طلت علينا الذكرى السابعة لثورة فبراير العظيمة ولا زالت في صيرورة الولادة بعد ان واجهت تحديات منذ انطلاقتها. وتلك الثورة لم تأتي اعتباطا أو محاكاة أو استجابة لفئة أو حزب أو ايعازا خارجيا-كما يروج اعداؤها- وأنماء جاءت استجابة لمعاناة وآلام الجماهير.. ولها اسبابها وتحدياتها. أولا: الأسباب وتتمثل في الوضع المزري الذي وصل اليه المجتمع اليمني من تفاقم الفقر والبطالة وانتشار الفساد وتجذره واتساع الظلم. وانتهاك الحقوق والحريات. وتفكك وتشظي المجتمع. وتراجع مؤشرات التنمية والتعليم وانعدام الخدمات. وضياع الموارد واتجاه الدولة نحو الفشل ووصمها بالدولة الفاشلة. وانسداد أفق الحل للمشكلات بسبب إصرار النظام على التوريث بعد حكم عائلي دام أكثر من ( 33) عاما... امام تفاقم تلك الأوضاع. انتفض الشعب ضد النظام , رافعا شعار الشعب يريد اسقاط النظام. أي اسقاط الفساد والظلم والقهر. ورفعت تلك الثورة اهدافا سامية لا ينكرها الا جاحد وهي. الحرية والعدالة والمواطنة المتساوية والديمقراطية ..اهدافا تريد دولة القانون.. دولة الفصل بين السلطات. دولة المساءلة والمحاسبة والحكم الرشيد. وهذه الأهداف يمكن تلخيصها في المطالبة بتحقيق المشروع الديمقراطية الوطني. والذي في ظله (فقط) يتحقق الاستقرار السياسي وتكافؤ الفرص وتتحقق التنمية والاستقلال. ثانيا: التحديات... بدون شك هذه الثورة التي جاءت لتعبر عن مصلحة الجماهير فإنها بالمقابل اطاحت بمصالح معاول الفساد.. وأدوات الحارسين للأجندة اقليميا ودوليا. ولذلك واجهت الثورة تحديات داخلية واقليمية ودولية. ارادة كبحها في مهدها. فأما التحديات الداخلية فتنقسم الى ثلاثة أقسام. القسم الاول تحدي النظام في ممارسة القمع والقتل والتشويه بحركة التغيير. وتبعه تحدي الدولة العميقة في حكومة الوفاق بأجهزتها العسكرية والأمنية والتحكم بمفاصل الدولة والمال والاقتصاد. واعاقة تطبيق قانون العدالة الانتقالية. القسم الثاني.. وهو تحدي الظاهرة الحوثية التي مثلت امتداد للمشروع الايراني. وتحالفه مع النظام الحاكم ليشكلا الثورة المضادة لثورة ارادة الجماهير. ووفقا لأجندة اقليمية ودولية. اما القسم الثالث فهو غياب القيادة الثورية التي تمثل ارادة وتطلعات الجماهير. وغياب الرؤية التكتيكية والاستراتيجية لتحقيق الأهداف. فضلا عما ساد داخل تلك القوى(ولازال) من تمحور انتهازي.. اما التحديات الإقليمية تتمثل في قسمين الاول خوف دول الخليج أن يشملها رياح التغيير خصوصا السعودية والامارات. ولكن تحدي الامارات برز بشكل واضح في قمع واحتواء واجهاض الثورة وفقا لأجندة خارجية فضلا عن سياسة اولاد زائد الصبيانية واطماعهم في المنطقة. وهو ما شكل التحدي الفعلي للثورة من خلال دعمها لأدوات الثورة المضادة.. فكانت الامارات لاعبا أساسيا في منح الحصانة لصالح. وساهمت بإجهاض الثورة وحولتها الى أزمة سياسية.. ثم تبعها بالتعاون مع (التويجري) بمنح الضوء الأخضر للحوثي للخروج من جحره في صعدة والانقلاب على الجمهورية. وبعد ان مثل ذلك الانقلاب اختلالا لأمن السعودية. بادرت(السعودية) لإنشاء التحالف العربي... لوقف الخطر على امن المنطقة وعودة الشرعية وكان لمشاركة الامارات لها اهدافها الخاصة مستغلة وجودها في التحالف العربي لتحقيق مصالحها الصبيانية على حساب امن اليمن وأمن الأمة. فدعمت الاحزمة الأمنية والمجلس الانتقالي وقوضت القرار الوطني لتحقيق ذلك.. وهذا الدور الاماراتي هو امتداد للتحدي الدولي ولاعب ومنفذ ﻷجندة أمريكية وبريطانية واسرائيلية تتمثل في عملية تفتيت الوطن وتشظيه فضلا عن تسمين الحوثي واعطائه حجما أكبر منه ليشكل قوة عدم استقرار لليمن وقوة ابتزاز وتهديد لأمن السعودية. اما التحدي الإقليمي الآخر فهو تحدي المشروع الايراني في المنطقة الذي يريد الاستيلاء على الثروات والممرات المائية لتحقيق المشروع الامبراطوري الايراني والذي يتسق ويتناغم مع المشروع الصهيوني. ومع اطلالة الذكرى السابعة لثورة التغيير. خرجت اقلام قوى الظلام. والاستبداد. قوى فرض ارادة القوة. قوى الثورة المضادة لتخفي بتعمد تلك الأسباب والتحديات. بغية تحميل قوى التغيير الواقع الحالي. متناسية انها لا زالت هي من تحاصر الشعب بثورتها المضادة ..وأسباب معاناته. كما ان ثوار التغيير لم يحكموا لتلبيسهم ما ليس منهم . فهم في جبهات القتال يسطرون أروع البطولات والتضحيات ضد مشاريع الاستبداد والتخلف. والانتصار لقيم الكرامة والحرية والاستقلال. ... لمتابعة قناة التغيير نت على تيلجيرام https://telegram.me/altagheernet