يرى محللون ان الاعتداء الفاشل الذي نفذه نيجيري مستهدفا طائرة اميركية يوم عيد الميلاد يظهر قدرة تنظيم القاعدة في اليمن على تنفيذ هجمات في الخارج بالرغم من الضربات التي تلقاها اخيرا. وبالرغم من الضغط الذي مارسته واشنطنوالرياض, كان تحرك صنعاء ضد القاعدة محدودا جدا طوال سنوات, وتمكن التنظيم من التحرك خارج البلاد بحسب المحللين. وتعد محاولة التفجير الفاشلة التي نفذها الشاب النيجيري عمر الفاروق عبد المطلب (23 عاما) على متن طائرة اميركية يوم عيد الميلاد قبيل وصولها الى ديترويت من امستردام, اخر عمل يتبناه "تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب". وبحسب وسائل اعلام اميركية, اكد عبدالمطلب للمحققين انه ينتمي الى القاعدة وانه تلقى التدريب في اليمن وحصل على التجهيزات من هذا البلد. واتت محاولته بعد اربعة اشهر من تفجير انتحاري استهدف الامير المسؤول عن شؤون مكافحة الارهاب في السعودية وهو الامير محمد بن نايف الذي اصيب بجروح طفيفة في الهجوم. وقال رياض قهوجي الذي يدير مؤسسة الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري ومقرها دبي ان "حادثة الطائرة الاميركية تظهر ان هذه المجموعة قادرة على التخطيط وعلى تنفيذ هجمات في الخارج". واضاف ان "ذلك يظهر ايضا ان القاعدة التي تزداد لا مركزيتها منذ سنوات, قد ترسخت في اليمن". وبدأت القاعدة هجماتها في اليمن عام 2000 عندما استهدفت في تفجير انتحاري المدمرة الاميركية يو اس اس كول في مرفا عدن. وبعد عدة عمليات في اليمن, دخل التنظيم في مرحلة من الهدوء بين 2003 و2007. وقال قهوجي "يبدو انه كانت هناك هدنة غير معلنة بين المجموعة والسلطات" طالما لا تستهدف القاعدة اهدافا داخل اليمن. الا ان مجموعة من الهجمات استهدفت سياحا اجانب في اليمن بين تموز/يوليو 2007 وكانون الثاني/يناير 2008 دون ان تقوم السلطات بردة فعل حاسمة. وفي اذار/مارس 2008, استهدفت القاعدة السفارة الاميركية في صنعاء ما اسفر عن مقتل شخصين في مدرسة مجاورة. وبعد ذلك, تعاظم عمل القاعدة في اليمن مع انضمام الفرع السعودي وتاسيس "تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب". وقد خطط هذا التنظيم لعدة هجمات في السعودية اذ يعتبر المملكة عدوه العقائدي الاساسي في المنطقة. وكثفت الرياض عملياتها ضد القاعدة وقامت باعتقالات وضبطت مخابئ للاسلحة تابعة للقاعدة او لمجموعات قريبة منها. وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية السعودية اللواء منصور التركي ان "ذلك يظهر ان القاعدة يمكن ان تشكل خطرا على المملكة" مذكرا بانه "من الصعب مراقبة الحدود (بين السعودية واليمن) التي تمتد على طول 1800 كلم في الصحراء والجبال". الا ان التكتيك تغير حاليا مع وجود تنسيق اكبر بين صنعاءوواشنطنوالرياض بحسب رياض قهوجي الذي يستشهد بالغارات الجوية الاخيرة التي استهدفت معسكرات للقاعدة في شرق اليمن. وقال ان هذه الغارات تظهر بان "جبهة نشطة قد فتحت ضد التنظيم في اليمن", مع العلم ان وسائل اعلام اميركية اكدت ان خبراء عسكريين اميركيين يدربون القوات اليمنية منذ عدة اشهر. وتؤكد صنعاء ان عملياتها الاخيرة ضد القاعدة اسفرت عن مقتل اكثر من 60 عنصرا من التنظيم في حين يؤكد مسؤولون محليون ان عشرات المدنيين قتلوا ايضا في الغارات. ويرى الخبير اليمني محمد سيف حيدر ان الضحايا المدنيين هم بالواقع ضحايا القاعدة بشكل غير مباشر. وقد نجا من الغارات ابرز قادة التنظيم اضافة الى الامام اليمني الاميركي انور العولقي الذي يعتقد انه كان على علاقة مع العسكري الاميركي الفلسطيني الاصل نضال حسن الذي نفذ اطلاق النار الدامي في قاعدة فورت هود في تكساس الشهر الماضي.