كحال ما سبقه من اجتماعات ، خرج اجتماع وزراء خارجية مجموعة ( أصدقاء اليمن ) ، الذي عقد اليوم الجمعة بمدينة نيويورك بوعود المشاركين فيه بدعم اليمن و مساعدته ، و بدعوة سعودية ( أصدقاء اليمن ) إلى المشاركة في مؤتمر المجموعة الخامس المزمع عقده في الرياض خلال الفترة القادمة. وبطلب صيني بالتزام الجهات الدولية بتعهداتها المالية تجاه اليمن . و أبرز ما خرج به الاجتماع هو تأييد ( أصدقاء اليمن ) تأسيس مكتب لدول مجلس التعاون الخليجي في صنعاء ليساعد كافة المانحين على تخطيط وتنسيق وتقديم المساعدات لليمن بشكل أكثر فعالية، كما شجعوا الإسهام في ذلك بتمويل خليجي .. هذا في جانب التنمية و الاقتصاد أما في جانب العدل والأمن وسيادة القانون فقد أعلن في الاجتماع عن إعداد إستراتيجية " مكافحة الإرهاب الخاصة باليمن " ، وهي إستراتيجية شاملة تضم كافة الإدارات الحكومية ، قال بيان عن المجتمعين إنها ستمثل أساسا قويا لمعالجة الأسباب الأساسية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وراء الإرهاب والتطرف. وقال بيان صادر عن وزارة الخارجية البريطانية – تلقى " التغيير " إن المجتمعون قيموا ما تم إحرازه من تقدم منذ لقاء لندن في شهر يناير بالنقاط التالية : • موافقة الحكومة اليمنية على برنامج صندوق النقد الدولي، ما يؤدي إلى انتظام مالي في إدارة العجز الكبير في ميزانية اليمن . • إدخال مبكر لتدابير تهدف لتنفيذ برنامج صندوق النقد الدولي، بما في ذلك الخفض التدريجي لمستويات الدعم الحكومي للوقود، ما يؤدي لتخفيف عبء كبير عن الميزانية، والإسراع في إقرار القوانين اللازمة . • إحراز تقدم ثابت في المفاوضات الرامية إلى انضمام اليمن لمنظمة التجارة الدولية، والتي يأملون إنجازها بحلول نهاية عام 2010 . • انطلاق الحوار الوطني الشامل . • إعلان وقف إطلاق النار في صعدة في شهر فبراير 2010. واتفقوا على خطوات عملية لتقديم الدعم مستقبلا للإصلاحات في اليمن . و أضاف " المجتمعون رحبوا بالتزام اليمن بتطبيق برنامج صندوق النقد الدولي الذي تم إقراره مؤخرا، والتوصل لسلام دائم في صعدة، والانخراط في عملية حوار وطني شامل بقيادة من اليمن " . وبحسب بيان الخارجية البريطانية ، فقد جدد أصدقاء اليمن التزامهم بالعمل مع الحكومة اليمنية والشعب اليمني لمجابهة التحديات الكبيرة التي يواجهونها. كما اتفق المجتمعون على الاجتماع مجددا في الرياض في أوائل عام 2011 لتقييم ما تم إحرازه من تقدم وإطلاق الخطة التنموية لليمن للسنوات 2011-2015". و أعلن المشاركون في اجتماع اليوم استعداد حكومات بلادهم و مؤسساتهم الدولية لدعم جهود اليمن الرامية للحد من الفقر و الدفع بعملية الإصلاحات الإقتصادية و السياسية و مكافحة التطرف و الإرهاب. كما أعربوا عن تأكيدهم لتعزيز جهود اليمن في معالجة التحديات الإقتصادية و التنموية عبر الشراكة الدولية و الإقليمية بهدف مجابهة التحديات الراهنة. وقد شارك في الاجتماع الذي عقد برئاسة مشتركة من حكومات اليمن والمملكة العربية السعودية والمملكة المتّحدة، وزراء و ممثلين عن 27 دولة و الاتحاد الأوروبي والبنك الدولي والمنظمات الدولية المانحة. ومثل الرئاسة المشتركة للاجتماع وزير الخارجية اليمني الدكتور أبو بكر عبد الله القربي ، ووكيل وزارة خارجية المملكة العربية السعودية الشقيقة الأمير تركي بن محمد آل سعود ، ووزير خارجية بريطانيا الصديقة السيد ولييم هييج. و جدد المشاركون في الاجتماع وقوفهم إلى جانب اليمن و مساندته ودعمه في الحفاظ على وحدته وسيادته وتحقيق أمنة و استقراره. و اطلع الحضور على نتائج تقارير فريقي الاقتصاد والحوكمة من جانب و العدالة و سيادة القانون من جانب أخر في أطار مجموعة أصدقاء اليمن و التي بدورها تطرقت إلى التحديات و الأولويات التي تواجهها اليمن و آلية مجابهتها على الأصعدة المختلفة. و كان ألقى الدكتور القربي كلمة الافتتاح رحب خلالها بالوزراء و ممثلي المنظمات الدولية. معرباً عن تقدير اليمن لدعم و إسهامات شركاء اليمن على الصعيدين الإقليمي و الدولي. كما أستعرض وزير الخارجية سلسلة الإصلاحات السياسية و الاقتصادية و خطوات تعزيز الجهود المبذولة في مكافحة التطرف و التصدي للإرهاب. وأوضح القربي أن اليمن خطت أيضاً خطوات ملموسة في مجالات الإصلاحات التنموية و السياسية التي من شأنها الإعداد للانتخابات النيابية القادمة و تبني لغة الحوار مع كافة الأطراف السياسية و تثبيت السلام و الاستقرار في صعدة و الدفع بعجلة التنمية. من جانبه جدد وزير الخارجية البريطاني موقف بريطانيا الصديقة الداعم لليمن و استقراره، مؤكداً أن اليمن أبدت جدية واضحة لمواجهة تحدياتها التنموية و الأمنية. وأوضح الوزير البريطاني أن بلاده تحترم السيادة اليمنية و تقف إلى جانب الحفاظ على وحده أراضيه. و قال الوزير "الشعب اليمني شعب يتمتع بحضارة تاريخية فريدة و مميزة و هي جزء لا يتجزأ من تاريخ الديانات السماوية". وأضاف "لا يمكننا كأصدقاء اليمن الوقوف كمتفرج أمام التحديات الاقتصادية و الأمنية التي تواجهها اليمن". في حين شدد الأمير تركي آل سعود على أهمية وحدة اليمن الشقيق قائلاً "اليمن أدرى بشؤونهم و همومهم و قال إن دورنا محصور في تقديم الدعم و المشورة". و دعا الأمير السعودي الحضور مشاركة مؤتمر مجموعة أصدقاء اليمن الخامس المزمع عقده في الرياض خلال الفترة القادمة. إلى ذلك رحب أمين عام مجلس التعاون الخليجي عبد الرحمن العطية بجهود اليمن في مجابهة التحديات الراهنة. مشيراً إلى أن دول المجلس رصدت موارد غير مسبوقة بلغت 3.7 مليار دولار للفترة ما بين 2007-2010 تم تخصيص قرابة 3.2 مليار دولار لإقامة أكثر من 60 مشروع و أولوية المجلس في تطوير و تحسين برامج و مراكز التعليم الفني حيث تم أنشاء 19 معهد فني و المجلس بصدد أنشاء معاهد أخرى. و لفت وزير خارجية الأمارات العربية المتحدة إلى ضرورة الوقوف إلى جانب اليمن و الاهتمام بهذه المجموعة قائلاً "نحن نقدم كامل دعمنا و مساعدتنا لهذه الحكومة". و تطرق وزير خارجية الأردن إلى توصيات فريق عمل سيادة القانون و العدالة قائلاً" التنسيق كان مميزاً بين اليمن و الفريق" مؤكداً أن الحكومة اليمنية اتخذت خطوات جادة في تطوير و تحسين آلية القضاء و الأمن . وأشار إلى أن الأردن حكومة و شعباً يقفا مع سلامة و وحدة و أستقرار اليمن و تدعم الأردناليمن بشكل كامل. و أوضحت السيد كاثرين أشتن ممثلة الاتحاد الأوروبي ضرورة توفير الدعم على المدى البعيد بإدارة اليمن و رحبت بقرار القيادة السياسية اليمنية في دعوة الأطراف السياسية إلى طاولة الحوار مشيرة إلى أن خطوات الحوار بدأت تؤتي ثمارها. و لفتت إلى أهمية الوحدة الدائمة و أشادت في دور اليمن بالتصدي على الإرهاب و التطرف ، مؤكدة دعم الاتحاد الأوروبي لإقامة الانتخابات النيابية قائلة " لدى الاتحاد الأوروبي الرغبة في إرسال فريق لمراقبة الانتخابات في حالة طلبت الحكومة اليمنية بذلك". في حين حذر أمين عام الجامعة العربية عمر موسى من تنمامي تهديدات تنظيم القاعدة في المنطقة مبرزاً جهود اليمن في مقارعة الإرهاب و مؤكداً وقوف جامعة الدول العربية التي تعتبر اليمن من أهم الدول المؤسسة للمنظمة العربية في معالجة التحديات و الصعوبات المتشابكة للحفاظ على أمن و استقرار و وحدة اليمن. من جانبه طالب نائب وزير الخارجية الصيني التزام الجهات الدولية بتعهداتها المالية تجاه اليمن مشيرة إلى أن تلكوء المجتمع الدولي في مد يد العون إلى اليمن قد يفاقم من حجم التحديات التي تواجهه. ورحب وزير خارجية قطر الشقيقة بدعوة فخامة رئيس الجمهورية لإجراء حوار وطني معرباً عن حرص بلاده لتقدم اليمن و استقراره رفاهيته. موضحاً أنه سيزور اليمن قريباً لمتابعة أنشطة المكتب القطري المعني بمشاريع البنية التحتية مؤكداً على ضرورة التزام الدول الأخرى بدعم اليمن حكومة و شعباً و تثبيت أحلال السلام و الاستقرار. ولفت وزير خارجية ايطاليا إلى دور حكومة بلاده في دعم قوات خفر السواحل اليمنية و ايطاليا مستعدة للمشاركة في برامج أخرى مبرزاً نجاح التجربة الايطالية في تحسين و تطوير منظومة الأمن الملاحي اليمني . وكانت قد بدأت عملية أصدقاء اليمن في لقاء لندن رفيع المستوى الذي عقد في شهر يناير 2010، وتم الاتّفاق خلال اللقاء على تشكيل فريقي عمل، أحدهما معني بالاقتصاد والحوكمة، وترأسه الإمارات العربية المتّحدة وألمانيا، والثاني معني بالعدل وسيادة القانون، ويرأسه الأردن وهولندا. و قال وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ في تصريح أدلى به عقب الاجتماع " "يبين اجتماع اليوم مدى اتساع وعمق الالتزام الدولي للمساعدة في مجابهة التحديات التي يواجهها اليمن. وقد اتفق أصدقاء اليمن اليوم على اتخاذ تدابير موجهة تبين دعمنا للحكومة اليمنية وشعبها في السعي لتحقيق الاستقرار وإحلال الأمن والتنمية المستدامة. وإنني أرحب كل ترحيب بعرض المملكة العربية السعودية استضافة اجتماع آخر في الرياض في أوائل عام 2011 لاستعراض ما تم إحرازه من تقدم." ( إضغط هنا ) لقراءة أبرز ما خرج به المجتمعون