" التغيير": تمثلت الخسارة الكبرى للوطن اليوم بمقتل وإصابة العشرات في حادثة التدافع داخل استاد اب الرياضي اثناء المهرجان الانتخابي للرئيس علي عبد الله صالح . فهناك أشياء كثيرة يمكن تعويضها ولكن الناس لا يعوضون على الاطلاق سواء كانوا كبارا في السن او شبابا او غير ذلك .. الرئيس علي عبد الله صالح لا يحتاج لمن يعرف به او لمن يعرفه فكثير من اليمنيين لم يعرفوا رئيسا غيره وبالاخص الجيل الشاب الحالي الذي يشكل النسبة الاكبر من السكان ، ولكن ان كانت الحشود الكبيرة تعد تعبيرا عن حب علي عبد الله صالح ، فان على من يقومون بتنظيم الاحتفالات المتبقية ان يتوخوا الكارثة التي حلت اليوم في مدينة اب والتي رايت شخصيا عشرات اليفع والشيبان وقد جرى إنقاذهم من قبل الصحافيين والحرس الشخصي للرئيس قبيل الكارثة بقليل قبل ان يقضوا اختناقا . الحشود الكبيرة التي خرجت للرئيس علي عبد الله صالح ومثلها او اقل منها لفيصل بن شملان ، هي مكسب كبير لليمن وديموقراطيته الناشئة ، ولكن اذا اردنا ان نمارس الديموقراطية فعلينا ان ننظم انفسنا تنظيما عاليا لنجب بلادنا ويلات الكوارث ، فكم كانت الصورة قاتمة عندما تحولت هتافات انصار الرئيس صالح الى صمت مطبق داخل مدينة اب جراء الصدمة التي اصيب بها الناس بسبب سقوط عدد كبير من الضحايا ، فعلى مدى اكثر من ساعتين كانت سيارات الحرس الرئاسي وسيارات الشرطة العسكرية والاسعاف والسيارات المدنية والعسكرية الاخرى تنقل الضحايا الى المستشفيات .. ولعلني اكون مصيبا عندما اقول ان اختيار الاستاد الرياضي لحدث كبير فوق طاقته ، لم يكن موفقا هذا عوضا عن سوء التنظيم وحماسة المواطنين. الرئيس صالح فعل خيرا عندما وجه قيادات حزبه التوجه فورا الى المستشفيات والوقوف على حالات الوفيات والمصابين ومسارعته في تعزية ضحايا اب وأيضا تعز الذين لم يعلم بهم احد .