بعد ان شهدت مدينة تعز ( وسط اليمن ) في الساعات الأولى من صباح اليوم هدوءً نسبياً قامت قوات من الامن المركزي والأمن العام والشرطة العسكرية عند الساعة العاشرة صباحاً باقتحام شارع جمال لفض إعتصام شباب الثوره وتقدمت القوات تمشط الشارع وتطلق النيران بكثافه من رشاشاتها الثقيله محاولة إزالة الحواجز وفتح الشارع الذي أغلقه شباب الثوره إلا ان محاولات قوات الامن باءت بالفشل فكل حاجز يُرفع يقوم الشباب بوضع بديل عنه مباشرة غير آبهين لنيران الاسلحة الثقيلة الموجهة إليهم.. وأمام إرادة شباب يتحدى الموت انسحبت جميع القوات الامنية وقوات الجيش من شارع جمال.. وبسط شباب الثورة سيطرتهم مجدداً على الشارع. وقد شهد ظهر هذا اليوم مسيره حاشده اتجهت صوب مكتب المالية في تعز والذي يقع الى جانبه مكتب الاتصالات والبريد والضرائب واللجنة الدائمة للمؤتمر الشعبي العام وهذه المنطقة قريبه من إدارة أمن تعز ومركز القياده ومبنى المحافظه .. وفي حال تمكن المتظاهرين من الوصول الى هذه المنطقه ستكون مدينة تعز بالكامل سقطت بيد شباب الثوره.. وقد اندفعت الى تلك المنطقة قوات مختلفه من الجيش والامن والشرطة وأطلقت القنابل المسيلة للدموع ونيران الاسلحة الثقيله بكثافه غير معهودة وطاردو الشباب في الزنجات (الازقه) والحارات.. كما شهدت منطقة مدرسة الشعب وجولة الاخوه والشوارع الفرعيه مطاردات من قبل رجال الامن والجيش للشباب بالرصاص الحي والهراوات والقنابل الغازيه وهاجم بعض الشباب احدى سيارات شرطة النجده في شارع العواضي والتي كانت تطلق عليهم الرصاص من المعدلات والأسلحة الخفيفه وهشموا زجاجها والحقوا بعض الأضرار فيها . وسقط جراء اعتداء قوات الامن والجيش على الشباب المسالمين ما لايقل عن 170 جريحا منهم 20 مصابين بطلق ناري حالة 2 منهم في خطر و150 إصابات باختناقات غازيه وضرب بالهراوات. وقد علم " التغيير " من مصادر مطلعة بان هناك قوات من معسكر خالد مدججة بمختلف أنواع الاسلحة ترافقها الدبابات وناقلات الجنود اتجهت صوب مديرية شرعب وتحاول فرض طوق امني عليها لمنع شباب شرعب من الدخول الى مدينة تعز.. وشهدت معظم مديريات تعز هذا اليوم مسيرات حاشده جابت الشوارع منددة بالمجارز الوحشيه التي يرتكبها النظام في صنعاء والبيضاء والحديده وتعز وعدن كما وردت انباء عن سقوط المجمع الحكومي في كل من مديريات سامع و مشرعه وحدنان . كما جابت مسيرات حاشده للمرة الاولى في مدينه المخاء الساحليه (غرب مدينة تعز وتبعد عنها مسافة 110 كم) وجوبهت المسيرة بالرصاص الحي من قبل قوات الامن والجيش وانباء عن سقوط عدد من الجرحى. هذا وتسود مدينة تعز حاله من الإضراب العام والعصيان المدني شبه التام حيث اُغلقت كافة المحال التجاريه والبنوك كما اغلقت اهم المقرات الحكوميه (شركة النفط اليمنيه ، مكتب التربية والتعليم و مكتب الخدمة المدنيه) وكُتب على بوابتها "مغلق من قبل الشعب" . هذا ويفاجئ القادم إلى مدينة تعز بالاستنفار الامني والنقاط الامنية التي لا تبعد المسافه بين النقطة والاخرى أكثر من 1 كيلو متر على كافة مداخل المدينة كما يفاجئ باصوات لعلعة الرصاص والدخان المنبعث في سماءها الصافيه وانتشار الاطقم العسكرية والدوريات الراجله خصوصاً في شرق مدينة تعز. ومازال مسلسل إطلاق الاعيره الناريه من مناطق مختلفة في تعز مستمر ليلاً ونهاراً مع انعدام الوقود (البترول ، الديزل والغاز المنزلي).