كرر الرئيس الفلسطيني محمود عباس التأكيد على عدم إمكان استئناف المفاوضات غير المباشرة مع استمرار الاستيطان، وسياسة فرض الأمر الواقع الذي تنتهجه إسرائيل، وفق ما قال في كلمته أمام الجلسة الافتتاحية للقمة العربية في سرت، السبت 27-3-2010. وقبل عباس، اعتبر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أنه من ال"جنون" أن تعتبر إسرائيل القدس بشطريها عاصمة لها. وقال إن وزراء إسرائيليون أعلنوا أن "القدس الموحدة عاصمة لإسرائيل"، مضيفاً "هذا جنون وهذا لا يلزمنا إطلاقاً"، بحسب ترجمة عربية فورية لكلمته التي ألقاها باللغة التركية. وأضاف أن "القدس هي قرة عين كل العالم الإسلامي (..) ولا يمكن قبول اعتداء إسرائيل على القدس والأماكن الإسلامية إطلاقا". وتابع أن "بناء 1600 وحدة سكنية في القدس ليس أمراً مقبولاً وليس له أي مبرر"، معتبراً "أن انتهاكات إسرائيل في القدس لا تتلائم مع القانون الدولي ولا مع القانون الإنساني (..) وهي لا تنتهك القانون الدولي فقط ولكن التاريخ أيضاً". وأكد أن "احتراق القدس يعني احتراق فلسطين واحتراق فلسطين يعني احتراق الشرق الأوسط". جلسة الافتتاح وافتتحت أعمال القمة العربية الثانية والعشرون التي اتفق على تسميتها "قمة صمود القدس"، بمشاركة 14 من القادة العرب. وكان أول المتحدثين أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني بصفته رئيس القمة العربية السابقة التي عقدت العام الماضي في الدوحة. وقال في كلمة مقتضبة قبل أن يسلم الرئاسة إلى العقيد الليبي معمر القذافي إن "العالم العربي يمر بأزمة مستعصية"، مقترحاً تشكيل لجنة عليا للعمل العربي المشترك لتدارس الوضع الراهن. من جهته اعتبر القذافي في كلمته أمام القمة أن "المواطن العربي ينتظر الأفعال، الشارع العربي شبع من الكلام وسمع كلاماً كثيراً وأنا شخصياً تحدثت خلال أربعين عاماً في كل شيء، والمواطنون العرب ينتظرون منا، نحن قادة العرب، الأفعال وليس الخطب". وأضاف أن "القادة في وضع لا يحسدون عليه لأنهم يواجهون تحديات غير مسبوقة (...) والجماهير ماضية في طريق التحدي للنظام الرسمي". ودعا القذافي إلى "عدم الالتزام بقاعدة الإجماع" في العمل العربي المشترك. وقال "لم نعد بعد الآن ملزمين بالإجماع، وإذا ما قررت أي مجموعة من الدول العربية شيئاً تستطيع أن تمضي به لكي ترضي الجماهير"، أما إذا أرادت "مجموعة أخرى أن تراوح مكانها فتسطيع أن تراوح". وقال "نحن نتقدم، من يريد أن يراوح مكانه هو حر". واعتبر العقيد الليبي أن "المواطن العربي تخطانا (القادة) والنظام الرسمي أصبح يواجه تحديات شعبية متزايدة ولن تتراجع هذه التحديات حتى تصل إلى هدفها النهائي".