غيب الموت ليلة أمس الأربعاء الموافق 10/2/2010م العميد محمد أحمد أبو شامة الذي وافته المنية في العاصمة الأردنية عمان عن عمر يناهز 62 عام ، أثر مرض عضال الم به ، ويعد الفقيد شخصية قيادية واجتماعية محبوبة ومؤثرة لها مكانتها المميزة والمرموقة يعرفه الكبير والصغير ويحضى بعلاقات اجتماعية واسعة مع مختلف شرائح ومناطق الوطن . نبذة مختصرة عن الفقيد أبو شامة : الفقيد من مواليد عام 1948م منطقة يافع مكتب العيسائي قرية الحومرة من أسرة فلاحية فقيرة نشأ وترعرع في القرية وعمل في زراعة الأرض ورعي الأغنام ودرس في الكتاتيب " معلامة " وحفظ القرآن وعمره 8 سنوات بمساعدة والده الشيخ / أحمد يحيى ، الذي كان إمام القرية و كان من أذكاء زملائه الطلبة. وفي عام 1958م ونتيجة للظروف الصعبة للأسرة آنذاك غادر قريته إلى عدن الحبيبة الذي اعشقها وأحبها وأخلص لها حيث درس فيها في المدارس الليلية الخيرية و الخاصة. و إلى جانب بحثه عن العمل لتوفير لقمة العيش لأسرته الفقيرة وتعلم في عدم أبان النهوض الثوري في بداية الخمسينات ونهل من هذه المدرسة حيث التحق بحركة القومية العرب ثم الجبهة القومية في عام 1965م وكان له دور متميز في النضال ضد الاستعمار البريطاني واستقطب العديد من المناضلين إلى صفوف الثورة وخلال هذه الفترة كان يعمل في مصنع " الكندي دراي " ( مصنع للعيسائي ) عامل بسيط ثم انتخب من قبل العمال الذين أحبوه رئيس لنقابتهم ثم رئيس لنقابة الصناعات المتنوعة وكان الفقيد يحق نقابي بارز ومناضل عنيد في صفوف الثورة حتى الاستقلال . وبعد الاستقلال الوطني 30 نوفمبر 1967م تقلد الكثير من المناصب النقابية والحزبية وكان عضواً في المجلس المركزي لنقابات العمال وبعد ذلك تم اختياره في أول مجموعة أرسلت للدراسة في ألمانيا الديمقراطية الذي عاد منها ليلتحق في أول جهاز أسس لأمن الثورة وكان من مؤسسيه ولكن الحقيقة أن المدرسة التي صقلت هذا المناضل هي النقابات العمالية التي ظلت منعكسة في سلوكه الهادي وبشاشته وتعقله وحكمته على الرغم من حساسية عمله في جهاز الأمن إلا أنه ظل وفي للعمال والبسطاء يزورهم ويسأل عنهم باستمرار وكان منزله مفتوحاً طوال حياته لكل من يأتي إليه وعرف عنه الكرم والشهامة والوفاء لأصدقائه . وفي السبعينات نتيجة شغفه وحبه للعلم والمعرفة طلب الابتعاث للدراسة في الخارج ، حيث أرسل إلى جمهورية بلغاريا برفقة رفيقه الذي أحبه وظل متألم عليه طوال حياته الشهيد / محمد سالم علي الردفاني ، وتخرج من الدراسة بشهادة ماجستير بامتياز وعاد إلى عمله في عام 1982م إلى عدن ليتحمل العديد من المسئوليات كان أخرها مديراً للأمن الداخلي قبل الوحدة وبعد الوحدة تم تعينه مديراً للأمن السياسي محافظة ذمار ولعب دور غير عادي في إخماد الفتنة فيها ( ومنها قضية المقادشة) . لقد كان الفقيد شخصية قيادية واجتماعية محبوبة ومؤثرة لها مكانتها المميزة والمرموقة يعرفه الكبير والصغير ويحضى بعلاقات اجتماعية واسعة مع مختلف شرائح ومناطق الوطن وظل وفياً لمبادئه التي أمن بها والتي أعطى وقته وجهده لعمله الوطني. وحبه لوطنه فضل أن يموت فيه على أن يغادره إلى خارج الوطن بعد حرب 1994م التي عانا منها. الفقيد متزوج و أب لولد وأربع بنات .