أقام مركز البحوث للدراسات السياسية والإستراتيجية يوم أمس الأربعاء بأمانة العاصمة اليمنيةصنعاء ندوة بعنوان (الدولة المدنية الحديثة،و الحكم الإسلامي الرشيد )تحدث فيها عدد من الباحثين والأكاديميين المتخصصين في علم الانثرو بلوجيا والاجتماع والعلوم السياسية . وكانت أوراق الندوة التي قدمها الدكتور أحمد عبد الواحد الزنداني والدكتور إسماعيل السهيلي قد تمحورت حول توصيف الدولة المدنية من الناحية التاريخية،وبداية نشأة المصطلح والترويج له،واتساق الدولة المدنية وعلاقتها بالإسلام،وتوافقها بما يحقق البيئة المناسبة للحكم في اليمن بعد أن نجاح ثورة الشباب . وأشار الدكتور أحمد عبد الواحد الزنداني أستاذ العلوم السياسية في جامعة صنعاء أن الدولة المدنية الحديثة تختلف توصيفها من بلد إلى آخر حسب التركيبة الاجتماعية لها ،إلا أن أصل الدولة المدنية كمصطلح قد ظهر في بُعيد الثورات الأوروبية مستبدلة الدولة المدنية بالحكم الثيوقراطي الذي استحكمت عليه الكنيسة. من جانبه أوضح الدكتور إسماعيل السهيلي المدرس بجامعة الإيمان في أنه لابد من التعريج حول مسألة الكلام عن الدولة المدنية الإسقاط الغربي لذلك،والمبادئ الإسلامية الصريحة مشيراً في نفس الوقت إلى أننا متهمين ومستهدفين من الغرب في هذا الجانب . وفي الندوة التي حضرها عدد من المهتمين شملت في الأثناء مداخلات من قبل الحاضرين تبلورت من خلاله الإلمام الكلي حول مفهوم الدولة المدنية ،وتباين النظرة لها في إطار الرؤية الإسلامية والإسقاط الغربي خلصت في مجملها إلى الاتفاق على الأخذ بآليات،ووسائل نظام الدولة المدنية الحديثة ،ولكن في إطار(ذو مرجعية أسلامية ) طبقاً لما ورد في التوصيات النهائية . يشار إلى أن انعقاد الندوة جاء على خلفية نقاش دائر يجري في الواقع والشارع اليمني حول ماهية وطبيعة الحكم القادم في اليمن،وموضوع الدولة المدنية وشكلها سوف يتناوله كتاب يصدر قريباً عن مركز البحوث للدراسات السياسية والإستراتيجية بصنعاء الذي يشرف عليه الدكتور أحمد عبد الواحد الزنداني .