الانتفاضة او الثورة التي يقودها الحوثيون هذه الايام والتي انطلقت من ضحيان وجبال مران محافظة صعدة الاربعاء قبل الماضي تذكرنا ب (ثورة) الاصلاح التي انطلقت في 11فبراير 2011م من ساحة التغيير امام جامعة صنعاء والتي كانت تحمل اهدافا وشعارات عدائية انتقامية ضد شخص الرئيس السابق وعائلته بعيدة كل البعد عن الهم الشعبي والوطني فكانت عبارة عن تصفية حسابات شخصية وسياسية ضيقة اكثر من كونها (ثورة) اوحتى حركة انقلابية بكل ماتحمله من معنى الامر الذي افقدها الزخم الشعبي والجوهر او البعد الوطني . ففي بداية انطلاق حركة 11 فبراير الشبابية التي رفعت شعار التغيير والقضاء على مشروع التوريث العائلي للسلطة هب الشعب اليمني من اقصاه الى اقصاه مع هذا المشروع الشبابي الوطني ولكنه سرعان ما فقد جوهره الوطني وزخمه الشعبي مع ركوب احزاب المشترك لهذه الموجه الشبابية ومحاولة الاصلاح السيطرة عليها واحتكارها لنفسه وانضمام كبار اركان ورموز نظام الرئيس صالح وركوبهم هذه (الموجة) والتي حولتها الى (لعنة) في وجه المطالبين بالتغيير ومن ثم (ازمة) وحلها بمبادرة خارجية واستقدام حاكم اممي لليمن اسمه جمال بن عمر . هذه هي ثورة او لعنةالاخوان التي جلبوها للوطن وللشعب اليمني .
ونحن هنا نتسائل عن ماهية (الثورة) التي يدعيها الحوثيين .. وعن المصير الذي ترسمه للوطن .. والحاكم الجديد الذي سيأتي به الحوثيين لليمن خلفا للعربي جمال بن عمر ؟.. لانهم يمارسون نفس الاساليب والاخطاء وبصورة فجة ويرفعون شعارات (طائفية) بحتة لاتخدم الوطن ولا تلبي اوتعبر عن هموم وطموحات الشعب اليمني بمختلف مشاربه واتجاهاته السياسية والفكرية والمذهبية .. حتى انها صارت وفي راي ونظر كثير من المراقبين انتفاضة او حركة انقلابية طائفية صرفة افقدت الحركة الحوثية او ما يسمى ب (انصارالله) الزخم الشعبي الضخم الذي رآه اليمنيين في حشود تشييع السيد حسين الحوثي الاربعاء قبل الماضي الموافق 26 رجب 1434للهجرة بل ومن المؤكد ان هذه الاخطاء والشعارات الطائفية التي ترفع في التظاهرات والمسيرات وفي الخطاب الاعلامي تفقد الحراكة الحوثية وتفرغها من عدالة القضية التي تطالب بها وتنشدها منذ سنوات وخاضت لاجلها ست حروب ظالمة كما تقول .
نعم مصيرها الفشل لانها قامت ضد حركة او تيار سياسي ديني بعينه وليست من اجل الوطن والشعب . وكما عايشنا اي حركة او انتفاضة وان كانت شعبية تحمل شعار سياسي او طائفي ولا تحمل هم شعبي او قضية وطن مآلها الفشل ورهاناتها خاسرة . وهنا نعود لنسأل اخواننا (انصارالله) .. هل انتفاضتهم هذه .. ثورة حقيقية ضد الظلم والفساد .. ام (ثورة) مضادة تسعى لتحقيق مشروع طائفي في البلاد ؟ . اذا كانت ثورة حقيقية فعليهم ان يصححوا مسارها من طائفية الى وطنية ونحن سنكون في مقدمة الصفوف .والله الموفق . *ابوالحسن بن علي