كشف صادق محمد مجلس احد الناجين من عملية الاختطاف التي تعرض لها 18 صيادا يمنيا نهاية الأسبوع الماضي تفاصيل مهمة عن الحادث, وبين كيف نجا وخمسة آخرون من الموت غرقا حيث قال : أن الاختطاف لم يقع في المياه الإقليمية اليمنية كما نشرت بعض المواقع الإخبارية سابقا بل كان في بحر الصومال , وأوضح صادق أن مجموعته المكونة من 18 صيادا خرجوا من عدن في رحلة صيد معتادة يستقلون سفينة وثلاثة قوارب صغيرة وأبحروا لمدة يومين كاملين موغلين خارج المياه الإقليمية اليمنية وعند الساعة السابعة من مساء اليوم الثالث تفاجآنا بإطلاق نار كثيف نحونا مصدره قارب فيبر على متنه خمسة أشخاص مسلحين توقفوا على بعد خطوات من مركبنا لنكتشف ان الرصاص الذي أطلق علينا قد أدى إلى مقتل ( أخي إسماعيل محمد حسن) و(راجح محمد عليان ) وإصابة( احمد عبد الله سعيد هبة) وعند اقترابهم منا صعد المسلحون الخمسة إلى متن القارب الذي نتخذه مأوى للنوم والأكل والراحة وتجميع الأسماك من القوارب الصغيرة وكنا جميعا في وضعية انبطاح على الأرض عدى احمد هبة والذي أصيب أثناء تواجده في الحمام وسيطر القراصنة على الموقف ونحن لا حول ولا قوة لنا. واستمر الوضع كذلك لفترة قصيرة لكونها المرة الاولى التي نتعرض فيها لاطلاق النار وبطبيعة الحال لم نكن نملك أي قطعة سلاح للدفاع عن انفسنا خوفا من ان نكون في موضع شبهه بأننا من القراصنة - ونحن في حالة الذهول تلك - قال احد القرصنة :اقتلوا الجميع .... كلهم وارموهم في البحر وكان عددنا على متن القارب ساعة الهجوم 14 صيادا فقط بينما بقي الأربعة الآخرين في قارب الصيد الصغير والذي نخصصه للصيد اللخم وبعد مرور ساعات طويلة من الشد والجذب والتوسل استطعنا إقناع قائد القراصنة بالسماح لنا بنقل القتيلين والذين قضيا في الحال بعد ان أصابهما الرصاص في البطن والصدر ونزف الدم منهما دون ان نتمكن من تقديم الإسعافات الأولية لهما أوحتى مساعدة المصاب احمد هبة وبعد يأس وانتظار سمح القراصنة لي والمصاب وخمسة آخرين ان نستقل قارب اللخم الصغير وجميعنا موقنون بان الغرق سيكون مصير نا في هذا القارب نتيجة شدة الرياح وعلوا الأمواج وعددنا الكبير الذي هو فوق طاقة حمولة المركب وربما لكون الذهاب على ذلك المركب في ذلك المكان يعني الموت غرقا . غير أن الخيارات في تلك اللحظات العصيبة منعدمة تماما فغادرنا الموقع في العاشرة صباحا بعد أن جردنا القراصنة من جميع الأجهزة التي نهتدي بها في البحر لتحديد المواقع والاتجاهات . أبقى القراصنة في المركب الكبير خمسة صيادين من ضمنهم فارس الطباخ وآخر يدعى عبدا لله محمد ليقود السفينة بينما ضل اثنين آخرين من ضمن الطاقم مختبئين في أسفل المركب من بداية إطلاق النار لم يكتشف القراصنة وجودهما ساعات عصيبة ونحن وسط الأمواج تتقاذفنا ولا ندري الى اين يمكن ان نذهب ومع قوة الرياح وعلو الأمواج لم نستطع الذهاب بعيدا ولان الله سبحانه كتب لنا النجاة غير القراصنة رأيهم ونزلوا على متن قاربهم الفيبر وقد جاوزت الساعة الثانية عشرة ليلا واخذوا معهم مكائن القوارب الثلاثة الصغيرة وقارب واحد صغير وجميع المعدات وما غلي ثمنه وتركوا القارب الكبير الذي بقدرة الله وحده وجدناه قبل أن يغرق القارب الذي كنا على متنه بدقائق معدودة تخيل معنا قتيلين ومصاب ونحنا بدون طعام ولا ماء لكن " قدر الله وما شاء فعل " . وتسأل صادق بحسرة بعد أن فقدت أخي اسما عيل وصديقنا راجح عليان وخسائر تقدر ب 4مليون ريال من سيعوض علينا كل ذلك " حسبنا الله ونعم الوكيل " . وأكد الصيادون الناجون من الحادث أنهم لجأوا إلى الاصطياد في هذه المنطقة من بحر الصومال بموجب ترخيص من احد المشايخ القبليين المسيطرين على تلك المنطقة وما كان لهم ابرام اتفاق مماثل في منطقة خطرة كهذه إلا بعد أن سدت أمامهم سبل الرزق في المياه الإقليمية اليمنية نتيجة ندرة الأسماك ووجود سفن الصيد الدولية التي تقوم بجرف الأسماك دون رقابة أو مراعاة لمناطق المراعي وتستخدم في عملية الاصطياد الشباك الصغيرة المحرمة دوليا او عن طريق التفجير والذي اضر كثيرا بمحصول الثروة السمكية في مياهنا الإقليمية إضافة إلى وجود البارجات الحربية التي تمنع التواجد بقربها مطلقا " فالمطر دائما يركب الصعب " .