بدأت امتحانات الشهادة العامة (أساسي وثانوي) أمس السبت في ظل استمرار الاحتجاجات والتظاهرات التي يشهدها اليمن منذ أكثر من خمسة أشهر، ما أثر على سير العملية التعليمية في معظم المدارس . ويؤدي أكثر من نصف مليون طالب وطالبة الامتحانات موزعين على 2990 مركزاً امتحانياً . ولأول مرة يجري أداء الامتحانات مصاحبة للاحتجاجات والتظاهرات المستمرة المطالبة بإسقاط النظام، وفي أجواء غير آمنة جعلت بعض الأسر تغادر المدن إلى القرى أو إلى خارج البلاد خوفاً من حرب أهلية قد تشهدها البلاد . وأكد عدد من الطلبة وأولياء الأمور والمدرسين ل “الخليج” أن الاعتصامات والاحتجاجات التي تشهدها البلاد أثرت على سير العملية التعليمية لهذا الفصل الدراسي، وعلى نفسية الطلبة جراء الخوف والرعب المصاحب للتظاهرات والصراعات بين مؤيدي النظام ومعارضيه إضافة إلى تكرار انقطاع التيار الكهربائي . ويشكوا الطلبة من عدم تمكنهم من التحصيل العلمي واستيعابهم للدروس هذا العام وتخوفهم من صعوبة الإجابة على أسئلة الامتحانات، جراء تعطيل مدارسهم وتغيب المعلمين بسبب التظاهرات والاحتجاجات مع كثرة إضرابات المدرسين المطالبين بحقوقهم، إضافة إلى الصراعات السياسية التي تحولت إلى المدارس . يقول مجد عبدالله ، الطالب في الصف التاسع بمدرسة بغداد في صنعاء إن الطلاب في الفصل الثاني من السنة الدراسية لم يستوعبوا الدروس كافة مقارنة بالفصل الأول نتيجة تغيب بعض المدرسين وإضراب الآخرين عن العمل، مشيراً إلى أنهم درسوا نصف كتاب مادة اللغة الإنجليزية نتيجة غياب المدرس طوال الفصل الدراسي الثاني وبقية المنهج لم يتم استيعابه . وتضيف الطالبة رنا محمد حزام، وهي طالبة في الصف الثالث الثانوي العلمي بمدرسة الفرات قائلة: “ندخل الامتحانات ونحن متخوفات من عدم قدرتنا على الإجابة على الأسئلة نتيجة عدم استيعاب معظم الطلبة للمناهج الدراسية هذا العام بسبب المظاهرات وتغيب المدرسين والصراعات السياسية بين المعلمات والطالبات من مناصرات النظام ومناهضاته ما أثر على نفسية الطالبات هذا الفصل الدراسي” . وترى أستاذة اللغة الإنجليزية إلطاف أحمد أن الاحتجاجات أثرت على العملية التعليمية بشكل كبير في الفصل الثاني من العام الدراسي 2010-2011 ، خصوصاً المدارس القريبة من ميادين وساحات الاعتصامات . وقالت إن تلك الأحداث ساعدت على زيادة تسرب الطلبة من المدارس هذا الفصل وتنقلهم من مدرسة إلى أخرى لتخوف أولياء أمور الطلبة من حدوث غياب كثير خاصة وسط الطالبات، وهذا أثر على عملية تحصيل الطلبة المصاحب لانقطاع الكهرباء المتكرر . أضافت أن تلك الأحداث “عملت على عرقلة سير العملية التعليمية وحرمانهم من الدراسة الآمنة مما جعل وزارة التربية والتعليم تقدم امتحانات مراحل النقل الأساسية رغم أن جميع المدارس لم تكمل المناهج المقررة، وتأخر امتحانات الشهادتين الأساسية والثانوية حتى تهدأ الأوضاع التي زادت تعقيداً . وتؤكد أستاذة الرياضيات بمدرسة أسماء للبنات شجرة الدر الحبيشي أن نسبة الغياب ارتفعت بشكل كبير جداً خاصة بين طلبة الشهادة العامة الأساسي والثانوي . وقالت إن الوزارة قامت بحذف بعض الوحدات المهمة من المنهج الدراسي والذي سيسبب صعوبات كبيرة لدى المدرس والطالب لأن ما حذف يرتبط بالمراحل الدراسية التالية . مشيرة إلى أن الطلبة يؤدون الامتحانات في أجواء غير آمنة كون الحالة الذهنية والنفسية للطلبة تأثرت سلباً بسبب الأوضاع غير المستقرة وأيضاً بسبب الاحتكاكات بين بعضهم البعض ما بين مؤيد و معارض للثورة ( بفعل انتماءات أسرهم) الأمر الذي خلق الكثير من التوترات والخصامات . من جهته يقول أحمد محمد نعمان ، رئيس قسم التوجيه بمنطقة التحرير بالعاصمة صنعاء أن الاحتجاجات أثرت على العملية التعليمية من خلال قصور في انتظام الدراسة وعدم استكمال المناهج الدراسية وضعف تحصيل الطلبة، وقال إن هناك مناطق توقفت فيها الدراسة تماماً إضافة إلى الإضرابات المتكررة من قبل المعلمين والمعلمات، مشيراً إلى أن تلك الأحداث جعلت بعض أولياء الأمور يمنعون أبناءهم من حضور المدارس خوفاً عليهم وبعض الأسر سافرت إلى القرى أو خارج الوطن . وأشار إلى أسباب أخرى غير الاحتجاجات ، والتي تتمثل في عدم صرف الدولة لحقوق المعلمين والموجهين بعضها من عام 2006 مثل طبيعة العمل ويرجع إلى وزارة التربية والتعليم التي تماطل وتستهتر بحقوق العاملين لديها وغيرها من حقوق صدر بها أحكام قضائية . وكان وزير التربية والتعليم عبدالسلام الجوفي قد قال إن الوزارة استكملت التجهيزات كافة لإنجاح سير الامتحانات، منها توفير الأجواء للطلاب لأداء امتحاناتهم في أجواء ملائمة بالتعاون مع الجهات الأمنية لإيجاد حلول جذرية ومناسبة للمراكز الامتحانية الواقعة في المناطق الساخنة نظراً للأزمة السياسية التي يمر بها اليمن مع استحداث مراكز امتحانية للطلاب النازحين . وقال: “لقد تم تشكيل غرف عمليات في الوزارة ومكاتبها بمختلف المدن اليمنية لمعالجة أية إشكاليات قد تتعرض لها العملية الإمتحانية في أي منطقة وبأسرع وقت ممكن، مع الاستعانة بوسائل النقل الجوي لإيصال الوثائق الامتحانية للمناطق التي تشهد أعمال تخريب لضمان سلامتها . وأوضح أن الوزارة عملت على تنظيم آليات وإجراءات وضوابط توفير وتقديم تسهيلات أداء طلاب الشهادة العامة “أساسي، ثانوي” في مراكز امتحانية بديلة في إطار المحيط الجغرافي لمناطق النزوح أو الانتقال، هي محافظات “أبين، الجوف، العاصمة صنعاء، تعز” هي المشمولة بتسهيلات قرار فتح مراكز لجميع الطلاب النازحين أو المنقولين إلى مديريات ومحافظات أخرى .