فتحت زيارة رئيس التجمع اليمني للإصلاح، وأمينه العام، إلى الإمارات، الباب واسعا للتكهنات، حول فحوى هذه الزيارة ومخرجاتها السياسية في وقت لا تفوت فيه الإمارات فرصة لشتم الإصلاح والإخوان. رئيس الإصلاح وأمينه العام في ضيافة بن زايد في أبوظبي في مفاجأة سياسية وإعلامية مدهشة بالنظر إلى النهج الإماراتي العدائي تجاه الإصلاح. فهل نشهد تحولا في موقف أبوظبي تجاه حزب الإصلاح، أم تجاه الإخوان، أم في موقفهم من الأزمة السياسية اليمنية برمتها. كلا الجانبين يسعى للاستفادة من هذه الزيارة، لكن السؤال هو هل ستكون زيارة عابرة في إطار المجاملات السياسية، أم سيكون لها ما بعدها؟ ليس خفيا العداء الإماراتي للإسلاميين الحقيقيين بشكل عام، والإصلاحيين بشكل خاص، وليس بخاف كذلك كرههم لكل وطني مخلص لوطنه ومبادئه، لذلك من وجهة نظري كمحلل أن الإمارات تحاول إستغلال قيادات الإصلاح الضعيفة في تلميع صورتها، وتشويه سمعة الحزب. فسياسة الإمارات بعيدة المدى بخصوص تعاملها مع الإصلاح هو اجتثاثه أو تقويض وجوده ودوره في العملية السياسية اليمنية، وهذا مانلاحظه ونشاهده في تعاملها مع قيادات الحزب وأعضائه في الداخل اليمني وخارجه. أما الإصلاح فلن يخرج من هذه الزيارة إلا بخفي حنين كعادته إن كانت له أجندات دخل بها هذا اللقاء اصلا. وإلا فإنه سيصفع للمرة الألف من الإمارات كما صفع في المرات السابقة منها ومن التحالف، إذ كيف يمكن لعاقل أن يتخيل أن الإمارات لانت لهم، ودعتهم لزيارتها والتودد إليهم، بينما هي تتهمهم بالأخونة والتآمر على الشرعية والتحالف بتعاونهم مع الحوثيين. أو ليست الإمارات هي من استأجرت المرتزقة الأمريكان لقتل أعضاء الحزب؟ أو ليست هي من منعت المسؤولين الإصلاحيين من دخول عدن؟ او ليست هي من منعت الوزير نايف البكري من حضور مراسم دفن أمه رحمها الله تعالى؟ لا أظن انه استجد جديد بخصوص العلاقة بينهما، او بخصوص الوضع اليمني بأكمله، إلا أننا نستطيع القول أن قضية خاشقجي ألقت بظلالها على محمد بن زايد كما على محمد بن سلمان، من خلال الضغوطات الغربية لإنهاء حربهم على اليمن. ولا ننسى أن عليها قضايا كثيرة مرفوعة ضدها في المحافل الدولية، وخصوصا ما يتعلق منها بالإنتهاكات الإنسانية والقتل والتصفية، وبالتالي فهي تسعى للملمة شتاتها بالتقارب مع الإصلاح شكليا، و إتمام صفقاتهم المشبوهة من خلاله. عدنان العديني وبوقه الأصلي: نائب رئيس الدائرة الإعلامية بحزب الإصلاح يقول أن لقاء قيادة الإصلاح مع الأشقاء في قيادة دولة الإمارات، تعتبر امتدادا للقاءات سابقة برعاية ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، وأكد أن الزيارة خطوة إيجابية ومهمة في اتجاه تعزيز وتلاحم التحالف الداعم للشرعية . ومن ضمن ما قاله أن هذه الزيارات الهدف منها هو تحقيق أهداف "إسقاط الانقلاب واستعادة الدولة وهي السياسة التي تحكم كل تحركات الإصلاح الخارجية وتتم في سياق تكامل الجهود بين الشرعية بقياداتها السياسية والقوى السياسية الداعمة لها ومنها الإصلاح". لقد تجاوزت الإمارات والتحالف ياعديني حزب الإصلاح وقادته وإعلامه منذ البداية، ولم تقم لهم وزنا ولا قيمة، وفعلت مابدا لها بكل حرية وأريحية، وجعلت دور الإصلاح هامشي، بل اضطرته إلى تقمص دور المدافع في أغلب الأحيان. لكنها أي الإمارات تريد أن تضمن لنفسها سلاسة تحقيق أهدافها بعد عمليات التسوية القريبة مع الحوثة، عن طريق شراء صوت الإصلاح ببعض المقايضات الرخيصة، مادية وسياسية. ولا أستبعد أن ينجر الحزب كعادة الضعيف لاستخدامه وتوظيفه في تحقيق مآربهم. ثم يخرج علينا العديني مرة أخرى بإتهام قطر أنها تقف مع الحوثيين ضد الشرعية والتخالف، وأنها لا تعلم أنها تضر نفسها أيضا والعالم العربي، لأن وقوفها مع الحوثة يعني دعمها لإيران. وقد قال نفس الكلام في تصريح سابق ايضا. عدنان العديني بهذا السلوك يجعل من نفسه بوقا نحاسيا مصقولا ينفخ بنفس التحالف وزفيره، ناسيا او متناسيا ان قطر كانت الداعم الأول لليمن واليمنيين، وأنها كانت ضمن التحالف الذي طردها منه فيما بعد لغرض في نفس يعقوب ابتدأ بالتكشف في المراحل الأخيرة، وناسيا ان قناة الجزيرة القطرية لهم ولأفعالهم القبيحة في اليمن بالمرصاد.