معلوم عن بريطانيا التاريخ .. بريطانيا التي كانت استعمارية وكانت ممتدة ولا يغيب عنها الشمس .. كانت سياستها كما قِيل.. أنها تقوم على مبدأ "فرق تسد "..! ؛ ومن ضمن تلك المستعمرات الممتدة، كان جنوباليمن احد ضحاياها ؛ استعمرته وجثمت فيه ما يقارب المائة والتسعة والثلاثون عاماً ..!؛ وفي خضم هذا الاحتلال ولد المبعوث الأممي الحالي لليمن السيد مارتن غريفيث كما قِيل في عدن ..؛ يعني ان هذا المبعوث هو ابن مستعمر إنجليزي.. !؛ فهل كان اختياره ليكفر عن سيئات ارتكبها والده واجداده؟!؛ أم لتكريس تلك السياسات البالية وبعثها من جديد في القرن الواحد والعشرين ؟! ؛ وكما يقال من أن الصدق والوضوح من سمة الغربين عموماً..!؛ فهل في بلدانهم خوفا من الإطاحة بهم من شعوبهم ؟؛ أم اصبحت كسلوك حضاري ؟؛ واذا كانت كذلك..!؛ فلماذا صاحبنا يناور هذه المناورة..؟!؛ هل لأنه مولود بأرض عربية أم ماذا ؟!؛ فهل السيد مارتن مبدأ التقيه قد لذعه هو الآخر أيضا..؟!؛ وفي الجانب الأخر هناك من يقول على الشرعية أن تتنبه لمكر المبعوث، ومكر الحوثة ، وتراوغهم كما يراوغونها ، وفي أثناء ذلك عليها أن تتقدم و تتوسع على الارض باتجاه التحيتا و زبيد وباقي المديريات ، وتضيق الخناق على الحوثة حتى يقبلوا بالخروج من مدينة الحديدة ، وتظفر هذه المدينة بالنصر المؤزر دون ان تتعرض بنيتها وسكانها "للمُوصَلَة" التي يخطط لها الحوثة..!؛ عروسة البحر قد كشفت السفير جريفيث، وكل تحركاته ومبادراته المشبوهة ..؛ فشكرا لك ايتها العروسة الصابرة على كشقك لزيف العالم وادعائه من الوقوف بجانب شعب قوامه ثلاثون مليونا ،حيث انت من فضحتيهم فضيحة مدوية ، حيث اصطف هذا العالم المنافق مع من يهددهم بأمنهم وسلامهم وعيشهم ، مع فتية الحوثي ؛ وترك ملايين الشعب اليمني للاستمرار في المعاناة..! وحذار حذار من الفخ الذي ينصب للشرعية لجرها للتفاوض كحكومة مع الانقلابين وإن وصِّفُوا كذلك ،لكن عند التفاوض سيظهرون حكومة بحكومة بنفس الصفات والألقاب ،وسترون إن تورطتم في الموافقة والاستجابة لتغيير فريق التفاوض والحوار..! ؛ هذا وقد كان قد تم التداول مؤخراً عن تسريبات منسوبة بالموافقة والرضا لتشدد وتصلب الحوثين وبمباركة ووعد من المبعوث بالضغط باتجاه الشرعية ..حيث قيل أنه اتفق مع الحوثة من أنه سيقوم هو بالإدلاء بتصريحات توحي بالإيجابية ، ومن أنه قد قاد نقاشات جدية وحازمة مع الحوثين وضغط عليهم وحصل بعد عناء على موافقتهم تسليم الحديدة ولإشراف عليها من قبل الأممالمتحدة ، ويعتبر المبعوث هذا انجاز كبير وتنازلات وصفها بالبناءة كونها لأول مرة يوافق الحوثة عليها ،ولولا لقائه بصاحب وصانع القرار الحوثي لما كان لهذا الانجاز أن يتم ،ولذلك أمتنّ المبعوث للسيد عبد الملك الحوثي هذا التنازل ..؛ومن يدري أنه التقاه ،فقد يكون ن التقاه أو لا ، وأرجح انه لم يلتقيه بدليل ما نشر عن المبعوث عن فضح مكان اللقاء وهو صنعاء وهذا يدل على عدم حدوث اللقاء اصلا..! ؛ لا يهم الأمر؛ المهم هو ما سرب من أن المبعوث حثّ الحوثة الصمود والاصرار على البقاء والرفض لمبادرته وهو سيتولى الضغط على الشرعية لتوقيف تحرير الحديدة ..!؛ والمبعوث بهذا الموقف يخدم الحوثة بإعطائهم الفرصة بأن يضغطوا بأقصى ما عندهم وان يصمدوا ..!؛ فما الذي يريد فعله المبعوث من هذا الموقف إن كان مضمون التسريب صحيحاً؟؛ فهل سيمكن الحوثة من البقاء كحكام على الشعب بالقوة ؟؛ أم أن هذا الموقف ثمنه هو تخلي الحوثة عن مستعمرات الجنوب البريطانية السابقة لتتولى بريطانيا تدبير من يحكمها ؟؛ حاليا هو في الزيارة الثانية لعدن لمقابلة الاخ الرئيس هادي ..فهل جاء ليبرر تصريحاته السابقة ليحافظ على مصداقيته وماء وجهه ؟؛ أم جاء ليسوق وَهمٌ جديد تحت مسمى مبادرة متكاملة تبدأ بالحديدة وتنتهي باليمن كله ظاهرها الرحمة والسلام الشامل وانهاء الانقلاب ،وباطنها هزيمة الشرعية وتمكين الحوثة بطول البلاد وعرضها أو بالضغط عليهم والقبول بحكم جزء من اليمن في أسوء الظروف ؛ وترك الجزء الذي استعمر من قبل بريطانيا له ولحكومته ليتولوا هم بمعرفتهم أمره وادارته ..؟؛ أم جاء ليحرض الشرعية كما حرض الحوثة في صنعاء ؛ ويطالبها بسحق الحوثة في الحديدة ؛كونهم قد رفضوا مبادرة السلام والتي كانت بالمحصلة لإنقاذهم ؛ و من أنهم ليسوا مؤهلين بعد للسلام ؟! ؛ نريد منك يا غريفيث ان تتحدث الى الشرعية والرئيس هادي بلغة هادئة منطقية دبلوماسية منتجة يبنى عليها لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية..!؛أنصحك أيها السفير أن لا تنتج شيئاً مغايراً للمرجعيات المعروفة وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة..!؛ وأنصحك كذلك بترك ثقافة العرب وسلوكهم وكذبهم جانباً ..؛وأن تبادر بالحلول لا التوقف عند الاثارة والعصف الذهني؛ كي ينتج المعنيون حلولهم ،لأنهم لم ولن ينتجوها إن أنت لم تساعدهم بانتاجها..، بهذا ستكون العودة لعدن هادئة غير مستفزة ،وخالية من التحريض، والتحريض المضاد ،ويكون هادينا ..هادئاً ..رائقاً وراضياً ..!؛ والسلام،،،