنوب من خلال وقف الملاحقات والاعتقالات والمحاكمات، ووقف الدعاية الإعلامية والإفراج عن كافة المعتقلين ووقف الإجراءات الانتقامية وعودة المفصولين إلى أعمالهم ووقف الإجراءات ضد الدبلوماسيين والطلاب في الخارج. وعودة المشردين إلى بلادهم ومناطقهم ومنازلهم وأعمالهم ووقف الإجراءات الانتقامية ضدهم وكذلك وقف عمليات النهب للمنازل وطرد الأسر منها، ورعاية أسر ضحايا يناير 1986م دون استثناء من الطرفين، وإنهاء كل أشكال المظاهر المسلحة في العاصمة وغيرها من المدن. كانت هذه هي مقترحاتنا حينها للحل السياسي بعد الأحداث و كان الشيء الطبيعي أن يستجيب الأخوة في عدن لهذه المبادرة السياسية السلمية ولكن مع الأسف أنهم قابلوا المشروع "بأذن من طين وأخرى من عجين" كما يقول المثل رغم الوساطات التي قام بها الرئيس علي عبدالله صالح والرئيس الاثيوبي منغستو والرئيس الراحل ياسر عرفات وبالرغم من هذا التجاهل ورفض الطرف الآخر المصالحة الوطنية فقد تمسكنا بها حتى اللحظة الأخيرة، وبعد ذلك أبلغنا السيد ياسر عرفات بأنهم يرحبون بعودة الجميع باستثناء 48 شخصية ووافقت على ذلك وقلتُ له أضف صفراً إذا هم جادين في الحل والمصالحة الوطنية وعودة المشردين إلى الجنوب وفقاً لمشروع الحل السياسي لأن الأحداث تركت جرحا في جسم الوحدة الوطنية.. وكان البعض من أنصارنا في المعسكرات وخارجها يطالبون بالحل العسكري، وهو ما كنت أرفضه على أمل أن يستجيب النظام في عدن للحل السياسي، ومع الأسف أنهم هربوا من المطالبة بالوحدة الوطنية في الجنوب إلى الوحدة اليمنية عام 1990م وجرى حينها اقتسام السلطة والثروة و الزمرة.
البيض يريد وحدة اندماجية عاصمتها تعز أو جبلة وناصر يقترح بديلاً عن الاقتتال والانفصال 94م
وماذا عن لقاءاتك بالرئيس صالح ونائبه البيض قبل حرب 94م والعروض التي تمت ووثيقة العهد والاتفاق؟
كانت طبول الحرب تُقرع في كل مكان استعداداً للاقتتال والانفصال.. سماسرة الحرب والسلاح ينتشرون في كل مكان من العالم، وأبناء الشعب بعيدون عن كل ما يجري فهم الذين سيكتوون بهذه الصراعات وسيدفعون الثمن من قوتهم وأمنهم واستقرارهم، ومن يحركون الأحداث بأموالهم هم وحدهم في النهاية اللذين سيحصدون نتائج هذه الصراعات وفقاً لاستراتيجيتهم التي رسموها لهذا السيناريو.
التقيت في أبو ظبي نائب الرئيس علي سالم البيض وسبقها لقاء في عمّان عند توقيع وثيقة العهد والاتفاق، وكان معه د. ياسين نعمان وصالح عبيد وعبد العزيز الدالي ومحمد علي أحمد الذي انضم لهم قبل الأحداث بشهر واحد فقط وكانوا في طريقهم إلى صلالة للقاء مع الرئيس علي عبد الله صالح.
حينها سألت البيض: إلى أين تذهبون بالبلاد ؟
قال: نريد وحدة اندماجية عاصمتها تعز أو جبلة.. وعلينا أن نخرج من إرهاب سنحان في صنعاء، والشيء الآخر نريدك معنا لأنك تعرف علي عبد الله صالح أكثر منا، ونحن أخوان وسنقدم لك أرضاً ومنزلاً، والتفتْ نحو الدكتور ياسين وقال أعطوه بيتاً.
كان حديثه في قمة الاستفزاز، فقلت له: لا أبحث عن سكن، ولكنني أبحث عن وطن مهدد بالاقتتال والانفصال، وحضرت لأسمع منك أولاً لأنك أنت صاحب الشأن، وأنت الذي وقعت على الوحدة مع الرئيس وأنت نائبه وشريكه. إذا لم تقدموا حلولاً للأزمة، فعليكما الاستقالة وترك الوطن وشأنه.
حينها قال لي البيض: على يدك؟. وماذا تقترح ؟!
أجبت: عندي مقترح قد يكون بديلاً للاقتتال والانفصال.
البديل الأول أن تستقيل من عضوية مجلس الرئاسة وأن يحل محلك ياسين نعمان أو سالم صالح، وأنت يمكن أن تبقى أميناً عاماً للحزب في عدن مؤقتاً حتى تهدأ الخواطر ويعود الوئام، وتعود إلى صنعاء بعد ذلك، وفي هذا حل مؤقت، والحل الثاني فيدرالية من إقليمين.
نظر صوبي وقال: هذا رأيكم أم رأي علي عبد الله صالح؟ ونحن لن نقبل بذلك، والحل هو وحدة اندماجية عاصمتها جبلة أو تعز التي هي خارجة عن نفوذ علي عبدلله صالح .
قلت له: إن الرئيس صالح سيرفض ذلك، وأكدت أن تعز لا تختلف عن صنعاء، فكلاهما تحت سيطرته؛ فهو عميق الجذور في هذه المدينة المتحضرة التي تعتبر مدرسة، ومنها تعلم السياسة ومنها انتقل إلى الرئاسة لحكم الجمهورية العربية اليمنية، فالأمان ليس في المكان سواء كان في جبلة أو تعز أو عدن، فأمانك في وطن خالً من الحقد والتآمر والكراهية والطائفية وتصفية الحسابات القديمة.
علي سالم البيض في خطر
قال لي البيض وقتها: نحن في خطر وأمننا في خطر.
قلت عليكم بالحوار ثم الحوار، فأنتم تسيرون بالبلد نحو الهاوية.
وأضفت: سألتقي الرئيس في الدوحة بعد لقاء صلالة فهل تريدني أن أتحدث معه بالمقترحات التي أشرت إليها.
قال: إذا وافق عليها سنفكر فيها.
قلت له: سنحاول إقناعه.
سكت.. قلت له إذا اقتنع فسوف آتي إلى عدن لأبلغكم بالنتائج.
قال: نحن لا نوافق على زيارتك عدن.
نهضت وقلت له: أنتم لا تريدون لي وطناً ولا سكناً في اليمن، وأريد أن أقول لك بأنني سأعود إليها بإذن الله .
قال: نحن نخشى عليك من علي عبد الله صالح فهو الذي سيقتلك وسيحملنا المسؤولية.
قلت : المهم ألا تقتلوا الوطن, وافترقنا ولم نلتق معه إلا عام 2009 في بيروت بحضور الشيخ سنان أبو لحوم, الذي عرض عليه منزلا في البريقة أو معاشيق بعد عودته إلى عدن، وقال أنه سيسلمني الراية والأمانة وحكم الجنوب كما قدم لي مثل هذا العرض في مايو 1994أن أكون نائبا له، ويجب أن أعترف أنه كان صادقاً في هذين العرضين في زحمة الأحداث وثقل التطورات على أنه لم تغرني مثل هذه العروض فقد جربت السلطة من محافظ إلى رئيس.
• هل كنت تشعر بمصداقية خشيته على حياتك ومن أين أتيت بالقطع بعودتك إلى عدن قريباً؟
لم أكن أشعر إلا بالخشية على الوطن في ظل ما سمعت منهما، وأما عودتي إلى عدن فقد تحققت بعدها بعامين في 96م، و كان بإمكاني أن أعود قبل ذلك.
الشمال يريد الانفصال عن الجنوب
وماذا حدث بعد ذلك .. هل انتهى اللقاء على هذا النحو؟
انتهى اللقاء عند هذا الحد، وشعرت أن قرار الانفصال قد اتخذ، وأن الطرفين يستعدان للإقتتال وللانفصال.. وقد علمت من محمد علي أحمد أن مطبخ الرئيس علي عبدالله صالح ناقش بالفعل موضوع الانفصال من طرف الشمال والعودة إلى الجمهورية العربية اليمنية، ولكنه كان يسأل من سيعوضنا الأموال التي أنفقناها على الجنوب ولم يهمه أمر الوحدة والحفاظ عليها، ولكن علي محسن ومحمد علي رفضا ذلك ولم يبق إلا إطلاق الطلقة الأولى ليحمل كل طرف الآخر المسؤولية عن بداية الحرب واتهامه بالانفصال والاقتتال.
علي عبد الله صالح يرفض الفيدرالية
وهل التقيت بالرئيس صالح بعدها وماذا دار بينكما ؟
نعم التقيت بالرئيس علي عبد الله صالح في الدوحة شرحت له ما دار مع نائبه علي سالم البيض، وحاولت أن أقنعه بفكرة الفيدرالية بديلاً عن الانفصال، ولكنه رفضها وقال: لو وافقت على الفيدرالية فسيطالبون بالكونفدرالية، وإذا وافقت على الكونفدرالية فسيطالبون بالانفصال وقال: إنهم قبضوا الثمن وإن قرار الانفصال قد اتخذ وطلب مني مرة أخرى أن أعود معه من الدوحة إلى صنعاء للمشاركة في تشكيل حكومة برئاستي، ولكنني اعتذرت له كما سبق وأن اعتذرت له في عمّان في شهر فبراير من نفس العام لأنني كنت ضد الاقتتال والانفصال والاحتكام إلى لغة الحوار للخروج من هذه الأزمة.. واندلعت الحرب من عمران، كما يعرف الجميع .
الموقف الراهن
• دعنا أخي الرئيس علي ناصر محمد ننتقل من المذكرات والذاكرة إلى واقع اليوم، كيف تقيمون الموقف السياسي في المشهد اليمني الراهن لاسيما بعد توصل مؤتمر الحوار إلى محطة المعالجات للقضية الجنوبية ومايعتمل من خلافات؟
لقد شخّصت الوثائق المقدمة إلى مؤتمر الحوار الوطني الأزمة في اليمن شمالاً وجنوباً، ولكنها لم تحدد المعالجات للخروج من الأزمة التي يمر بها اليمن منذ قيام الوحدة وما قبلها وما بعدها ومستقبل الحوار ونتائجه يتوقف على معالجة المشاكل التي يمر بها اليمن وفي المقدمة القضية الجنوبية التي تعددت الآراء والمواقف حولها باعتبارها مفتاح الحل للمشكلة اليمنية الراهنة وتحديد معالم مستقبل البلاد، وهذا يتطلب معالجات شجاعة وجريئة ورؤية استراتيجية لمستقبل البلاد والعباد، كما أن النظام لم يتخد أي إجراءات لحل المشاكل التي أدت إلى رفع المطالب بالانفصال وكنا نأمل بعد قيام الثورة السلمية في الجنوب والشمال أن تقوم القيادة التي جاءت بها الثورة إلى سدة الحكم باتخاذ خطوات عملية وملموسة لأن من شأن ذلك أن يسهل مهمة الحوار الوطني وقد نبهنا إلى أهمية ذلك ولكن دون جدوى، ونحن نأمل أن تباشر اللجان عملها لإنجاز ما كلفت به وليس للمماطلة وضياع الوقت فالشعب يئن من الذل والظلم والاستبداد والفساد، ونشر مؤخراً أن مؤتمر الحوار فشل في الوصول إلى اتفاق ونتائج وتوصيات للقضايا السياسية الثلاث الرئيسية قضية بناء الدولة وقضية الجنوب وقضية صعدة ، وإذا ما تأكد ترحيل الحل بشأن القضايا الثلاث فإن البلاد مقبلة على صراع نحن في غنى عنه بعد هذه الجهود من قبل مؤتمر الحوار الوطني والقوى الإقليمية والدولية للمساعدة على تجاوز المخاطر التي يمر بها الشعب في اليمن شمالاً و جنوباً.
• على هامش هذه المقابلة الصحفية ، علمنا أن السيد علي سالم البيض زار الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي قبل أيام و رفض اللقاء معكم ، فما صحة ذلك ؟
لقد تابعت نتائج لقائه مع الأمين العام للجامعة العربية وصدور بيانين عن هذا اللقاء وخاصة حول القضية الجنوبية ونحن نشجع مثل هذه الزيارة إلى الجامعة العربية، وكنت أحثه على زيارتها عندما اتفقنا معه على اللقاء مع المندوب الأممي إلى اليمن جمال بن عمر في العام الماضي بالقاهرة ومن جانبنا فقد سبق لنا أن التقينا عدة مرات مع الأمناء العامين للجامعة العربية عصمت عبد المجيد وعمرو موسى ونبيل العربي لشرح التطورات والأحداث على المستوى الدولي والعربي وخاصة على مستوى الساحة اليمنية شمالا وجنوبا، أما ما يتعلق بلقاء البيض مع العربي فقد كنت خارج مصر عند زيارته لها ولا صحة لما نشر حول رفضه اللقاء معي ومع الرئيس حيدر أبو بكر العطاس، وعلمت أن زيارته كانت قصيرة، زار الجامعة والمرضى وعاد في نفس اليوم وأكرر أنه ليس المهم أن يلتقي بي فقد التقيته في بداية هذا العام في بيروت, وكنت أتمنى ومن منطلق الحرص على نجاح زيارته لمصر أن تطول ليتسنى له اللقاء ببعض الشخصيات والقيادات الموجودة في القاهرة منذ 94م و في مقدمتهم شعفل عمر ومطهر مسعد وصالح شايف ومحمد علي القيرحي وغيرهم لتعزيز عرى الأخوة بينهم، ولكن خيرها بغيرها (كما يقول المثل).
•نقلاً عن صحيفة اليقين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.