ازدادت معانات السكان في اليمن مع استمرار انقطاع خدمات الكهرباء بشكل كلي عن غالبية المناطق واختفاء الوقود وارتفاع اسعاره عشرة اضعاف سعره الرسمي ، للمرة الاولى منذ بداية الاحتجاجات المطالبة برحيل الرئيس علي عبدالله صالح عن الحكم . المعارضة وجهت اتهامها لاقارب الرئيس صالح الذين يسيطرون على عدة وحدات في الجيش والامن بقطع خدمات الكهرباء ومنع قاطرات نقل الوقود من الوصول الى المدن الرئيسية ؛ وقالت ان القوات الواقعة تحت امرة هؤلاء تحتجز اكثر من اربعين ناقلة وقود في مداخل العاصمة وان الهدف هو معاقبة السكان بسبب موقفهم الداعم للمعارضين. وقال سكان في صنعاء واب ومناطق ريفية متعددة اتصل بهم "البيان " ان خدمة الكهرباء تقتصر على ساعتين في اليوم الواحد وان سعر اللتر الواحد من البترول في السوق السوداء قد ارتفع امس الى ستمائة ريال في العاصمة والى سبعمائة وخمسين ريالا في مدينة الحديدة الساحلية ومحافظة حجة ، وان محطات البنزين في معظم المدن اغلقت لعدم تزويدها بالكميات المعتادة من الوقود من قبل شركة النفط الحكومية التي تحتكر استيراد البترول والديزل والغاز . وتشتد المعاناة لدى الاسر التي يؤدي ابناؤها اختبارات نهاية مرحلة التعليم الاساسي والثانوية العامة حيث اضطرت بعضها لبيع ما تملك لشراء مولد كهرباء وبترول بسعر السوق السوداء لتوفير جو مناسب يساعد هؤلاء على المذاكرة. ولا تقتصر ماساة هؤلاء على انقطاع الكهرباء فقط ولكنها ايضا تمتد الى اجور الانتقال الى المراكز الاختبارية حيث ارتفعت اسعار المواصلات في المدن اربعة اضعاف بسبب انعدام الوقود فيما كانت الزيادة في الارياف أكثر من ذلك. السلطات من جهتها تتهم احزاب المعارضة بمهاجمة ابراج الكهرباء وتفجير انبوب النفط في محافظة مارب ومنع اصلاحه ، وقالت ان ذلك تسبب في عجز كبير في الطاقة وصل الى 400 ميجا ،كما اوقف تصدير نحو نصف انتاج البلاد من النفط الخام وهي اتهامات تنفيها المعارضة وتقول انها تمتلك ادلة دامغة على ان اقارب الرئيس يقفون وراء هذه الازمة .... السلطات اتهمت ايضا ملاك محطات البنزين بالمشاركة في ازمة الوقود من خلال قيامهم باخفاء مادتي البترول والديزل وبيعها في السوق السوداء باسعار خياليه. وقال مسئول رفيع في وزارة التجارة والصناعة ل" البيان "سنقوم باصدار بطاقات تموينية لمالكي السيارات واعطاء كل سيارة اربعون لترا في كل يومين بهدف مواجهة السوق السوداء التي اتسع نطاقها وتسببت في هذه الازمة حيث يقوم مالكو المحطات ببيع كميات كبيرة من مخصصاتهم في السوق السوداء. واضاف : تم ضبط عدد من ملاك المحطات المخالفين واغلاق عدد من المحطات الت تلابت بالكميات المسلمة لها واحيل هؤلاء الى النيابة لاتخاذ الاجراءات القانونية بحقهم ، وسنستمر في حملتنا الى حين القضاء على هذه الظاهرة. من جهتهم قال مالكو سيارات في العاصمة اليمنية ل" البيان" ان عددا من التجار قد انخرطوا في بيع البترول والديزل في السوق السوداء حيث يقوم هؤلاء بشراء البرميل عبوة مائتي لتر من البترول بخمسة عشر الف ريال ثم يقومون ببيعه مائة وعشرون الف ريال . وحسب هؤلاء فان عدد من محطات بيع الوقود تقوم ببيع كميات محدودة من البترول والديزل الذي تحصل عليه من شركة النفط ثم تقوم ببيع الكمية الاكبر منها في السوق السوداء ، وان ضعف اجهزة الدولة حال دون ملاحقة هؤلاء او اجبارهم على بيع كامل الكمية بالسعر الرسمي. وقد القت الازمة الانسانية بظلالها على المستشفيات العامة تحديدا حيث تعاني من انعدام مادة الديزل لتشغيل مولدات الكهرباء ما جعل بعضهم يغلق غرف العمليات واجهزة الغسيل الكلوي.