في العصر الراهن نستطيع القول بان العالم اصبح قرية صغيرة وما يتميز به هذا التقارب هو قدرة البشر على الوصول لبعضهم البعض وخدمة من حولهم في ثوان معدودة من خلال التطور والتقدم الهائل في التقنيات الحديثة لوسائل الاتصال والتواصل وتكنولوجيا المعلومات الرقمية . إن اهم تلك الوسائل هي وسائل التواصل الاجتماعي أو ما بات يعرف ب (السوشيال ميديا Social media) والتي منحت الجميع القدرة على تشارك المعلومات أو تقديمها أو حتى الوصول اليها في أي زمان ومن أي مكان في العالم بشكل تفاعلي وفي وقت قياسي وباقل تكلفة ممكنة . لقد مثلت وسائل التواصل الاجتماعي نافذة الأنسان الأولى لإبداء آرائه والتعبير عن مشاعرة ومتابعة اهتماماته في كافة المجالات الحياتية بكل حرية ، ولكن في المقابل فإنه وعبر تلك الوسائل يمكن إن تعكس تلك الصورة والسلوك والأخلاق التي يعيشها ذلك الأنسان في أي بقعة من بقاع الأرض سواءً كانت سلباً أو إيجاباً من خلال سلوكياته وممارساته التي يبوح أو يتعامل بها مع الأخرين والكلمات التي ينتقيها في حديثة وردود أفعاله وكذا الأفكار والمعارف التي ينشرها هنا أو هناك . في حقيقة الأمر يمكن لأي شخص منا استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في الأمور الأكثر إيجابية في حياته اليومية والقيام بتبادل المعارف والمعلومات النظرية والخبرات العملية الهامة مع الأخرين وعرض الإبداعات الفكرية والثقافية والتكنولوجية التي وصلنا لها أو حققناها ، والاستفادة منها في خدمة الأنسان وتقديم عبرها الفعل المفيد والقول السديد والتشجيع على سبل الخير وبث روح المحبة والإخاء والتسامح بيننا كبشر وتسخيرها لتحسين حياتنا وتلبية احتياجاتنا وتمتين علاقاتنا مع بعضنا . كما انه وللأسف الشديد في المقابل يمكن استخدام نفس تلك الوسائل في ترسيخ الأمور والاتجاهات السلبية والمعيبة في سلوكنا كأفراد وتشوية الثقافة الحضارية والأخلاقية التي تتمتع بها مجتمعاتنا ، ويمكن إن تتسبب نفس الوسائل في إفساد علاقاتنا وتأجيج خلافاتنا وزيادة الحقد والكراهية فيما بيننا ونحن لا نشعر حتى نجد انفسنا نخوض حرب اجتماعية معلوماتية بلا مبادى ولا قيم تبدأ بضرورة إشاعة الحقائق المزعجة وتنتهي بنشر الأكاذيب والإشاعات المفبركة وفي الأخير كلها لن تؤدي إلا لقتل التفكير الإيجابي في عقولنا وانهاك الطاقة البشرية في أجسادنا وتدمير مجتمعاتنا البشرية وتبديد خيرات ومقدرات أوطاننا ولازلنا نعتقد أننا انتصرنا على العالم وتمكنا من مواكبة التطور والحداثة..! نعم لقد وجدت وسائل التواصل الاجتماعي ولازالت في تطور وتحديث مستمر وبالرغم من الفوائد الجمه التي قدمتها في خدمة البشرية إلا إنه لازال البشر هم انفسهم من يسيئون استخدامها للإضرار بمن حولهم من أهلهم وبني جلدتهم ، وبالرغم من وجود الأضرار والسلبيات التي أوجدتها تلك الوسائل إلا انه لازال كذلك البشر هم من يجيدون تجنبها وتجاوزها للحفاظ على بعضهم ، في حقيقة الأمر إن الأنسان بطبيعته يتجه نحو ما تمليه عليه أفكاره وأهوائه وغرائزه فان كانت إيجابية ستصنع الخير وان كانت سلبية ستحدث الشر وكل إنا ينضح بما فيه ، فيا ترى ماذا تعني (السوشيال ميديا Social media) بالنسبة لك..!.