دعا الجنرال ديفيد بترايوس الى توحيد الجهود في الحرب بأفغانستان وذلك في مستهل مهمته قائداً للقوات الأجنبية في أفغانستان، وذلك وفقاً لما ذكرت تقارير إخبارية السبت 3-7-2010. وكان بترايوس الذي تولى قيادة القوت الدولية خلفاً للجنرال ستانلي ماكريستال، صرح في وقت سابق أن الحرب التي دخلت عامها التاسع في أفغانستان ستزداد صعوبة قبل أن تبدأ في التحسّن. ووصل بترايوس الى أفغانستان بينما ارتفع عدد القتلى من الجنود الأمريكيين وجنود حلف شمال الأطلسي الى مستويات قياسية في القتال الشديد وكذلك مع تزايد التساؤلات حول جدوى تخصيص هذه الموارد البشرية والمالية الهائلة لقضية يمكن أن تكون خاسرة. وارتدى الجنرال بترايوس الذي وصل الى العاصمة الأفغانية الجمعة الزي العسكري اثناء وقوفه مع السفير كارل ايكينبري لاستقبال الضيوف الذين بلغ عددهم 1700 شخص في حديقة السفارة للاحتفال بعيد الرابع من تموز (يوليو). ولقي تعيين بترايوس قائداً لأكثر من 140 ألف جندي من الولاياتالمتحدة والحلف الأطلسي ينتشرون في افغانستان، ترحيباً من قبل المسؤولين الافغان ومن بينهم الرئيس الافغاني حميد كرزاي الذي بدأ يفقد تأييد الغرب له. الا أن محللين حثوا بترايوس على إجراء تعديلات فورية لتحويل مسار الحرب التي يرى الكثيرون أنها تسير لمصلحة طالبان. وقال أحمد بهزاد النائب في البرلمان الافغاني "على بترايوس تغيير الاستراتيجية الأساسية للحرب ضد طالبان". وأضاف في تصريح لوكالة فرانس برس ان "تغيير قيادة القوات الاجنبية لن يكون مؤثراً إلا إذا رأينا ان مزيداً من الخطوات تتخذ ضد الارهابيين". ورأى المحلل السياسي هارون مير ان ماكريستال واجه انتقادات بسبب فشل القوات الأجنبية في تأمين منطقة مرجة التي تشتهر بزراعة القنب في ولاية هلمند الجنوبية في عملية واسعة جرت في شباط (فبراير) الماضي. وأشار هارون الى انه تم تأجيل خطة لتكثيف العمليات ضد طالبان في ولاية قندهار التي تعد معقلاً للمسلحين حتى ايلول (سبتمبر) المقبل. وأضاف "لا نعرف ان كان سيتم تنفيذ ذلك ام لا". ورغم تأكيد الرئيس الامريكي باراك اوباما والجنرال بترايوس نفسه بأن تغيير القيادة لا يعني تغيراً في الاستراتيجية، فإن الجنرال المح الى إمكانية إجراء بعض التغييرات. واشتكت القوات من ان قرار ماكريستال "بضبط النفس الشجاع" بهدف تقليل الخسائر بين المدنيين، منعهم من الدفاع عن انفسهم بالشكل اللازم ما أسهم في ارتفاع عدد القتلى بينهم. وقتل 102 أجانب في شهر حزيران (يونيو) وهو ضعف عدد القتلى في ايار (مايو)، ويفوق اعلى عدد سابق للقتلى بلغ 77 قتيلاً في اب (اغسطس) الماضي. وحتى هذا الوقت من 2010 قتل أكثر من 320 جندياً مقارنة مع 520 في 2009، كان آخرهم جندي بريطاني قتل الخميس. وأقر بترايوس هذا الاسبوع بأن القوات غير راضية عن قواعد القتال التي تحد من الضربات الجوية والقصف المدفعي. الا أنه نفى ان تكون لديه اي خطط لتغيير ذلك. وصرح في مؤتمر صحافي عقب اجتماعه مع مندوبي الحلف الاطلسي في بروكسل الخميس "عليّ واجب أخلاقي كقائد .. باستخدام كل القوة المتاحة عندما تكون قواتنا، او قوات شركائنا الأفغان، في موقف صعب". وقال مسؤول عسكري إن بترايوس بوصفه مهندس استراتيجية مكافحة التمرد التي ساعدت على إخماد الحرب الاهلية في العراق وجرى تطبيقها بشكل واسع في أفغانستان تحت قيادة ماكريستال، هو "الشخص المناسب في المكان المناسب". الا انه اشار الى ان وصول بترايوس يتزامن مع تزايد الدعوات الى بدء حوار مع قادة طالبان ووضع جدول زمني للانسحاب وتزايد الضغوط على كرزاي لبناء قدرات بلاده الامنية والقضاء على الفساد المستشري في البلاد. ويرى دبلوماسيون ومحللون أن علاقة بترايوس مع كرزاي ستكون اساسية لنجاحه في مهمته، وأشاروا الى أن ماكريستال ساعد على إضفاء صفة "قائد القوات المسلحة" على كرزاي وعمل على تحسين علاقاته مع واشنطن. وقال ودير صافي المحاضر في جامعة كابول للقانون إن "قدرة (ماكريستال) على العمل مع شريك افغاني تعتبر عاملاً مهماً في هذه الحرب". وأضاف "وإلا لن يتغير اي شيء حتى لو جاء 10 من أمثال بترايوس، نظراً الى الوضع الحالي خاصة أنه ينوي البدء في الانسحاب في تموز (يوليو) 2011". وقبل وصول بترايوس الى أفغانستان بساعات هاجم مسلحون من طالبان منظمة اغاثة أمريكية ما ادى الى 10 أشخاص، ما يعد دليلاً على صعوبة المهمة التي تواجه بترايوس (57 عاماً) والقوات التي تحت قيادته.