لم تكُ ثورة ١١ من فبراير ثورة بمحض الصدفة ولم تكُ حدثاً عابراً بل ثورة حقيقية كالشمس وقدراً كالشعب.. ثورة أعادت لليمني شموخه وللتاريخ مكانته وللأجيال حلمها المأخوذ ومستقبلها المصادر.. ثورة تلت فكرة نابعة من عقول شعب مضطهد بل من ارواحهم المغتصبة استبداداً من نظام الحكم.. ثورة تصدر تاريخ قيامها معظم كتب التاريخ لمناهزتها نظام الحكم وتجسيداً لقوة الشعب المتوحد بهتافاته الصارخة في وجه الظالم والناتجة إزر نفاذ طاقاتهم الإستيعابية في تحمل ممارسات التهميش التي كانت تحصل آنذاك وتسعى لإسكات صوت الحرية وقمع من يتجرى بالظهور العلني ليكون عبرة بزعمهم وزجراً للأخرين وذلك حفاضاً على نظام الحكم لئلا يحدث إنتفاضة مباغتة له.. تراكمت الأسباب حتى إستدعت إنتفاضة ثورة ١١ فبراير المجيدة التي اُعتبرت قدراً كوني تاريخي خصوصاً أن الشعب هو متصدرها الأول خلافاً عن الثورات القديمة التي كان يقوم بها نخبة محددة كالظباط أو ماشابه.. حيث كان الشعب يتم تجهيله ويعمل بإسمه في مصلحة النخبة أو الحاكم.. لكن..! أتت ثورة فبراير الخالدة لتوضح قوة الشعب والبركان المنفجر في وجه الطغاااة.. وفي تلك الوقت كان يحكم اليمن "مجتمع حاكم" أي مجموعة ذات إمتيازات ونفوذ وثروة تختطف فكرة الدولة وتحولها الى مشروع خاص للنفوذ والإدارة نآقضين الجمهورية غير معترفي بالديمقراطية التي اصبحت مسروقة حينذآك.. توالت الأحداث وكثرت أسآليب قمع النظام لثوار فبراير.. وإثر تلك الأساليب القمعية تسببت بمغادرة بعض زملاء الثورة الى جوار ربهم.. ذلك النظام تمترس خلف ماسميئ بالجيش العائلي بغرض حماية الحاكم ونظامه.. إثناء ثوار فبراير عن قرارهم الحاسم بسقوط النظام وإزالة القيود المفروضة على حق التظاهر السلمي وحرية التعبير واستخدام الأت الرش المائية الى جانب اساليب غدرهم البشع وإحراق خيام المتظاهرين.. هذا ما أثار الشعب بأكمله ضد النظام الحاكم ودفع الكل نحو هدف واحد هو سقوط النظام حتماً.. كنا أمام نجاح باهر في ثورتنا السلمية لإسقاط الحاكم ونظام الحكم بفضل قوة المجتمع كقوة فاعلة الذي اعتبر هدف الثورة الأول الذي حققته بامتياز.. رغم وجود الشذوذ وخروج الثورة المضادة المؤيدة لنظام صالح وكان ابرزها في تعز والتي تسببت بإلقاء قنبلة الى وسط الثوار التي اطاحت بالعديد منهم وتصدر المؤقف أنه تابع لمحافظ تعز آنذاك. الى جانب الأنظمة المحلية التي سعت بتحالف دولي لإطفاء ثورة ١١ فبراير والمتجمعة لإقاف عجلتها.. لحظة فارقة هزت عرش الحاكم الفرد وأجبرته على الرحيل وتحققت أهداف ثورة 11 من فبراير التي مهدت الطريق امام المشاركة الشعبية في صناعة القرار السياسي.. والبحث عن حلول جذرية للقضايا الوطنية.. ومثلت نقلة نوعية لليمن التي مرت من ثورة الى دولة نكون نحن الشعب فيه طرف يفرز حكومة تدير البلد وفقاً لإرادتنا ورغبتنا نحن.. البعض كان يبعثر حروفه ويخرجها بلا وعي ولا منطق ويتحدث أن أصل الثورة توقفت وأن عقارب التغير إتخذت الإتجاه المضاد وأن بوصلة النظال إنحرفت على المعتاد. والبعض يزعم أن الأحزاب السياسية ركبت موج الثورة.؟ لكن أقول لمن تزعم هذه البعثرات..! لا أريد أن نتحول الى دفاع عن الأحزاب،،فالأحزاب ليست وطن..! بل الأحزاب وسيلة للوطن لخدمة الثورة_عندما تخطى هذه الأحزاب نقول أخطاءت، وعندما تصيب نقل أصابت_لكن يجب الأ تتحول الثورة الى هدف عبثي.. مادام أن الأحزاب كانت مقام رافعة سياسية يؤخذ بشورها وكون العقل السياسي يقول لابد من فترة إنتقالية تنقلنا نحو دولة ليست بالمدنية المضادة للعسكرية..! بل دولة تنشأ سلطاتها عن الشعب وتعبر تماماً عن إرادة الأغلبية مع إحترام رغبة وموقف الأقلية اي ماسميت بالدولة الحداثية.. كل الثورات في العالم أصابها الزيف فيما بعد إلا ثورة ١١ فبراير ماتزال مستمرة نحيي ذكرآها في كل عام ونترحم على شهداءها.. نحتفي بها كثيراً فهي الأب والرب والذكرى الخالدة.. وتُشعلُ الشعلةَ في مدينة تعز تعظيم لذكرى الثورة.