وأكدت القيادة العامة لشرطة دبي حرصها على نشر المعلومات المتعلقة بهذه القضية الحساسة في الوقت المناسب وبعد التأكد من صحتها في ظل التزامها الكامل بمبدأ الشفافية في تقديم المعلومات حول مختلف القضايا بأسلوب يتسم بالدقة المتناهية وبصورة لا تؤثر على مجريات التحقيق ولا تعرقل سير عمليات البحث والتحري ضمن مساراتها المختلفة. وشددت القيادة العامة لشرطة دبي مجددا على أن أمن دولة الإمارات العربية المتحدة وسلامة كل من يقيم على أرضها سواء من مواطني الدولة أو المقيمين فيها وكذلك زوارها يعتبر بمثابة خط أحمر لا يمكن المساس به أو تجاوزه بأي حال من الأحوال ..مؤكدة أنه لا هوادة أو تهاون في تعقب وردع كل من تسول له نفسه النيل من أمن الوطن أو سلامة أهله وضيوفه وأن دولة الإمارات لا تسمح على الإطلاق بامتهان سيادتها أو انتهاك حرمة أراضيها أو استغلال أي ركن من ربوعها كساحة لتصفية حسابات بين أية أطراف خارجية مهما كانت انتماءاتهم العرقية أو المذهبية أو الإيديولوجية. كما أكدت مواصلة الأجهزة الأمنية بكافة فروعها للجهود المكثفة والتحقيقات التي تباشرها بالتعاون مع الجهات الأمنية الدولية المعنية لكشف جميع المتورطين في هذه القضية وتقديمهم للعدالة لينالوا جزائهم الرادع عبر إتباع السبل الشرعية المتعارف عليها وضمن مسار يتسم بالشفافية والالتزام بحكم القانون يكتنفه إطار من القيم والتقاليد الأصيلة. ونوهت القيادة العامة لشرطة دبي بالتقدم الذي أحرزته فرق التحقيق في غضون فترة زمنية قياسية استرعت انتباه العالم وإعجابه ..وأشادت بالتعاون الإيجابي والبنّاء الذي لمسته من جانب كافة الأجهزة الأمنية الدولية المعنية والتي أبدت رغبة صادقة في العمل بروح الفريق للتوصل إلى الجناة وتقديمهم إلى المحاكمة لتلقي الجزاء الملائم لجريمتهم التي قوبلت بشجب واستنكار دوليين لفداحتها ولاتساع نطاق القضية لتمس أيضا سيادة عدد من دول العالم الكبرى التي استخدمت جوازاتها كغطاء لجريمة يعاقب عليها القانون وتشجبها كافة الأعراف والمواثيق. وقالت شرطة دبي إنها تلقت تأكيدات رسمية من الدول المعنية بالجوازات التي تم استخدامها من قبل المتهمين هي جوازات سليمة ولكنها صدرت عن طريق الاحتيال . في الوقت نفسه تمكنت أجهزة الأمن من رصد المدن التي وصل المتهمون منها إلى دبي قبل وقوع جريمة مقتل محمود المبحوح وكذلك المدن التي غادروا إليها سواء تلك التي توجه إليها بعض عناصر المجموعة قبيل ارتكاب الجريمة بوقت قصير أو الذين غادر إليها زملائهم عقب إتمام الجريمة والتأكد من مقتل المبحوح. وأظهرت التحقيقات أن أفراد المجموعة وعددهم 26 شخصا وصلوا إلى دبي من ستة مدن أوروبية هي زيورخ و روما وباريس وفرانكفورت وميلان ودوسلدورف إضافة إلى مدينة هونغ كونغ وذلك إمعاناً في التمويه والتضليل وضمانا للإفلات من أي رقابة أمنية أو رصد لتحركاتهم. ووفقا لنتائج التحريات فقد وصل إلى دبي في مرحلة مبكرة قبل موعد تنفيذ الجريمة أربعة أشخاص هم غابرييلا بارني قادمة من دوسلدورف ونيكول ساندرا مكابي التي جاءت إلى دبي من هونغ كونغ وروي آلان كانون ومارك سكلار اللذان قدما إلى دبي من مدينة ميلان. وضمت مجموعة أخرى - وصلت إلى دبي قبيل وقوع الجريمة - ثمانية أفراد جاءوا على متن ثلاث رحلات جوية قادمة من سويسرا وتحديدا من زيورخ حيث وصل إيفان دينينغز منفردا بينما وصل إريك راسنيو ودانيال بروس وديفيد لابيير سويا ..ووصل تشيستر هالفي و إيفي برينتون و آنّأ كلاسبي وبيتر إيليفنغر معاً على متن الرحلة الثالثة من زيورخ أيضاً. من ناحية أخرى وصل إلى دبي قادماً من العاصمة الإيطالية روما ستة متهمين هم فيليب كار وأدم كورمان ودانيال شنور وجوناثان جراهام وآدم ميلداينر ودانيال هوديز .. ومن العاصمة الفرنسية باريس وصل كل من كيفين دافيرون وجايل فوليارد ..بينما وصل إلى دبي من مدينة فرانكفورت الألمانية ستة متهمين هم مايكل بارني وجيمس كلارك وستيفين ديريك وبول جون كيلي ومايكل بودنهايمر وميلاني هيرد. وقالت شرطة دبي إن الفريق الذي شارك في الجريمة كان حريصا على إتباع أساليب عدة للمراوغة منها تغيير الهيئة عبر استخدام أدوات ووسائل تنكر متعددة إلا أن تلك الوسائل لم تفلح في طمس هوية المتهمين عن أعين رجال الأمن الذين أبدوا كفاءة منقطعة النظير مدعومة بأحدث التقنيات الأمنية في كشف المتهمين الذين حرصوا إمعانا في التضليل والمراوغة على مغادرة البلاد على متن رحلات طيران مختلفة توجهوا من خلالها إلى عدة مدن حول العالم سواء برحلات مباشرة أو عبر التوقف في مدن أخرى للتضليل. وأظهرت التحقيقات أن المتهمين البالغ عددهم 26 شخصا غادروا إلى عدد من المدن المتفرقة حول العالم على النحو التالي .. .. توجه إلى هونغ كونغ مجموعتان ضمت الأولى دانيال بروس وراسنيو ولابيير وضمت الثانية ديريك وهيرد وكيلي وبودنهايمر وغراهام ومن هناك توجه ديريك وهيرد وراسنيو ولابيير إلى زيورخ التي توجه إليها أيضاً بيتر إيليفنغر بعد توقفه في الدوحة بينما غادر دانيال بروس مدينة هونغ كونغ إلى بانكوك وتوجه كورمان وغراهام إلى روما وغادر كيلي وبودنهايمر إلى فرانكفورت. .. المجموعة الثالثة ضمت كلا من ميلداينر ووهودز وتوجهت من دبي إلى جوهانسبرغ ومنها إلى أمستردام .. أما المجموعة الرابعة فضمت كانون وسكلار وتوجهت من دبي مباشرة إلى ميلان وضمت المجموعة الخامسة هافلي وبرينتون ودينينغز وكلاسبي وتوجهت من دبي مباشرة إلى زيورخ ..بينما شملت المجموعة السادسة كار وشنور وتوجهت مباشرة إلى روما في حين غادرت المجموعة السابعة مباشرة من دبي إلى فرانكفورت وضمت مايكل بارني وجيمس كلارك . .. سافرت المجموعة الثامنة التي ضمت فوليارد ودافيرون إلى باريس مباشرة من دبي .. وقد غادر دبي كل من نيكول ساندرا مكابي وآدم ماركوس كورمان على متن سفينة من دبي إلى إيران وغابرييلا بارني التي سافرت مباشرة إلى مدينة دوسلدورف. يُذكر أن شرطة دبي كانت قد كشفت منتصف شهر فبراير الحالي عن نتائج التحقيقات الأولية كاشفة عن قائمة ضمت أسماء 11 متهما خلال مؤتمر صحافي حضره ممثلو وسائل الإعلام ووكالات الأنباء المحلية والعربية والعالمية قدمت شرطة دبي من خلاله شريطا مصورا أظهر كافة تحركات المتهمين الذين شملتهم القائمة الأولى منذ لحظة وصولهم إلى مطار دبي الدولي حتى مغادرتهم البلاد. وقدمت شرطة دبي عرضا كاملا حول ملابسات الجريمة ونتائج التحقيقات والتي جاءت كتتويج لجهود أجهزة الأمن في دبي التي أثبتت كفاءة نادرة في فك خيوط تلك الجريمة والتعرف على المتهمين بالاستعانة بتسجيلات كاميرات المراقبة الأمنية المنتشرة في مواقع مختلفة في دبي بما في ذلك الفندق الذي جرت فيه وقائع الجريمة التي لم يستغرق الجناة أكثر من 20 دقيقة لتنفيذها.