يتساءل المرء : في الوقت الذي لا نمتلك فيه دراما يمنية سوى محاولات بسيطة للكبار والصغار , ولا نمتلك فيه مسرحا حقيقيا , يفاجئنا البعض ويفطرون قلوبنا بالحديث عن مهرجان للسينما في اليمن !! أين هي السينما اليمنية .. هل يقصدون دور العرض المنتشرة في صنعاء العاصمة وبعض المحافظات وهي عبارة عن " خرابات " بامتياز تعكس واقع اهتمام الناس بأفلام السينما بصورة أكثر واقعية وصدقية ؟! أم أن المقصود بعض محاولات الإنتاج السينمائي والتي في اغلبها هي وثائقية تكرس منهج وأسلوب الإدارة القائمة للإعلام في اليمن , في العروض التلفزيونية , حتى بتنا في مصاف الدولة الأكثر فقرا وافتقارا لمجرد تلفزيون مشرف لنا أمام الآخرين ! في حياة اليمنيين بل حياتهم كلها أفلام رعب واكشن ومشاهد يومية غاية في الفظاعة تحتاج فقط إلى من ينصب كاميرات في الشوارع ومخرجين ومنتجين لتحصل على مشاهد " التفحيط " و" النخيط " والأخذ بالثأر وكسر إشارات المرور والهنجمة فوق رجال الشرطة وسرقة الهواتف النقالة ومناظر فتيات في عمر الزهور يشحتن في الشوارع والجولات ويتعرضن للتحرش ومشاهد الكسارات التي تنفث السموم فوق سكان المدينة وعمليات نهب الأراضي والبسط عليها وأشاوس البلدية يلاحقون الباعة المسحوقين ويزيدون سحقهم والهوة السحيقة بين فلل المسؤولين ودشم المهمشين.. والقائمة تطول !! إذا أريد لليمن أن يقدم سينما فلابد من تحرير العقول المعتقة التي عفا عليها الزمن لتواكب العصر ، والتخلص من فكر التكفير وفقه التحليل والتحريم !! *** انتشرت مؤخرا بشكل مكثف المحلات التي تبيع الأفلام العربية والأجنبية على " سيديات " وهذا شيء طيب .. لكن الكارثة تكمن في قيام بعض هذه المحلات بترجمة الأفلام الأجنبية وربنا يجيركم من تلك الترجمة .. بعضها ترجمة مثل الصوماليين أو الهنود عندما يتحدثون العربية وربما أكثر سوءا ، وأخرى يتحدث الممثل عدة جمل وتترجم جملة واحدة فقط وغيرها ترجمة تكتب فوق ترجمة سابقة بلغة أجنبية والالعن من ذلك البنط الصغير الذي يحتاج إلى مجهر وغير ذلك من الأمور التي تدعو إلى الضحك والبكاء معا ومنها فقط أمية من يدير ويبيع الأفلام !!