قد تمثل مخيمات النازحين من حرب صعدة اليمنية ، ملاذا آمنا للمواطنين الفارين من سعير الحرب التي تخطت حدود الدولة في الآونة الأخيرة ، في ظل خشية مراقبين من تطورها إلى حرب إقليمية خاصة بعد دخول السعودية طرفا ثالثا في الحرب ،لكن هناك نزوح إضافي إلى هذه المخيمات ، إنهم النازحون من شبح الجوع وليسو نازحي حرب . مصادر مطلعة في المخيمات أكدت ل " التغيير " أن هناك نزوحا إضافيا إلى المخيمات من فئة المهمشين و الأسر الفقيرة التي تعيش أوضاعا صعبة، في بعض مناطق تهامة والمناطق القريبة من مناطق الحرب " . قرابة مليون مهمش يعيشون في اليمن ،يمرون بحالة بؤس وشقاء، ممزوجين بالجوع والمهانة والذل . العشرات منهم أجبرتهم الظروف على اللجوء إلى المخيمات ، ليصلوا إليها بصفتهم نازحين من حرب دائمة ليست، مع نيران الحوثيين والجيش ،بل مع نيران الفقر المدقع ،الذي يعصف بهم في مناطق نائية منذ قرابة 4أشهر يتوافد النازحين إلى هذه المخيمات ، من مناطق وقرى مختلفة في اليمن ، علهم يلتمسون الخير والدعم بجوار النازحين . يشارك المهمشون النازحون الهموم والمعاناة ، ويقاسمونهم الغذاء والمؤن التي تصل إلى المخيم بشكل متقطع وبقدر ضئيل .. طبعا الوضع في المخيمات ليس على ما يرام وليس النازحون بالتأكيد مغبطون على الوضع الذين يمرون به ، غير إنهم يرون النازحين أفضل حال منهم ا . الصور المرفقة مع هذه السطور تظهر حجم المعاناة التي يمرون بها النازحين في المخيمات . في مخيمات تقليدية متهرئة يعيش قرابة 40 ألف نازح في مخيم المزراق ، معظمهم ينامون في العراء ويحترقون تحت أشعة الشمس الملتهبة ،لكنهم لا يسلمون من برد الليل القارس . في الصور تبدو نساء مع أطفالها يفترشن الأرض والى جوارها أطفال صغار السن ، كتب لهم أن يستقبلوا الحياة بنيران الحروب التي شردتهم عن ديارهم ، إلى مناطق يواجهون خطر الموت فيها منسيون من معونات المنظمات العالمية ،ومهددون بكارثة وبائية وصحية . يستقبلون العيد بالآلام والأحزان في انتظار حسم الحرب وإيقافها ليعودون إلى ديارهم وأراضيهم التي قد تحولت اليوم إلى ارض محروقة بفعل استمرار الحرب .
