من المتوقع أن تستأنف حركة الطيران في بعض مطارات أوروبا بعد أن أصيبت بالشلل منذ أيام بسبب سحب الرماد التي ينفثها بركان آيسلندا، والتي امتدت إلى أجواء كثير من الدول الأوروبية. وقالت المنظمة الأوروبية لسلامة الملاحة الجوية (يوروكونترول) إن نحو 30% من رحلات الطيران المدنية ستنطلق اليوم الاثنين من عدة مطارات من جنوب أوروبا. وأضافت المنظمة –التي يقع مقرها في بروكسل وتشرف على تنسيق النقل الجوي في القارة الأوروبية- أن ما بين ثمانية آلاف وتسعة آلاف رحلة ستستأنف من أصل 28 ألف رحلة التي تنطلق من المطارات الأوروبية في الظروف العادية. وأكدت أن السحب البركانية التي تغطي أجواء أوروبا بدأت في التضاؤل بصورة كبيرة وأن عددا من الدول تمكنت من إعادة فتح أجوائها أمام الرحلات. وقالت إن إسبانيا والبرتغال وجنوبفرنسا وشمال إيطاليا وسلوفينيا أصبحت خالية من الرماد صباح اليوم، بالإضافة للنرويج وأجزاء من السويد وفنلندا وبولندا وروسيا البيضاء. وقد أعلنت عدة دول أوروبية استئناف الرحلات الجوية من مطاراتها، بينها رومانيا والنرويج والسويد وجمهورية التشيك والمجر وسلوفاكيا. يوروكونترول أكدت أن السحب البركانية التي تغطي أوروبا بدأت تتضاءل (رويترز-أرشيف) فوضى وارتباك ومن جهته انتقد الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) إغلاق الدول الأوروبية أجواءها في الأيام الأخيرة، وقال إن هذا القرار اعتمد على نظريات وليس على حقائق علمية. واعتبر الاتحاد أن الحكومات الأوروبية تعاملت مع أزمة السحب البركانية دون تقييم للمخاطر ودون استشارة أو تنسيق ودون قيادة، وأضاف أن طريقة التعامل جاءت "فوضوية ومرتبكة". ومن المقرر أن يبحث وزراء النقل في الاتحاد الأوروبي اليوم في لقاء عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، أزمة النقل الجوي التي سببها الغبار البركاني، الذي أدى إلى إلغاء 63 ألف رحلة على الأقل منذ يوم الخميس الماضي. ولا يعرف العلماء بالتحديد متى يتوقف البركان عن نفث الغبار الذي يسبح على علو عشرة كلم، وقالوا إن ثورته بدا أنها تخف السبت لكنها قد تتواصل لأيام وربما لشهور. وامتد شلل الطيران إلى آسيا وأفريقيا حيث ألغيت عشرات الرحلات إلى أوروبا، وأجلت أخرى قادمة من أستراليا ونيوزيلندا، وبذلت الفنادق جهودا مضنية لاستيعاب آلاف الركاب الذين ألغيت رحلاتهم.