أصيبت الحركة في محافظة إب وسط اليمن اليوم السبت بشلل شبه تام بسبب أزمة الوقود الخانقة التي تشهدها المحافظات اليمنية، ما اضطر سائقي المركبات والشاحنات لتنظيم وقفة احتجاجية بسياراتهم أمام مبنى المحافظة صباح اليوم السبت. وتوقفت معظم وسائل النقل في مدينة إب مثل غيرها من المدن اليمنية، بسبب انعدام البنزين والديزل، بينما ازدهرت مبيعات المشتقات النفطية في السوق السوداء لتصل أسعارها إلى أربعة أمثال. ووصل سعر العشرين لتراً من البنزين (دبة) إلى ستة آلاف ريال، بينما سعره الأصلي 1500، ويبيعه أشخاص في الشوارع وبالقرب من محطات بيع البترول، بينما يتهم مواطنون ملاك بعض المحطات بالتحايل لبيعه بأسعار مضاعفة. وبحسب بعض السكان فإن بعض المحطات الخاصة تفتح بعد منتصف الليل لتزويد البائعين في السوق السوداء بالبنزين. وتشهد المحطات التابعة لشركة النفط التي أصبحت الملاذ الوحيد للمستهلكين زحاماً غير معهودة. ويقول أحمد وهو موظف بإحدى تلك المحطات إن الطوابير من السيارات التي تتكدس أمام المحطة التي يعمل بها "منظر يشاهده لأول مرة" منذ التحاقه بالعمل قبل نحو عشر سنوات. لكن كثيراً من تلك السيارات لا تحصل على الوقود رغم ذلك إلا بعد مضي 24 ساعة على الأقل من الانتظار. وتضاعفت أسعار النقل داخل المدينة وإلى القرى والمدن المجاورة بسبب الأزمة، ولجوء كثير من السائقين إلى السوق السوداء لتزويد سياراتهم بالوقود. وأعلنت السلطات الحكومية قبل أسبوعين أنها حصلت على ثلاثة ملايين برميل من النفط كهبة من المملكة العربية السعودية، وأن الشحنات تصل تباعاً إلى اليمن، لكن ثمار تلك "الهبة" لم ترى حتى الآن. وتتفاقم الأوضاع أيضاً مع الانقطاعات المستمرة للتيار الكهربائي الذي يصل في بعض الأحيان إلى نحو عشرين ساعة في اليوم، بينما تحول أزمة الوقود في تشغيل مولدات الكهرباء الصغيرة.
وأغلقت كثير من المحال التي تعتمد على الكهرباء، كمقاهي الإنترنت، أبوابها بسبب ذلك. ومنذ أيام، شوهد الكثيرون يركبون درجات هوائية تعبيراً عن تكيفهم على الأزمة وتخليهم عن سيارتهم، كما يفضل كثيرون المشي خاصة في المشاوير القصيرة والمتوسطة بدلاً من ركوب سيارة.