تابعت قبل أيام الموضوع الذي أثير حول مرتب محافظ البنك المركزي الحالي د. محمد زمام ، وبرغم فداحة الامر في ان يستلم مسؤول حكومي هذا المبلغ الكبير في بلد يعاني من اكبر مجاعة في التاريخ الحديث حسب تقارير الاممالمتحدة ولكنني اشعر ان هناك حمله موجهه ضده من قبل الاخوة الجنوبيين فهم على ما يبدو لم يعد بمقدورهم تقبل ان يكون هناك حتى منصب واحد لأبناء المحافظات الشمالية مع الاستحواذ الكامل والتام لكل مناصب الدولة بوقاحة منقطعة النظير ...... لن أخوض في حجم مرتب القعيطي ونائبة والذي كان 90 الف دولار بالشهر الواحد ولن اسرد لكم أقارب القعيطي من الدرجة الثانية والثالثة وحتى العاشرة الذين يتقلدوا حاليا مناصب مرموقة في السفارات أقلهم بدرجة مستشار وذلك تقديرا مني لما بيني وبين بعضهم من عيش وملح وبالأخير هم مواطنين وجدوا فرصه فتناولوها ولو وجدها غيرهم لعمل الشيء ذاته ويبدو ان هذا هو قدر بلدنا عاثر الحظ . وفي هذا الشأن فان العتب يقع بالدرجة الاولى على صاحب القرار وراسم السياسة والتوجه العام للدولة فخامة رئيس الجمهورية المشير عبدربه منصور هادي الذي اوصلته ثورة الشباب الى سدة الحكم وكنا ولا زلنا متطلعين الى ان نطوي به صفحات المحسوبية والفساد والاقصاء والتهميش وهو الرجل الذي دفعنا الناس فُراداً وجماعات للخروج للتصويت له لتثبيت شرعيته التي كنّا ولا زلنا وسنظل معها لانها مشروع الحياة الوحيد الجامع ولأنها مصلحة وطنية عليا وهو يمثل رمزها وعليه فنحن معه. يحاول غالبية أنصار الشرعية من شمال الوطن عدم التطرق لشخص فخامة الرئيس كجزء من مدنيتنا واحترامنا للدولة ورمزها ونعلم انه يعلم اننا نعلم ان توجه التهميش والاقصاء السائد ضد ابناء المحافظات الشمالية هو من يتبناه شخصيا او على الأقل هكذا يقول لنا توقيعه على القرارات الجمهورية الا إذا هناك من يزور توقيعه وهو لا يعلم فهذا شي اخر .... فخامة الرئيس المشير عبدربه منصور هادي يا رعاك الله انت صاحب القرار خُط بيديك وبقلمك تاريخك الذي تريد فالتاريخ لا يرحم وعجلة الزمن تدور ونحن شعب عملاق تخذلنا نخبنا على مر التاريخ فنحن أمه تمرض ولكنها لا تموت رغم تسلط الامامة علينا لأكثر من 1000 عام لم ننتهي بل انتهى من قاموا بما تقوم به الان انت من إقصاء وتهميش ومحسوبية فجة ومنقطعة النظير في تاريخ اليمن الحديث الذي يقول لنا ان للبقاء مقومات اذا زالت يزول ولعلك كنت شاهدا على مسيرة النظام السابق والذي كان يعيش ظروفا افضل من الظروف التي تعيشها الان وكانوا على قدر عالي من الدهاء وأوسع حيلة او هكذا تقول لنا معالم حكمهم حينها ومع ذلك زالوا واصبح انظامهم في عداد الأنظمة البائدة . فخامة الرئيس المؤتمن لتدرك بان بلاط الحكام أشبه بالسوق لا تأخذ الية الا البضاعة التي يطلبها الناس والرائجة وكذلك هو الامر بالنسبة لك فكيفما ستكون انت ستكون بطانتك وحاشيتك وستتبلور قراراتك ومخرجاتها ولا قيمة لكل ما نقاتل من اجله من مخرجات مؤتمر الحوار وإعادة الدولة وانت نفسك لا تقدم شي لتطبيقها حتى على مستوى دائرتك الخاصة او الجهات التي تملك عليها سلطة كاملة على الأقل .