في زيارة مفاجئة وصل إلى العاصمة اليمنيةصنعاء ظهر اليوم الثلاثاء أمير دولة قطر صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني على رأس وفد رفيع المستوى في زيارة للجمهورية اليمنية تستغرق يوما واحدا حيث كان في استقباله الرئيس اليمني علي عبد الله صالح . و قال مراقبون ل " التغيير " إن زيارة الأمير القطري – المفاجئة - تأتي استجابة لرغبة يمنية لإعادة الدور القطري في ملف قضية إعمار صعدة وتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في فبراير 2010 ، وقد اتفق الرئيس و الأمير على تفعيل اتفاقية الدوحة لإنهاء الصراع بين الحكومة اليمنية و جماعة المتردين الحوثيين . و ذكرت المصادر أنه اتفق على إضافة بند إلى اتفاقية الدوحة يتعلق بإشراك السعودية في اي تفاهمات او اتفاقات مع الحوثيين . و أكد الأمير القطري تمسك بلاده بوحدة اليمن ورفض تدويل مشاكله، وقال إن بلاده تسعى لمساعدة اليمن على حل مشاكله، خصوصًا في الجنوب الذي يشهد حركة انفصالية متصاعدة وفي الشمال معقل التمرد الحوثي. وتعهد حمد خلال الزيارة بدعم مساعي اليمن للخروج من الأزمة، والحفاظ عل الوحدة اليمنية. قائلاً: إنّ الدوحة تسعد لأن تشارك في إيجاد أي حل يساعد في بقاء الوحدة اليمنية، بحسب فرانس برس. وشدّد أمير قطر على رفض تدويل أزمة الجنوب، والتصدي لمن يطرح خيار التدويل للقضايا اليمنية. مستشهدًا بالوضع في السودان، وقال: إنّ السودان يدفع ثمن الانفصال. من جانبه، استبعد الرئيس اليمني اندلاع حرب جديدة مع الحوثيين في معقلهم في صعدة (شمال). مؤكدًا أنّ المواجهات المتنقلة التي تُسجل هي بين مواطنين موالين للحكومة وآخرين قريبين من التمرد. وجزم الرئيس اليمني بأنّه لا توجد مؤشرات لحرب سابعة وهذا مرفوض تمامًا . وكان أجرى صالح اتصالا هاتفيا مساء أمس الاثنين بالعاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز ويعتقد أن يكون ما دار في الاتصال – حسب مراقبين – علاقة بجلسة مباحثات اليوم . وكان المستشار السياسي للرئيس اليمني عبد الكريم الإرياني قد قام أمس بزيارة خاطفة للدوحة سلم فيها رسالة من صالح للأمير القطري . وذكرت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح و سمو الشيخ حمد بن خليفة عقدا جلسة مباحثات جرى خلالها بحث العلاقات الأخوية الحميمة وجوانب التعاون المشترك بين البلدين الشقيقين وسبل تعزيزها وتطويرها في مختلف المجالات. وناقش الزعيمان سبل تنسيق جهود البلدين إزاء تعزيز التضامن وتفعيل العمل العربي المشترك في ضوء المبادرة اليمنية لإنشاء الإتحاد العربي ووثيقة تطوير منظومة العمل العربي المشترك التي أقرت القمة الخماسية المنعقدة أواخر الشهر الماضي في طرابلس رفعها إلى القمة العربية الاستثنائية المزمع عقدها في أكتوبر القادم في سرت الليبية وبما يحقق مصالح الأمة ويكفل لها مواجهة التحديات المفروضة عليها. وقد جرى خلال الجلسة التشاور والتنسيق و تبادل وجهات النظر إزاء العديد من القضايا والمستجدات الإقليمية والدولية وفي مقدمتها الأوضاع في فلسطين والعراق والجهود المبذولة لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة. كما عقدت جلسة مباحثات مغلقة في القصر الجمهوري بصنعاء . وأكد الزعيمان الحرص على تعزيز وتطوير العلاقات والدفع بها نحو مجالات أوسع وبما يخدم المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين. كما أكدا حرص البلدين على تنسيق مواقفهما بما يخدم مسيرة التضامن والعمل العربي المشترك وخاصة في ظل التحديات الراهنة التي تواجهها الأمة العربية والإسلامية . هذا وقد قام أمير دولة قطر ومعه الرئيس اليمني بزيارة تفقدية للمشروع السكني العقاري السياحي " تلال الريان " الذي تنفذه الشركة اليمنيةالقطرية للاستثمار والتطوير العقاري المشتركة التابعة لشركة الديار القطرية للاستثمار العقاري والمؤسسة اليمنية القابضة للتنمية العقارية والاستثمار (شبام). وتبلغ تكلفة المشروع الذي دشن العمل فيه في نوفمبر الماضي ويستمر انجازه أربع سنوات 600 مليون دولار.