واشار أن البنك سيتبنى مشروع حول صنعاء ب20 مليون دولار يسمى مشروع الحفاظ على التربة والمياه الجوفية والتربة، ومشروع آخر يمول بحوالي 65 مليون دولار ويغطي 15 محافظة والهدف منه ترشيد استخدام المياه الجوفية وإدخال أنظمة الري الحديثة التي تساعد على استمرار المزارعين في الزراعة بشكل كفؤ وفي نفس الوقت استخدام المياه بحكمة وأوضح أبو حاتم في حديث لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) على هامش مشاركته في فعاليات معرض اكسبو زارغوسا2008 المقام حاليا في أسبانيا والذي خصص دورته الحالية للمياه ، أن المشروع يمول فيه البنك ب90 مليون دولار،بالإضافة إلى البريطانيين والهولنديين والألمان وسيتعامل مع قطاع المياه كقطاع كامل وشامل. وحذر في ذات الصدد من خطورة الوضع المائي باليمن في ظل الزيادة السكانية المضطردة وغياب الوعي الاجتماعي العام بأهمية المياه وحسن إدارتها واستخدامها. ورأى حاتم أنه رغم التقنيات والخبرات التي عرف بها اليمن على مدى تاريخه العريق في التعامل مع المياه وأدارتها، إلا أنه "دخل منذ السبعينيات في توجهات غير مدروسة"، وقال" مثلا سد مأرب حولناه إلى سد تخزيني ما جعل الفاقد من السد حوالي 91 بالمائة ولا يستفاد إلا من 9 بالمائة". وأشار إلى أن السد "بني على تقديرات وليس على دراسات فعلية وافترضوا أن السد سيصل المعدل السنوي منه إلى 200مليون متر مكعب لكن المعدل السنوي الان 84 مليون متر مكعب بمعنى أن الأرض الزراعية التي كان المفروض يرويها 7500 هكتار اختصرت إلى 200 هكتار . وبالنسبة للمدرجات قال مسئول التنمية الريفية والمياه والبيئة في مكتب البنك الدولي بصنعاء "للأسف الشديد أهملناها خاصة المدرجات التي لا تزرع القات لان العائد منها من ذرة أو دخن أصبح قليل جدا، والآن بعد دخول الحفارات في السبعينات تحولت الأرض الزراعية التي كانت معتمدة على السيول والأمطار تحولت معظمها إلى زراعة مروية وحفروا بدون دراسة المخزون المائي والان الزراعة المروية ازدادت من حوالي 30 ألف هكتار إلى 440 الف هكتار القات توسع في زراعته 16 مرة وكما تعرف أن القات من المزروعات التي تتطلب مياه مستمرة. ودعا حاتم في هذا الصدد المزارعين إلى أن يكونوا عونا للدولة فيما يخص توجهاتها الخاصة بالمياه والحفاظ على المياه الجوفية من الاستنزاف،وحمل "زراعة القات" جزء كبير من مسئولية تردي الوضع المائي في اليمن. وقال:الشعب اليمني مخير الان إما أن "يُخزن " حتى الموت، وأما يحسن استخدام المياه". أما عن طبيعة تمثيل اليمن في معرض (اكسبو زارغوسا2008)ف أعرب ابو حاتم عن أسفه وقال ان التمثيل لم يكن بالشكل القوي رغم أهمية الحدث واعتبار اليمن من أكثر البلدان عرضه لمشاكل ندرة وشحه المياه وسوء إدارتها. ووصف جناح اليمن في المعرض بأنه بازار وقال" إذا لم نكن صريحين فلم نعالج المشكلة التمثيل كان فيه تمثيل بالنسبة للمعرض ولو كان متواضعا،وكثير ممن يزور المعرض يقولون لي أن هذا بازار.. هذا سوق وليس معرض يمثل مشكلة المياه التي هي فريدة من نوعها في اليمن. ورأى المسئول في البنك الدولي أنه كان على الحكومة "أن توفر مبالغ مالية كافية لمثل هذه المشاركة وتأتي بقصة المياه في اليمن، مشيرا إلى تمثيل بعض البلدان العربية في المعرض مثل المشاركة العمانية والكويتية ممن جاءوا بقضية المياه وشرحوها بطريقة جيدة للقاصي والداني"، واصفا تجربة اليمن في المشاركة بأنها ما تزال في البداية". وأعتبر أن تعدد الجهات الحكومية المسئولة عن عملية الإعداد والتنظيم للمشاركة اليمنية في المعرض "ربما اثر سلبا على طبيعة التمثيل والمشاركة، وقال "لكن في المحصلة كانت المشاركة مهمة وخطوة في المسار الصحيح والتقصير ربما غير مقصود ناتج عن قل الخبرة والتجربة".