اتهمت الحكومة اليمنية الشرعية الميليشيات الحوثية بارتكاب جرائم حرب بحق السكان في مديرية كشر التابعة لمحافظة حجة بالتزامن مع إجهاز الجماعة الموالية لإيران أمس، على آخر جيوب المقاومة القبلية التي صمدت في مواجهة آلة الميليشيات نحو 50 يوماً. وأفادت مصادر قبلية ل«الشرق الأوسط» بأن الجماعة الحوثية واصلت أعمال التنكيل بالسكان في مديرية كشر، عبر تصفيات جماعية وتفجير للمنازل والقرى واختطاف رجال القبائل في مناطق غرب مديرية كشر. ونعت المصادر القبلية قائد المقاومة الشيخ أحمد الزعكري المعروف بأبي مسلم الزعكري بعد أن قتلته الجماعة الحوثية وقامت بسحل جثته وقتل أبنائه ومرافقيه وتفجير منزله ومنازل أخرى لعناصر المقاومة في منطقة الزعاكرة. وأوضحت المصادر أن القيادي الآخر في المقاومة القبلية الشيخ علي فلات الحجوري سقط جريحاً بعد يوم من سقوط القائد الآخر الشيخ محمد العمري رئيس فرع حزب المؤتمر الشعبي العام في المديرية وتفجير منزله هو الآخر. وقالت المصادر إن الجماعة الحوثية واصلت أمس، قصف منازل المواطنين بمختلف أنواع الأسلحة في مناطق بني سعيد وبني عمر والجحاشة، حيث آخر القرى التي صمدت في مواجهة جحافل الميليشيات الحوثية. وأوضح مصدر قبلي أن الميليشيات هاجمت بكل قوتها وعتادها قبيلة الزعاكرة بعد أن تهاوت جميع القبائل والتحصينات وخاضت معارك ضارية مع المقاومة في مساحة كيلومتر مربع واحد استخدمت فيها الصواريخ، ما أدى إلى مقتل عدد من رجال القبائل. وفجر الحوثيون ظهر أمس، قلعة النمغة، وهي قلعة كبيرة مكونة من 3 طوابق وملاحق سكنية أخرى، إلى جانب منزل أبي مسلم الزعكري ومن معه. وذكرت المصادر أن الميليشيات سيطرت على مركز مديرية كشر، ومارست عمليات انتقام واسعة في صفوف المقاومين قتلاً وتنكيلاً وتفجيراً للمنازل ونهباً للأموال واعتقال العشرات. وفيما تأكد جرح الشيخ القبلي علي فلات أحد القادة الميدانيين، لم تتوافر معلومات عن مصيره، كما لم يتم التأكد من حالة الشيخ محمد العمري الذي تضاربت الأنباء بشأنه بين مصادر أكدت مقتله السبت، واعتقال أولاده، ومصادر أخرى تحدثت عن وجوده جريحاً في مكان غير معلوم. وعززت الجماعة الحوثية عناصرها في الشق الغربي من مديرية كشر، بحسب المصادر، بعد أن خطفت نحو 20 جريحاً شرق المديرية من منزل القيادي زيد عمير النمشة، فضلاً عن تفجيرها أغلب منازل آل النمشة في منطقة العبيسة. وضج الناشطون اليمنيون أمس، على مواقع التواصل الاجتماعي، على سقوط مقاومة رجال قبائل حجور في مديرية كشر التي كانوا ينظرون إليها بإجلال، لجهة أنها آخر معقل قبلي للجمهورية في مناطق سيطرة الميليشيات الحوثية. ويعد القائد القبلي أبو مسلم الزعكري من القيادات التي قاتلت الميليشيات الحوثية وتعهدت مع 3 آخرين من شيوخ المنطقة على الاستمرار في المواجهة حتى النصر أو الموت، وهم علي فلات الحجوري، وعبده السعيدي ومحمد العمري. إلى ذلك، أشار تحالف دعم الشرعية إلى توجيه ضربات جوية نوعية استهدفت الميليشيات بهدف حماية المواطنين اليمنيين بمديرية كشر، لافتاً إلى أن الضربات الجوية ركّزت على قطع طرق إمداد الحوثيين في جبل طلان ومركز المديرية والزعاكرة والإمدادات المقبلة من عمران، ما أسفر عن سقوط أكثر من 200 قتيل من عناصر الميليشيات. وساند التحالف الداعم للشرعية رجال القبائل بتنفيذ 8 إنزالات جوية تتضمن المؤن والأسلحة والذخيرة والمساعدات الطبية والغذائية، على أمل أن يؤدي ذلك إلى صمود القبائل، حتى يتدبر الجيش اليمني المرابط في المنطقة العسكرية الخامسة طريقة لفك الحصار عن قبائل حجور، وهو الأمر الذي لم يحدث. وتركزت المواجهات من ليل السبت وحتى الأحد في قرى بني سعيد وبني عمر والزعاكرة، بعد أن حشدت الجماعة الحوثية المئات من عناصرها لمحاصرة القرى وقصفها في الجهة الغربية من مديرية كشر. ويتخوف ناشطون من قيام الجماعة الحوثية بارتكاب أعمال «إبادة جماعية» بدوافع انتقامية من أبناء المديرية التي وقفت في وجه الجماعة منذ بدء تمددها في شمال اليمن في 2011 و2012.