قال نائب وزير الإعلام اليمني عبده الجندي إن كل المبادرات السياسية للمعارضة "ناجمة عن تخزين القات"، في حين اعتبر الناطق باسم اللقاء المشترك المبادرة "آخر فرصة للرحيل الناعم للرئيس علي عبد الله صالح". وكانت أحزاب اللقاء المشترك المعارضة وشركاؤها باليمن تقدمت بمقترحات جديدة لحل الأزمة السياسية في البلاد تقضي بتنحي الرئيس صالح الذي جدد إصراره على البقاء في منصبه رغم استمرار المظاهرات المطالبة برحيله. وتعليقا على مبادرة أحزاب اللقاء المشترك، قال الجندي في اتصال هاتفي مع الجزيرة إنه لم يسمع عن هذه المبادرة إلا من خلال قناة الجزيرة، وأضاف "سمعنا من الرئيس صالح ما هو أبلغ من رؤية المعارضة والتي لا أعتبر نفسي مخولا بالرد عليها وعلى أي حال فإن الشعب اليمني يخزن ويعمل مبادرات" حسب تعبيره. وهاجم الجندي قناة الجزيرة معتبرا أنها ليست حريصة على اليمن وأمنه واستقراره. وأضاف "الجزيرة أصبحت طرفا في الصراع الدائر بين الحكومة والمعارضة في اليمن، وتضخم المعارضة ولا تلقي بالا لمؤيدي الرئيس صالح". من جهته قال الناطق الرسمي باسم أحزاب اللقاء المشترك محمد قحطان إن الهدف من المبادرة هو إعطاء فرصة أخيرة للرئيس صالح من أجل التنحي وتسليم السلطة لأياد أمينة حسب طلبه حيث إننا نقترح في المبادرة تنحيه ونقل سلطاته لنائبه. ووصف قحطان المبادرة في اتصال هاتفي مع الجزيرة بأنها "آخر فرصة للرحيل الناعم للرئيس صالح وإلا فإن الحل سيكون تصعيد الأعمال المناوئة والزحف نحو القصر الجمهوري". مضامين الرؤية وتتضمن رؤية أحزاب اللقاء المشترك للحل خطوات وإجراءات ما أسمته "الانتقال الآمن للسلطة" وتبدأ بإعلان الرئيس صالح تنحيه ونقل سلطاته وصلاحياته لنائبه مع عدة خطوات أخرى منها تشكيل مجلس وطني انتقالي وحكومة وحدة وطنية مؤقتة ومجلس عسكري مؤقت ولجنة عليا للانتخابات والاستفتاءات العامة. وأوضحت رؤية المعارضة -التي حصلت الجزيرة نت على نسخة منها- أن المجلس الوطني الانتقالي سيتولى بصورة أساسية إجراء حوار وطني شامل تشارك فيه كافة الأطراف السياسية. كما سيكون من مهام ذلك المجلس تشكيل لجنة من الخبراء والمتخصصين لصياغة مشروع الإصلاحات الدستورية في ضوء نتائج الحوار الوطني الشامل. وكانت أحزاب اللقاء المشترك قد جددت رفضها استمرار محاولات الرئيس الوقوف في وجه الشعب واتهمته بممارسة ما سمتها أساليب قديمة في الخداع والتضليل واصطناع الأزمات. تشبث بالسلطة في المقابل ألمح الرئيس صالح إلى أنه باق في السلطة عندما شكر حشودا من أنصاره تجمعوا حول القصر الرئاسي في العاصمة صنعاء لما وصفه بدعمهم للدستور. وحمل مؤيدو صالح لافتات تدعو لبقائه في الحكم. وعلى النقيض من ذلك جاب عشرات الآلاف من المتظاهرين شوارع صنعاء للمطالبة برحيل الرئيس فوراً، بينما يواصل الآلاف اعتصاماتهم في ساحة التغيير وساحات أخرى في أنحاء مختلفة من البلاد. وفي مدينة عدنجنوبي البلاد، قال شهود عيان إن الدعوة إلى العصيان المدني التي أطلقت لاقت استجابة كبيرة وانضم آلاف إلى الاعتصامات المطالبة برحيل الرئيس صالح ونظامه. وفي محافظة تعزجنوب البلاد طالب مواطنون يمنيون برحيل الرئيس صالح. وقالوا إن بقاءه على رأس السلطة يقضي على طموحات الشعب اليمني بحياة أفضل. وفي تطور آخر قال الناشط السياسي عبد الحافظ ماجد متحدثا للجزيرة من مدينة الحديدة غرب اليمن إن قوات الأمن طوقت ساحة التغيير التي يعتصم بها عشرات الآلاف، وهم يطالبون بإسقاط نظام الرئيس صالح . وقد اعتدت قوات الأمن على المعتصمين مما أدى إلى إصابة سبعة منهم. وقال المعتصمون إن قوات النجدة والأمن اقتحمت الاعتصام مستخدمة الهري والرصاص والقنابل المدمعة ثم انسحبت وعادت أدراجها. وقد ندد المجلس الأعلى لأحزاب اللقاء المشترك في اللجنة التحضيرية للحوار الوطني في بيان باستمرار الاعتداءات على المعتصمين في محافظات حَجة وإب والحُديدة وذمار. وقال البيان إن الرئيس صالح ونظامه لم يأخذا العبرة مما سماها البيان جرائم سابقة لم تمنع الشعب من الالتفاف وراء الشباب. وينظم المعتصمون منذ الثالث من فبراير/شباط الماضي مظاهرات في ميدان ساحة التغيير أمام جامعة صنعاء بعدما تخلوا عن دعوتهم للزحف باتجاه القصر الجمهوري خشية وقوع أعمال عنف بالعاصمة حيث تنتشر وحدات من الجيش الذي انضم للمحتجين، والحرس الجمهوري الموالي للرئيس صالح.