يجري حاليا في دمشق تصوير فيديو كليب لأول وأضخم أوبريت عن القدس، تصل مدته اثنتا عشرة دقيقة ويشارك فيه مطربون عربٌ وأجانب، و كتب كلماته الشاعر الفلسطيني رامي يوسف ولحنه الفنان العراقي نصير شمة. واستغرق التحضير للأوبريت عاما كاملا حيث كتب الشاعر لكل مطرب المقطع الشعري الخاص به. وقال الشاعر رامي يوسف ل"العربية": "كتبت نصا صوفيا غزليا وجدانيا، سنرى القدس في الأوبريت عروسا جميلة رغم الدماء التي تغطي فستانها الأبيض، ابتعدت في لغة النص عن العنتريات والغضب. الأوبريت عبارة عن كاميرا تتجول في أحياء القدس، عبارة عن حلم وهاجس يغنيه المطربون العرب، هاجس كل عربي يتمنى زيارة هذه المدينة المقدسة". من جانبه قال الفنان السوري الكبير صباح فخري ل"العربية": "نحن نريد أن نؤكد للجماهير أن القدس في قلوبنا وفي جوارحنا، والقدس لنا، وهذا الأمر ضروري للأجيال الصاعدة، لأن من عايش مأساة القدس ومأساة فلسطين عمق إحساسه يختلف جديا." وجاءت الألحان للموسيقار العراقي نصير شمة متنوعة لتعزز القيمة الفنية لهذا الأوبريت، وذكر ل"العربية" متحدثا: "استخدمت كل المقامات الموسيقية العربية في هذا الأوبريت، وأعطيت لكل مقطع شكلا يجعل المطرب يشعر أنه يغني شيئا مميزا، كما يجعل المتلقي يشعر أنه أمام عمل مدروس. هذا ليس أوبريت لعشرين مطربا يغنون نفس (الكومبيله)، بل لكل مطرب الثوب الذي يليق به". وعبرت المطربة السورية ميادة الحناوي عن سعادتها البالغة بالمشاركة في هذا الأوبريت الضخم، والذي يتحدث عن القدس وجمالياتها، ومنزلتها الكبيرة في قلوب عشاقها والديانات السماوية، حيث إنها مهد المسيح وأولى القبلتين. وتؤدي الحناوي في الأوبريت مقطعا يتحدث عن حلمها بزيارة القدس والمسجد الأقصى، والمشي في حاراتها وأزِقَّتها، حيث تغني قائلة: أزور القدس في حلمي وأمشي في أزِقّتها أرى جدرانها تزهو وتحكي مجد قصتها أرى غزلانها تمشي على حناء تربتها أرى قدسي تعانقني كأم تحضن ابنتها. ومن جهته ذكر الفنان التونسي لطفي بوشناق في أحاديث صحافية سابقة أن "أوبريت القدس عمل جميل حاولنا فيه أن نقدم الصورة التي تحدث في القدسالمحتلة بشكل خاص، والأراضي الفلسطينية" بشكل عام. وشارك في الأوبريت كذلك الفنان العراقي الكبير سعدون جابر، ومن المؤمل أن يشارك فيه الفنان التركي الكبير إبراهيم تاتليس، والمطرب الإسباني أنريه مورنكي حيث سيؤديان مقاطعهما الغنائية الشعرية بلغاتهم الأم. وتشهد العواصم العربية عددًا من الفعاليات الثقافية والفنية احتفالاً بالقدس عاصمةً للثقافة العربية، وذلك وسط دعوات بجعل القدس عاصمة العرب الثقافية بشكلٍ دائم وليس لعام 2009 فقط، كنوعٍ من الدعم المعنوي لها في مواجهة الاستيطان الإسرائيلي.