تركيا تعلن مقتل 20 من جنودها بتحطم طائرة شحن عسكرية في جورجيا    المنتصر يدعوا لإعادة ترتيب بيت الإعلام الرياضي بعدن قبل موعد الانتخابات المرتقبة    تألق عدني في جدة.. لاعبو نادي التنس العدني يواصلون النجاح في البطولة الآسيوية    دربحة وفواز إلى النهائي الكبير بعد منافسات حماسية في كأس دوري الملوك – الشرق الأوسط    جنود في أبين يقطعون الطريق الدولي احتجاجًا على انقطاع المرتبات"    إيفانكا ترامب في أحضان الجولاني    الإخوان والقاعدة يهاجمان الإمارات لأنها تمثل نموذج الدولة الحديثة والعقلانية    عالميا..ارتفاع أسعار الذهب مدعوما بتراجع الدولار    حضرموت.. تُسرق في وضح النهار باسم "اليمن"!    خبير في الطقس: برد شتاء هذا العام لن يكون كله صقيع.. وأمطار متوقعة على نطاق محدود من البلاد    زيارة ومناورة ومبادرة مؤامرات سعودية جديدة على اليمن    عين الوطن الساهرة (2)..الوعي.. الشريك الصامت في خندق الأمن    القائم بأعمال رئيس هيئة مكافحة الفساد يكرم والد الشهيد ذي يزن يحيى علي الراعي    احتجاج على تهميش الثقافة: كيف تُقوِّض "أيديولوجيا النجاة العاجلة" بناء المجتمعات المرنة في الوطن العربي    بيان تحذيري من الداخلية    إيران تفكك شبكة تجسس مرتبطة بالولايات المتحدة وإسرائيل    اليوم انطلاق بطولة الشركات تحت شعار "شهداء على طريق القدس"    وزير الإعلام الإرياني متهم بتهريب مخطوطات عبرية نادرة    30 نوفمبر...ثمن لا ينتهي!    حلّ القضية الجنوبية يسهل حلّ المشكلة اليمنية يا عرب    أبين.. الأمن يتهاوى بين فوهات البنادق وصراع الجبايات وصمت السلطات    عسل شبوة يغزو معارض الصين التجارية في شنغهاي    تمرد إخواني في مأرب يضع مجلس القيادة أمام امتحان مصيري    الواقع الثقافي اليمني في ظل حالة "اللاسلم واللاحرب"    تغاريد حرة .. انكشاف يكبر واحتقان يتوسع قبل ان يتحول إلى غضب    كلمة الحق هي المغامرة الأكثر خطورة    "فيديو" جسم مجهول قبالة سواحل اليمن يتحدى صاروخ أمريكي ويحدث صدمة في الكونغرس    قاضٍ يوجه رسالة مفتوحة للحوثي مطالباً بالإفراج عن المخفيين قسرياً في صنعاء    قرار جديد في تعز لضبط رسوم المدارس الأهلية وإعفاء أبناء الشهداء والجرحى من الدفع    مشاريع نوعية تنهض بشبكة الطرق في أمانة العاصمة    ارشادات صحية حول اسباب جلطات الشتاء؟    انتقالي الطلح يقدم كمية من الكتب المدرسية لإدارة مكتب التربية والتعليم بالمديرية    قراءة تحليلية لنص "خطوبة وخيبة" ل"أحمد سيف حاشد"    النفط يتجاوز 65 دولارا للبرميل للمرة الأولى منذ 3 نوفمبر    مواطنون يعثرون على جثة مواطن قتيلا في إب بظروف غامضة    اليونيسيف: إسرائيل تمنع وصول اللقاحات وحليب الأطفال الى غزة    لملس يبحث مع وفد حكومي هولندي سبل تطوير مؤسسة مياه عدن    الحديدة أولا    الاتصالات تنفي شائعات مصادرة أرصدة المشتركين    حكاية وادي زبيد (2): الأربعين المَطّارة ونظام "المِدَد" الأعرق    قيمة الجواسيس والعملاء وعقوبتهم في قوانين الأرض والسماء    ريال مدريد يقرر بيع فينيسيوس جونيور    نائب وزير الشباب والرياضة يطلع على الترتيبات النهائية لانطلاق بطولة 30 نوفمبر للاتحاد العام لالتقاط الاوتاد على كأس الشهيد الغماري    عدن في قلب وذكريات الملكة إليزابيث الثانية: زيارة خلدتها الذاكرة البريطانية والعربية    البروفيسور الترب يحضر مناقشة رسالة الماجستير للدارس مصطفى محمود    5 عناصر تعزّز المناعة في الشتاء!    قراءة تحليلية لنص "خصي العقول" ل"أحمد سيف حاشد"    عالم أزهري يحذر: الطلاق ب"الفرانكو" غير معترف به شرعا    الدوري الاسباني: برشلونة يعود من ملعب سلتا فيغو بانتصار كبير ويقلص الفارق مع ريال مدريد    الدوري الايطالي: الانتر يضرب لاتسيو في ميلانو ويتصدر الترتيب برفقة روما    الشهادة .. بين التقديس الإنساني والمفهوم القرآني    ثقافة الاستعلاء .. مهوى السقوط..!!    الزعوري: العلاقات اليمنية السعودية تتجاوز حدود الجغرافيا والدين واللغة لتصل إلى درجة النسيج الاجتماعي الواحد    كم خطوة تحتاج يوميا لتؤخر شيخوخة دماغك؟    مأرب.. تسجيل 61 حالة وفاة وإصابة بمرض الدفتيريا منذ بداية العام    كما تدين تدان .. في الخير قبل الشر    الزكاة تدشن تحصيل وصرف زكاة الحبوب في جبل المحويت    "جنوب يتناحر.. بعد أن كان جسداً واحداً"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



علي منصر : الخطر الحقيقي على الوحدة يتمثل باستمرار السلطة في سياستها الخاطئه
نشر في التغيير يوم 21 - 11 - 2007

كان معه هذا اللقاء لمعرفة بعض القضايا الشائكة وبالذات ما يخص دور المشترك وعلاقته بالجمعيات المشكلة مؤخرا وكذلك بالاعتصامات والاحتجاجات في الجنوب في ظل حوار تجريه قيادة المشترك مع السلطة وكان سؤالنا عن تقييمه لنتائج الحوار.
-حتى اللحظة لم يتم إخطار التكوينات المحلية للقاء المشترك فيما يتصل بالحوار مع الحزب الحاكم ولكن ماتوفر لدينا من معلومات توحي بعدم الجدية من قبل السلطة وحزبها الحاكم لإجراء الحوار مع الأحزاب الممثلة بالبرلمان اتساقا مع مواقفها السياسية وهذه اللقاءات التي تمت أشبه ما تكون باللقاء التشاوري.. لم تفض إلى أي نتيجة ملموسة وتعتبر بمثابة مضيعة للوقت ولا تتوقع من هذه السلطة الوفاء بأي التزامات أو نتائج يتم التوصل إليها مع الآخرين كما أصبح مألوفا منها خلال الفترة الماضية.
*إذا كان الأمر كما تقول لماذا إذا مثل هذه الحوارات؟
-الأساس في استجابة الأحزاب لهذه الدعوة جاء لارتباطه بالأوضاع المأزومة والاحتقان المتزايد التي تعيشه البلاد بشكل عام والمحافظات الجنوبية بشكل خاص وأعتقد أنه كان يحدوها الأمل أن تبادر السلطة باتخاذ تدابير عملية من شأنها حلحلة الأوضاع المأزومة بتسوية المشكلات القائمة التي من أبرزها ما يجري في الشارع اليوم من حراك سياسي متواصل لاستعادة حقوقهم المنهوبة وكرامتهم المهدورة وتحقيق مطالبهم المشروعة إلى جانب القضايا المتعلقة بعملية الإصلاح الوطني العام الشامل.
* ولكن طالما والمسألة لها علاقة بالمطالب الحقوقية لماذا الدعوات المطالبة بالانفصال؟
-هذه تسريبات مقصودة من قبل السلطة، إذ أن مطالب المشاركين تؤكد على أهمية حل القضية الجنوبية وكل المشكلات المرتبطة بها والناجمة عن حرب 94 والتي كانت محافظات الجنوب ساحتها الرئيسية وترتب عنها نتائج مأساوية أقل ما يمكن أن يقال عنها بأنها أطاحت بوحدة 22 مايو السلمية التوافقية واستعاضت عنها بوحدة 7 يوليو القائمة على الضم والإلحاق وإلغاء الشريك الجنوبي للوحدة والمطلوب هنا أن يعاد للوحدة اعتبارها ووجهها المشرق المضيء وتصحيح الأخطاء والتشوهات القاتلة التي ألحقت أشد الضرر بها والتي يمثل استمرارها خطرا جدياً وحقيقياً على الوحدة لذلك بات من الضروري معالجة هذه الأوضاع على قاعدة مرجعيات الوحدة السياسية والقانونية وعقدها الاجتماعي وعلى وثيقة العهد والاتفاق وتعهدات النظام للمجتمع الدولي في 7/7/2004م ومعالجة آثار حرب 94 وكل الصراعات السياسية السابقة وتحقيق المصالحة الوطنية الشاملة وتعزيز روح الشراكة الوطنية الحقيقية في السلطة والثروة ، والمشاركون بالاعتصامات لم ينادوا بالانفصال ولن يقبلوا أيضا استمرار الضم والإلحاق والإلغاء.
*ما هي الحلول الأولية لمثل هكذا أوضاع معقدة؟
-وثيقة العهد والاتفاق تمثل أحد المخارج العملية إلى جانب التزامات السلطة للجانب الدولي واستيعاب المستجدات المتصلة المتصلة بالمشاريع المتداولة حول الإصلاح الوطني العام الشامل وأيضا هناك رؤى متعددة منها قيام حكم محلي كامل الصلاحيات وأخرى تدعو إلى قيام صيغة اتحادية فيدرالية تؤمن بالتعدد والتنوع في إطار الوحدة وإذا ما أخذنا مقترحات رئيس الجمهورية بشأن الحكم المحلي وقيام حكومات محلية وبرلمانات محلية واختزال دور السلطة المركزية في القضايا السيادية فإن هذا الأمر سيترتب عليه تعديلات جوهرية في مواد الدستور وتقسيم إداري جديد يأخذ بنظر الاعتبار المعايير السكانية والجغرافية والأهمية السياسية والاقتصادية والمعطيات الوطنية والتاريخية، لأن الحكومات والبرلمانات المحلية تعتبر من السمات المميزة للأنظمة القائمة على الصيغة الاتحادية لكننا في واقع الأمر لم نلمس الجدية لإجراء إصلاحات وطنية شاملة تخرج الوطن من أوضاعه المأزومة وونفقه المظلم.
* ولكن هذا يتناقض مع وثيقة الضوابط التي يقام على ضوئها الحوار بين المشترك والأحزاب؟
-لا زالت مثل هذه القضايا في طور التداول بين الأحزاب والتنظيمات السياسية ونعني بذلك أحزاب اللقاء المشترك والأمر يتطلب تطوير مشروع برنامج الإصلاح السياسي الوطني ليغدو مواكبا للمستجدات ويتعاطى بشكل جدي مع حركة الشارع السياسي.
* ولكن ما هو واقع فإن الحوار يجري في غير ما ذكرته من حلول؟
-حتى اللحظة لم يتم الدخول في مناقشة مضامين الموضوعات المطروحة على جدول الحوار ولا زالت المداولات تصب باتجاه تحديد الموضوعات بشكل نهائي وأولياتها وجدولتها الزمنية أي أن الحوار الفعلي لم يبدأ بعد.
* وأقصد أن قضايا مثل هذه يجب أن تكون واردة لدى الأطراف المشاركة في هذا الحوار وعدم تجاهلها وغض الطرف عنها، ونعتقد بأن القضايا المتمثلة في الشارع وحركة الاعتصامات السلمية ينبغي أن تتصدر أولويات أجندة الحوار؟
-ولكن أجندة الحوار هي قضايا أخرى.. حتى الآن لم يبدأ الحوار.
*هل نفهم من كلامك أن الناس في الشارع قد يرفضون برنامج المعارضة لو لم يتفهم قضاياهم السياسية والمطلبية؟
-دون أدنى شك في ذلك.
* هل يمكن أن يفلت الشارع من يد الأحزاب؟
-لا زالت الأحزاب بتكويناتها المحلية مشاركة بهذا القدر أو ذاك في هذا الحراك السياسي الجماهيري بدرجات متفاوتة من حزب إلى حزب ومن الأمور الإيجابية لهذا الحراك اشتراك معظم -إن لم نقل كل- الفئات الاجتماعية ومختلف ألوان الطيف السياسي بما في ذلك ناشطون ينتمون إلى الحزب الحاكم/ المؤتمر الشعبي العام.
* ولكن ماذا عن علاقة القيادة المركزية بمثل هذا الحراك الشعبي؟
-من خلال اطلاعنا على البيانات الرسمية المعلنة من قبل أحزاب اللقاء المشترك هناك تأكيدات واضحة على مؤازرة ومساندة الحركة الشعبية ومطالبها المشروعة.
* ولكن هل هذه القيادات فيما لو حصل اتفاق ما مع السلطة قادرة على إيقاف هذه الحركة الشعبية.
-لا أتوقع توقف هذه الحركة ما لم يستجب لمطالب المشاركين فيها من حقوق سياسية ومدنية، والعملية لا تختزل بالقضايا ذات الطابع المطلبي الحقوقي الصرف ولكن لها أبعاد سياسية وطنية.
*إلى أي مدى هناك توافق في الرأي مع فروع الإصلاح في هذه القضايا؟
-نحرص الآن على تشكيل هيئة تنسيقية تستوعب الفعاليات السياسية والمدنية والشخصيات الوطنية المستقلة لكي تضطلع بمسئولية مواصلة حركة الاعتصامات السلمية.
وعلى قاعدة القواسم المشتركة لكل الأطراف المشاركة في هذا الحراك لكن هذا لا يلغي عملية التمييز أو تبني فعاليات إضافية من قبل أي فصيل بمعنى آخر التوفيق بين العام والخاص في نشاطها والإقرار بوجود الاستقلالية السياسية والتنظيمية لكل طرف مشارك في هذا الائتلاف.
* لا .. أنت تتحدث عن احتجاجات في إطار الوحدة ولكن هناك شعارات انفصالية، ورفض للأحزاب لما حصل من إنزال لعلم الحزب في ردفان؟
-أولا لم نصدر أي بيان عن وجود دعوة للانفصال على الإطلاق ونعتقد بأن بعض الشعارات التي رفعت في بعض الاعتصامات لا تعكس موقف الأطراف المنظمة للفعاليات الاحتجاجية وهي ردات فعل تلقائية من قبل أفراد جراء ما لحق بهم من ظلم وجور وعسف، كما لا يغيب عن بالنا أن الإعلام الرسمي اعتاد على الدوام نعت المشاركين في حركات الاحتجاجات بالانفصاليين والقوى المأجورة العميلة لأطراف خارجية وهذه ادعاءات باطلة لا تمت للحقيقة بصلة ونعتقد بأن الخطر الحقيقي على الوحدة هو استمرار السياسات الرسمية الخاطئة التي تسيء إلى الوحدة وأهدافها السياسية وتشكل أخطاراً حقيقية عليها وليس الشعارات التي ترددت هنا وهناك في الاعتصامات السلمية.. أما بشأن سحب علم الحزب أو تمزيقه كما زعم البعض فهذا الأمر لم يحدث على الإطلاق ويحرص الجميع في أي فعاليات مرتقبة تشارك فيها كل ألوان الطيف السياسي والاجتماعي أن لا داعي لرفع أعلام الأحزاب إلا في المناسبات التي تتبناها هي.
* ولكن المحرر السياسي للثوري تحدث عن موضوع كهذا؟
-هذا الامر يعتبر إلى حد كبير بمثابة رد على الزاعمين تمزيق أعلام الحزب. كما أن البعض تعامل بقدر كبير من التوجس عند مشاهدة بعض الأعلام للحزب الاشتراكي في المهرجان التأبيني الذي أقيم في الضالع لشهداء النضال السياسي السلمي ونعتقد أنه لا داعي للخوض في صغائر الأمور وينبغي إعطاء الاهتمام الأكبر لمواصلة هذه الحركة الشعبية واتساع قاعدتها الاجتماعية وعنفوانها.
*إذا لماذا أقدم علي هثيم الغريب على الاستقالة من اللجنة المركزية؟
-الالتحاق بعضوية الحزب الاشتراكي اليمني عملية طوعية والخروج من عضويته عملية طوعية ولكل عضو حق اختيار المكان الذي يراه مناسبا لنشاطه السياسي والاجتماعي كما أن عملية الاستقالات والاستقطابات الجديدة لعضوية الاحزاب ظاهرة صحية طبيعية وليست عملية مؤقتة وهي ليست أيضا خاصية ينفرد بها الحزب لوحده دون سواه من الأحزاب الأخرى.
*كيف سيكون طابع التنسيق القادم لقيادة حركة الاعتصامات والاحتجاجات؟
- شكلت لجنة تحضيرية ضمت في قوامها ممثلين عن الفعاليات السياسية والمدنية والشخصيات الوطنية المستقلة وتقوم اللجنة التحضيرية بكامل الترتيبات المتعلقة باحتفالات الذكرى الأربعين لعيد الاستقلال الوطني ولأن إحياء هذه المناسبة مهمة وطنية تعني الجميع دون استثناء ولا ينفرد بها حزب سياسي أو منظمة اجتماعية لوحدها.
*ماهي الرسالة التي يمكن أن تصل من خلال هذه الفعالية؟
-هذه الفعاليات تحمل في ثناياها مضامين كثيرة وأكثر من رسالة، منها الاحتفاء بهذه المناسبات الوطنية التي جرى تجاهلها والانتقاص من دور مناضليها وشهدائها خلال الفترة الماضية ومن جانب آخر تعبر عن طبيعة الأوضاع المأساوية السائدة في محافظات الجنوب بشكل خاص والوطن بشكل عام.
وعدم اكتراث السلطة بمعالجة الازمة الوطنية المتفاقمة وما يترتب على ذلك من مخاطر جدية تهدد مستقبل البلاد والعباد وهو ما يتعين على العقلاء في السلطة إن وجدوا قراءة هذه الرسائل بإمعان وتبصر ودون مكابرة.
* ما هو موقعكم من الدعوات الانفصالية؟
- ما هي على سبيل المثال؟
*حركة تاج في الخارج؟
-نحن لسنا مسئولين عما يقوله الآخرون نحن مسئولون عن خطابنا السياسي المعبرة عنه برامجنا السياسية ومبادراتنا المتعددة.
* يعني أنتم المنسقين لحركات الاحتجاج ألستم معها؟
-هذه لا تعكس وجهة نظرنا على الإطلاق وتحديدا أي دعوات تدعو إلى الانفصال مثلما لا نتفق مع السلطة وسياساتها القائمة على الضم والإلحاق والإلغاء.
* هل تعتقد أن مثل هذه الاحتجاجات ممكن أن تؤدي إلى إرغام السلطة على التعاطي مع المشكلات؟
-من وحي المعايشة والمتابعة المستمرة لمجريات هذا الحراك تبين لنا بوضوح تزايد المشاركين فيه وبشكل ملحوظ غير مسبوق من فعالية لأخرى وهذا يعني أن هناك تصميماً على مواصلة هذه الحركة حتى تتمكن من تحقيق كامل أهدافها المنشودة رغم محاولات السلطة قمعها وشراء ذمم البعض ومحاولة تفريخ بعض الجمعيات والمنظمات لكنها مع ذلك لم تفلح في تحقيق مآربها.
*ألا تخشى أن تتخلى الأحزاب عن مثل هذه الاحتجاجات فتتلاشى ؟
-حركة الشارع توحي بعكس ذلك وبأنها لا زالت في قمة عنفوانها ونتوقع اتساع رقعتها لتشمل مناطق ومحافظات أخرى بل إن الإجراءات القمعية التي أقدمت عليها السلطة لوأد هذه الحركة باءت بالفشل ولم تستطع كسر إرادة المشاركين فيها، ولا أعتقد بأن الأحزاب السياسية المعبرة عن أماني وتطلعات الجماهير ومطالبها المشروعة ستتخلى عن هذه الحركة.
*الواضع أن مطالب الشارع متقدمة على ما تهدف إلى تحقيقه المعارضة التي تخلت أيضا عن وثيقة العهدة والاتفاق؟
-هذه القضية طرحت أكثر من مرة ومن قبل قيادات تنتمي لأحزاب اللقاء المشترك وبعض تكويناتها المحلية، بل بعضها يطالب بأن يكون سقف الإصلاحات أكبر من القضايا المنصوص عليها في وثيقة العهد والاتفاق، أما هذه الوثيقة فهي وثيقة إجماع وطني، وكامل الأطراف وقعت عليها ولا يوجد أي مبرر للأحزاب لتتخلى عنها.
* ولكن الواقع يقول إنها تخلت عن المطالبة بتنفيذها وبالذات بعض الأحزاب؟
-نأمل من جميع الأحزاب التي لا زالت تبدي بعض التحفظات على وثيقة العهد والاتفاق أن تستوعب مضامينها في برامجها السياسية ومبادرتها بشأن الإصلاحات الوطنية الشاملة.
*الاحتجاجات بدأت ذات طابع مطلبي حقوقي وتحولت إلى سياسي كيف تفسر ذلك؟
-هذه الحركة تجمع بين القضايا الحقوقية والقضايا المتعلقة بالشأن السياسي العام ويأتي في مقدمتها تسوية الأزمة الوطنية الناجمة عن حرب صيف 94 والتي لا زالت نتائجها وتداعياتها ومنهجها مستمرة حتى الآن.
*تسوية حرب 94 ما زالت في إطار جدول حوار القوى السياسية مع السلطة، فلم لا تنتظرون النتائج التي سيتوصل إليها الحوار؟
-من الأهمية بمكان وضع القيادة السياسية في صورة المتطلبات الأساسية التي يتبناها الشارع ووجوب التعامل معها بشكل جدي ينسجم مع حرص الجميع على ترسيخ دعائم الوحدة اليمنية على قواعد صحيحة تعتمد على الشراكة الوطنية في السلطة والثروة وتؤمن ديمومة هذه الوحدة وتصليب عودها إلا أنه وبكل أسف هناك من يتحدث بأن هذه الحركة تشكل خطرا كبيرا على الوحدة ونعتقد بأن هذا الطرح مجاف للحقيقة ونتساءل اليوم: ماذا تبقى من وحدة 22 مايو السلمية التصالحية التي أعلن الحرب عليها وتم استباحة الجنوب أرضا وإنسانا.. هل تم تنفيذ اتفاقية الوحدة على ضوء النصوص الواردة فيها؟ هل جرى العمل بدستور الوحدة؟! نقول بوضوح بأن الاتفاقيات تم النكث بها كما شهدت المرحلة الانتقالية تداعيات وأزمات متواصلة لم تؤد إلى تحقيق الاندماج الوطني بين مؤسسات الدولتين السابقتين بما في ذلك المؤسستان العسكرية والأمنية وجاءت حرب 94 لتقضي على جميع المؤسسات المدنية والعسكرية وبصورة ثأرية انتقامية من دولة الجنوب، فهل هذا يعتبر تعزيزا للوحدة أم إخلالا واضحا بأسسها ومبادئها وتقويض مرتكزاتها الأساسية.
*لماذا برأيك سكت أبناء المحافظات الجنوبية كل هذه السنين .. هل الدولة الجيش في حرب صعدة علاقة بما يجري أو شجع على الأقل؟
-هذه السلطة لم تستجب لمطالب الناس ولم تعالج الاختلالات التي أحدثت تصدعات عميقة في جدار الوحدة اليمنية واهتراء نسيجها الاجتماعي ولكن بكل أسف تعاملت بصورة استعلائية وبدون اكتراث لتلك المطالب.
*عدم وجود قيادة ألا يؤدي إلى عدم السيطرة على مثل هذه الاحتجاجات؟
-نعتقد بان الشروع بتشكيل الهيئات التنسيقية سوف يلعب دورا أساسيا في ضبط إيقاع حركة الاعتصامات لتأمين سيرها بالاتجاه الصحيح وما يعزز هذا الاعتقاد ما حدث في مهرجان ردفان الحاشد الذي حضره مئات الآلاف وسارت العملية بشكل طبعي اعتيادي ولم يحدث أي شغب أو إشكالات رغم وجود ذلك الحشد الهائل الكبير.
*ما هو الترابط بين المطالب الحقوقية.. والمطالب السياسية؟
-هناك ارتباط وثيق بين الحالتين ولا يمكن فصل أحدهما عن الآخر المهم في الأمر هو اعتراف السلطة بهذه المشكلات وإعلان الاستعداد لمعالجتها ولكن بكل أسف وحتى الآن أدارت ظهرها لحركة الشارع السياسي ولم تلتفت للمطالب الأساسية وما يردد في الإعلام من حلول لا أساس له من الصحة وبالذات فيما يخص تسوية قضية المتقاعدين بنسبة 99% وعودة الأراضي إلى أصحابها، كلها معلومات تفتقر للمصداقية ومنافية للواقع والأدهى من ذلك أن بعض الأفراد الذين استجابوا للعودة إلى بعض المعسكرات لم ترتب أوضاعهم العملية حتى الآن مع أن عددهم محدود.
*ولكن وماذا عن القرارات الجمهورية والأسماء التي تنشر في الصحف؟
-هي قرارات لم تأخذ طريقها إلى التنفيذ وهو ما أصاب الناس بحالة من الإحباط وعدم الوثوق في الوعود التي تقدم من قبل السلطة ولعل البارز في هذا الأمر الاعتصام الذي نظمه العائدون في معسكر ضلاع همدان خلال الأسبوع قبل الماضي نظرا لعدم نيلهم مستحقاتهم.
*في مسألة هذه الاعتصامات إذا أرادت السلطة أن تصل إلى اتفاق مع من تتحاور في ظل عدم وجود قيادة قادرة على فرض ما يتم الالتزام به؟
-هذا الأمر لم يرد في خلد السلطة حتى الآن ولا زالت تراهن على بعض الأفراد الذين يقومون بدور الدلال إن جاز التعبير لكنهم لم يحققوا شيئاً خلال الفترة الماضية وقد أكد مجلس تنسيق المقاعدين -قسرا- عسكريين وأمنيين ومدنيين بأنهم الجهة المخولة حل مطالبهم مع الجهات المسئولة ويرون أن السبيل الوحيد لمعالجة هذه المشكلة هو إصدار قرار سياسي واضح لا لبس فيه ولا غموض يقضي بعودة جميع الذين تم إقصاؤهم وإيقافهم وإحالتهم إلى التقاعد دون مسوغ قانوني.
*ولكن مثل هذا القرار تم صدوره كما أعتقد؟
-لم يحدث حتى الآن.. ما جرى فقط إصدار قرارات شملت عدداً محدوداً من العسكريين والأمنيين وبدون المدنيين لكنها لم تنفذ عمليا مع العلم بأن معظم الموظفين مدنيين وعسكريين في المحافظات الجنوبية تم إقصاؤهم بالكامل.
وإذا استمرت الأمور على هذا المنوال سيأتي يوم لن نجد فيه موظفا حكوميا من محافظات الجنوب.
*فيما يخص المطالب السياسية مع من يمكن التباحث فيها؟
-قبل الإجابة على هذا السؤال أولا أتقدم بسؤال آخر: هل السلطة على استعداد لمناقشة القضايا السياسية في الوقت الذي رفضت فيه الاستجابة للقضايا الحقوقية المتعلقة بالأفراد ومن وجهة نظرنا فإن قضايا كبيرة بهذا الحجم تتطلب حواراً وطنياً لا يستبعد أحداً من الأطراف المعنية بالأمر وأصحاب الحق من أجل اتخاذ المعالجات الشافية الكافية للمشكلات الراهنة.
*هذه إجابة مطاطة.. فأصحاب الحقوق لهم ممثلون؟
-لدينا أحزاب وتنظيمات سياسية وفعاليات اجتماعية وشخصيات وطنية مستقلة ينبغي عدم تغييبها ولعله من المهم الإشارة إلى أطراف شاركت مثلا بإبرام وثيقة العهد والاتفاق وعدم اختزالها باحزاب بعينها بل ضمت شخصيات سياسية ووطنية مرموقة.
*أين علي سالم البيض من هؤلاء؟
-هو من وقع على اتفاقية الوحدة وبشكل متساو مع علي عبد الله صالح، وهل من المنطقي والمعقول استبعاد شخصيات بمستوى هذه الهامة الوطنية السامقة.
*ولكن هو أيضا وقع على الانفصال؟
-علينا أن نبحث في السبب والنتيجة الحرب التي شنت على محافظات الجنوب كانت السبب الرئيسي والانفصال الذي ولد ميتاً كان من نتائج تلك الحرب.
*هل تعول على تصاعد الاحتجاجات في تحصيل الحقوق؟
-تقديري الشخصي لقد جربت الأحزاب اتباع أساليب المطالبة والمناشدة الأخلاقية للسلطة لتحقيق مطالبها بما في ذلك الأمور المتعلقة بالإصلاحات الوطنية ونعتقد بأن ما لم تحققه تلك الأحزاب من نتائج عملية عن طريق المطالبة يمكن استعادته وتحقيقه وانتزاعه من خلال النضال السياسي السلمي الحضاري.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.