تعلب القبيلة دوراً مهماً ومحورياً في اليمن خاصة في مناطق الشمال اليمنية، ولذك فإن الاعتماد عليها في تغير مسار المعارك الدائرة على الأرض بين الجيش الوطني والميليشيات الحوثية مهم جداً، إذا أنه سيغير الخارطة الاستراتيجية والجغرافية على الأرض، ويعمل على توسعة المناطق لمصلحة الشرعية بشكل كبير ومتزايد يوماً بعد يوم. بدأت انتفاضة القبائل في اليمن وخاصة في مناطق شمال الشمال في منطقة حجور، هذه المنطقة الاستراتيجية التي تربط حجة بعمران وغيرها، وتمثل هذه الانتفاضة بداية صحوة قبلية ضد الكهنوت الحوثي الرجعي الذي أهان القبيلة وأهان الأعراف والتقاليد القبيلة، وهمش دور القبيلة، واقتصر دورها في رفد الجبهات التابعة له ومده بالمال والسلاح. انتفاضة حجور لا شك أنها ذات طابع مهم وعلى الحكومة الشرعية ودول التحالف استغلال هذه الانتفاضة ومد يد العون لهذه القبائل الباسلة، فهي معروفة منذ القدم على محاربة الميليشيات الحوثي، لذلك الوقوف معها وعدم خذلانها مهم جداً، فهذه فرصة الحكومة الشرعية والتحالف العربي لتوسع رقعة المواجهات ضد الميليشيات الحوثي، وتفعيل دور القبائل في أخذ زمام المبادرة لقتال الحوثي، وهو ما يعجل بتهاوي مزيدا من المواقع بيد الحكومة الشرعية. اليوم نحن أمام رفض قبلي وشعبي واسع لهذه الميليشيات الكهنوتية التي توسعت بجرائمها بحق الشعب اليمني، ولذلك لا بد من وضع رؤى وبرامج وخطط استراتيجية من قبل الحكومة والتحالف العربي لكيفية الدعم والتنسيق بين معظم القبائل التي ستنظم للمقاومة ضد الميليشيات لاحقاً، هذا بالتأكيد سيعمل على نهاية الميليشيات ونهاية دورها في السيطرة على الجانب القبلي الذي ظل خلال الفترات السابق في فترة ركود وسبات نتيجة لتذبذب الدور القبلي الفاعل في الأراضي اليمنية خاصة في مناطق شمال الشمال. معركة حجور فرصة سانحة أمام الحكومة الشرعية والتحالف العربي لإثبات جديتهم في دعم انتفاضات شعبية قادمة ضد الميليشيات الحوثية، إذا لم تستغل هذه الفرصة فإن عواقبها ستكون وخيمة جداً، سيمكن الميليشيات الحوثية من السيطرة على الجانب القبلي في أماكن سيطرتها بشكل أوسع، فضلاً عن زيادة التبعية المطلقة لهذه الميليشيات.