يبدو أن منصب السويسري جوزيف بلاتر برئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لم يعد آمنا، بعد صدور تصريحات من أهم شخصيتين بين المسؤولين عن كرة القدم الآسيوية عبرا فيها عن أملهما برؤية رئيس آسيوي يترأس الفيفا. إذ قال رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم القطري محمد بن همام في مؤتمر صحفي مشترك مع المليونير الكوري الجنوبي مونغ جون تشونغ "نتطلع إلى رؤية رئيس آسيوي للفيفا، الوقت أصبح ملائما لذلك، أتمنى أن تدعم آسيا كلها مرشحها". وكان بن همام قد سعى إلى تعبيد الطريق أمام طموحاته هذه من خلال تصريحات أدلى بها لصحيفة غارديان البريطانية، عبر فيها عن قناعته بأن منصب رئيس الفيفا لا يجب أن يشغله شخص ما لأكثر من ثمانية أعوام، علما أن بلاتر يتولى هذا المنصب منذ العام 1998. ويسعى بن همام لطرح اقتراح خاص بفترة ولاية الاتحاد الدولي لكرة القدم خلال اللجنة التنفيذية التي تعقد اجتماعها يومي 18 و19 مارس/آذار المقبل. غير أن بن همام (60 عاما) لم يؤكد فيما إذا كان سيترشح شخصيا للمنصب ضد بلاتر عام 2011 أم لا، وقد كان الرجلان صديقين حميمين، وضمن بن همام عددا كبيرا من الأصوات خلال العمليتين الانتخابيتين الماضيتين، إلا أن علاقتهما لم تعد كما كانت، ومنذ فترة قال بلاتر إن صداقته مع القطري "انتهت فجأة". كما أن بلاتر (73 عاما) أكد أنه لا يفكر بترك منصبه في المستقبل القريب، بل على العكس تماما فإنه أعلن نيته الترشح في يونيو/حزيران 2011 لولاية أخرى على الأقل، ستكون الرابعة له وتنتهي عام 2015. وأعرب الرجل عن عدم تخوفه من تحالف بن همام وتشونغ ضده، وقال "مهمتي لم تنته بعد"، وأضاف "إنني سعيد لأن هناك مرشحا لانتخابات رئاسة الفيفا، لكنني سأبقى على ما قلت، سأظل في طريقي لو قررت الجمعية العمومية ذلك، سأبقى رهن إشارتها". ورغم الخطر الذي يشكله تحالف تشونغ وبن همام على مستقبل بلاتر بالفيفا، فإن الكثيرين يرون أن شخصا مقاتلا مثل بلاتر من الصعب أن يرفع الراية البيضاء مبكرا، وهو يراهن على نجاح بطولة كأس العالم في جنوب أفريقيا 2010، وهي البطولة التي دافع بشراسة لذهابها إلى القارة السمراء، في محاولة لسداد دين التأييد الأفريقي الذي حصل عليه خلال كل الانتخابات الماضية. ويرى هؤلاء أنه إذا ظهر انعدام الأمن أو الجريمة خلال الأشهر الأربعة المتبقية لانعقاد ما بات يعرف ببطولة بلاتر، فإن طموحات الأخير بالتمديد ببقائه على رأس الفيفا قد تتقلى ضربة قاصمة. بالمقابل فإن نظرة سريعة إلى تاريخ رئاسة الفيفا قد تصب في مصلحة ترشيح بن همام، حيث شغل ثمانية أشخاص إلى الآن منصب رئيس الفيفا، هم البرازيلي جواو هافيلانغ سلف بلاتر ومرشده وسبعة أوروبيون، لذا فمن غير المستبعد أن ينظر كثيرون بعين الرضا إلى قدوم رئيس جديد للفيفا من قارة مختلفة.