تابعت العديد من التقارير حول تغطية بعض الصحفيين السويديين الدوليين للقضية اليمنية فوجدت أن أغلب الصحفيين السويديين يستخدمون مصطلحات مثل تلك المصطلحات التي تطلقها الأممالمتحدة حول القضية اليمنية، والصراع الدائر بين الميليشيات الحوثية، والحكومة الشرعية مدعومة بالتحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن. تقول الصحفية السويدية التي تعمل في جريدة اكسبريسن السويدية ماجدا جاد: أنها سافرت لليمن وقعدت فيها 3 أسابيع ودخلت مناطق ساخنة في اليمن، وسلطت الضوء على حياة اليمنيين في طرفي الصراع، وهنا نقطة طرفي "الصراع"، هذا المصطلح منقول من روايات ومصطلحات الأممالمتحدة، وتقاريرها الدولية حول المعارك والأوضاع الجارية في اليمن، ونحن نعرف جيداً أن أغلب تقارير الأممالمتحدة حول اليمن دائما ما تتبنى الرواية الحوثية، كون التنسيق مع الميليشيات الحوثية جاري وعلى أعلى مستوى من التنسيق مع الحكومة الشرعية. ليست ماجدا جاد فقط هي الصحفية الأولى والوحيدة في التوصيف المغلوط لهذا المصطلح، بل هناك العديد من الصحفيين الدوليين الذين يتبنون مثل هذه المصطلحات المغلوطة، بل أن بعضهم يصف ما يجري في اليمن حرب أهلية، وهذا أيضا مصطلح مغلوط، ففي اليمن حرب ما بين حكومة شرعية معترف بها دولياً، وميليشيات حوثية منبوذة محلياً ودولياً، متمردة لا تفهم لغة السلام، لا تؤمن بالمعاهدات والاتفاقيات الدولية، والتجارب السابقة خر دليل على ذلك. ورغم أن مؤتمر السويد كان فرصة سانحة للميليشيات الحوثية لتقدم حتى بصيص أمل في نواياها للحل، إلا أن أغلب الصحفيين ووسائل الإعلام السويدية لم تكن تهتم بالمحادثات بقدر من الأهمية، والسبب في نظري ترجع لوجود عامل التعنت والممطالة واللامبالاة من قبل وفد الميليشيات الحوثية، أيضاً معطيات الماضي آنفة الذكر من المحاثات التي كانت نهايتها الفشل، ولم تنجح منها ولا محادثة. ما يدلل كلامي هذا حول عدم اهتمام وسائل الإعلام السويدية بالمحادثات اليمنية، هو رأي الصحفي السويدي في جريدة باروميتر المحلية اندرس بلانك حيث وصف تغطية الإعلام السويدي للمحادثات بأنها "تغطية ضعيفة وفقيرة وليست بالمستوى المطلوب، ويضيف أيضاً أنه: رغم محادثات السلام التي جرت على أرض السويد أخذت القضية اليمنية فرصة بسيطة في الإعلام السويدي وتحديداً نشرات الأخبار اليومية للقناة الأولى العامة، وراديو السويد العام". كلام الصحفي السويدي اندرس بلانك يدل على أن عدم اهتمام الإعلام السويدي بهذه المحادثات رغم أهميتها بالنسبة للسويد والمجتمع الدولي واليمن والتحالف العربي، والتي من المفترض أن يكون لها صدى واسع في سائل الإعلام السويدية، لكن القضية لم تكن بالشكل المطلوب والتغطية المطلوبة، وهذا يدل على التوقعات المسبقة للصحافة السويدية، وخيبة أملها المبكرة بفشل هذه المحادثات، التي فعلاً نجحت في كتابة بنود واتفاقيات حبر على ورق، لكن على أرض الواقع والتنفيذ لا يوجد للآن أي بند نفذ رغم مرور ما يقارب أكثر من شهر على نهاية هذه المحادثات، والتي من المفترض أن تنفذ بنودها بعد المحادثات بأسبوعين.