يستمر المئات من أبناء المحافظات الجنوبية في الحضور إلى مخيمات شباب ثورة التغيير المطالبة بإسقاط الرئيس علي عبد الله صالح ونظامه وسط مخاوفهم من استغلال النظام لمقاومة الثورة بدعم المسلحين و أعضاء تنظيم القاعدة . و يقام احد هذه المخيمات في مديرة كرش بمحافظة لحج ، حيث يرجح أن يكون تم ذلك المخيم باتفاق بين قيادات في أحزاب المشترك وقيادات في الحراك الجنوبي وكذلك الامر بالنسبة لمخيم الحوطة بعاصمة محافظة لحج التي يستمر الاعتصام فيها حتى يتم الإعلان عن رحيل الرئيس صالح عن السلطة . و انخرط كثير من أبناء المحافظات الجنوبية بكافة فئاتهم وشرائحهم في الثورة والتعبير عنها كل بطريقته . ويتخوف كثير من الجنوبيين اليوم من حدوث ما يريدون حدوثه بعد أن تخلوا عن مواقف سابقة لهم بالمطالبة بفك الارتباط وانضموا إلى ثورة إسقاط النظام اليمني الذي اعتبروه انه سبب رئيسي في دفع الجنوبيين الى المطالبة بالانفصال . لكن الأهم من ذلك الآن هو التخوف الذي يبديه المعتصمين من تحول مسار الثورة وفشلها ان لم يكن اضعافها ودخول اليأس الى نفوس المعتصمين الذين غدوا يرون رحيل الرئيس عن السلطة هو الخلاص لهم من كل الويلات والمعاناة التي أصابتهم . وكل الخوف البادي الآن هو إعطاء النظام اليمني للقاعدة والجهاديين إشارة خضراء بالبدء في عمليات الدم والقتل والنهب من اجل استخدام ورقة القاعدة لصالح نظام الرئيس الذي يتمسك بالقاعدة ويدعمها دون ان يفهم الغرب ذلك حتى الآن . و اعتبر انفجار مصنع ابين اشنع جريمة بشرية في الجنوب ، الا ان المسلسل سيستمر اذا استمر النظام اليمني صامدا امام ثورة التغيير واستمرار النظام اليمني في الحكم يعطي الاحقية لتنظيم القاعدة المصنوع لغرض خدمة السلطة في إسقاط محافظات يمنية جنوبية ومنها ابين التي يقال انه تم اعلانها إمارة اسلامية بيد تنظيم القاعدة ، بحسب مصادر خاصة . وفي الوقت نفسه يرى الشباب من جهتهم ان استمرار الرئيس وعناده عن الرحيل وترك سدة الحكم يزيد من اصرارهم في التحدي والصمود حيث بدأت تشكيلات الشباب الان بالتنظيم والتفرع وازدياد حجمها وقوتها حيث يسعى الشباب الان في محافظة لحج وعدن ومديرياتها الى الجلوس مع الاحزاب السياسية والحركات الثورية واعلانهم عن قوائم ((اللجان الشعبية )) التي سوف تحمي وتمسك بزمام الامور والتي ستتشكل من كل الفئات والاحزاب بحسب مصادر خاصة ومن المحتمل ان يتم يوم الخميس القادم عدة اجتماعات بشأن ذلك . ومن مهام تلك اللجان الشعبية الامساك بزمام الامور ومنع اي اندلالعات للعنف او النهب او التجمعات التي يقولون ان هناك مخططات من اجل احلال الفوضى في المحافظات والمناطق لكي يظهر النظام بصورة الحافظ للبلد من الانهيار وهو ما يعتبره الشباب فزاعة قديمة لم تعد صالحة للزمان والمكان الذي يتواجد فيه الجيل المتحضر والقادر على ادارة شئونه عبر متطوعين من الشباب يريدون الخلاص من الازمات والفتن التي يريد النظام ان يزرعها اليوم . ومن بين مواقف الجنوبيين اليوم هي ما يراها القيادي في الحراك رمزي الشعيبي ان عدم حسم امر الثورة في صنعاء باسقاط الرئيس يضع شكوكا حول مواقف كثير من الاحزاب اليمنية التي ربما لم تكن مواقفها واضحة حتى الان من مسار الثورة طبعا بمواقفهم السياسية الداعمة للشباب ، وهذا مؤشر خطير كما يقول الشعيبي لركب موجة الثورة واضعاف جذوتها وبهذا فان الامور قد تاخذ منحى اخر وخاصة في الجنوب الذي سيتحول ، بحسب قول الشعيبي ، الى ساحة لتصفية حسابات ولعب أوراق خطيرة وقذرة ومنها ما حدث في يوم امس في ابين من تفجير لمصنع الذخيرة وانسحاب كثير من قوات الجيش والامن والحرس من اماكن تم تحديد الانسحاب منها مسبقا لتركها للنهب ومن ثم تحويل الأمور نحو العنف ، لذلك يحذر الشعيبي من تصفية حسابات قد تحدث في الجنوب .