استقال اثنان من الاعضاء البارزين في الحزب الحاكم في اليمن يوم السبت احتجاجا على مقتل عشرات من المحتجين المناهضين للحكومة بينما سعت قوات لفرض حالة الطورايء في العاصمة. وفي تحد للقمع تعهدت المعارضة بمواصلة "ثورتها السلمية" في الدولة الفقيرة المتاخمة للسعودية والمتحالفة مع الولاياتالمتحدة في حربها ضد تنظيم القاعدة. واقام الجنود نقاط تفتيش لفرض الحظر على حمل الاسلحة النارية في الاماكن العامة. وقدم نصر طه مصطفى رئيس وكالة الانباء اليمنية وعضو حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم استقالته من منصبه احتجاجا على قتل قناصة اعتلوا اسطح بنايات نحو 42 محتجا يوم الجمعة. واطلق القناصة الرصاص على محتجين توافدوا على مخيم احتجاج في جامعة صنعاء عقب صلاة الجمعة. وقال المحتجون انهم القوا القبض على سبعة من القناصة على الاقل يحملون بطاقات هوية حكومية. ونفي صالح ذلك وحمل مسلحون من بين المحتجين مسؤولية العنف. وقال "أجد نفسي اليوم مضطرا لتقديم استقالتي ...بعد المذبحة البشعة التي جرت في صنعاء يوم أمس.. أيا كانت المبررات ازهاق نفوس عشرات الشباب الذين لا ذنب لهم سوى ممارسة ما منحهم الله تعالى من فطرة الحرية وكفله لهم الشرع والدستور من حرية التعبير والمطالبة بالتغيير." وقال عضو اخر في الحزب الحاكم محمد صالح قرعة لرويترز انه سيستقيل بسبب العنف غير المقبول كلية. كما استقال وزير السياحة ورئيس لجنة الشؤون الخارجية في الحزب يوم الجمعة. ويطالب المتظاهرون منذ اسابيع بتنحي صالح مستلهمين الانتفاضتين الشعبيتين اللتين اطاحتا برئيسي تونس ومصر. وقتل اكثر من 70 شخصا منذ بدء الاحتجاجات. ودفع حمام الدم الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الذي يكافح من أجل الحفاظ على حكمه المستمر منذ 32 عاما الى اعلان حالة الطوارئ لمدة 30 يوما. وتقيد حالة الطواريء حرية الحركة وحق التجمع وتمنح الشرطة صلاحيات اكبر لاجراء عمليات تفتيش واعتقال. وانتشرت الدبابات لاول مرة خلال اسابيع من الاضطرابات المدنية. واليمن ثاني دولة في المنطقة تفرض حالة الطواريء هذا الاسبوع واعلنت البحرين الاحكام العرفية يوم الثلاثاء. ويعيش اثنان من كل خمسة من سكان اليمن على اقل من دولارين يوميا. وتواجه الحكومة المتحالفة مع الولاياتالمتحدة انفصاليين في الجنوب وتحافظ على هدنة هشة مع متمردين في الشمال ويقاتل اليمن خلية محلية نشطة لتنظيم القاعدة. ورفض صالح مطالبته بالتنحي فورا وتعهد بترك منصبه حين تنتهي ولايته في عام 2013 وعرض وضع دستور جديد ومنح المزيد من السلطات للبرلمان. وقالت المعارضة اليمنية ان ما من سبيل للتفاوض مع حكومة صالح بعد الدماء التي اريقت يوم الجمعة. وقال محمد الصبري المتحدث باسم المعارضة في اليمن ان ارسال الدبابات الى الشارع دليل على ان النظام في حالة فزع وأضاف ان اليمنيين عازمون على المضي قدما في ثورتهم السلمية الى ان يسقط النظام. وفي ميناء عدن الجنوبي قال سكان ان الشرطة اطلقت الرصاص على ستة محتجين واصابتهم اثناء محاولتهم فض متظاهرين يعتصمون في شارع رئيسي. وقال المحتج عبد الله سيف "الدبابات لا تخيفنا قتلوا العشرات منا والمئات اصيبوا. ولن نغادر حتى يرحل علي عبد الله صالح."