ما إن يخيم الظلام فيبدأ مؤيدو صالح بمدينة ذمارجنوب العاصمة صنعاء، بإطلاق الالعاب النارية من كل مكان و من اسطح منازل اشخاص يقولون بأن صالح سيعود ، حيث يشاهدها سكان المدينة تنطلق كقذائف مشتعلة ويستمر احتفالهم الى اوقات متأخر من الليل وتستمر كل يوم. ولم يقتصر المشهد على مئات من انصار حزب المؤتمر والذين باتوا يعرفون بالمدينة باسم بلاطجة النظام الحاكم. فبحسب رواية شهود عيان شوهد قواعد لأطلاق الالعاب النارية في منطقة هران الجبل المطل على المدينة بالقرب من مواقع تتمركز فيها قوات عسكرية . يرافقها خروج للمئات من مؤيدي الرئيس اليمني (علي عبدالله صالح) في مسيرة احتفالية اخرها ظهوره للمرة الثانية على التلفزيون بعد غياب طال اسابيع لتلقي العلاج عقب استهداف مقرة الرئاسي وتضارب الانباء عن وضعة الصحي. وقد اكتفى انصار صالح بطلاق الالعاب النارية في سماء المدينة خلافا للخميس الماضي ، الذي اصيب فيه 12 مواطن بإصابات خطرة جراء اطلاق مؤيدي صالح للرصاص بكثافة وافادت مصادر طبية ان الاصابات توزعت بين الرأس والكتف والرقبة. وقال العزي مراني من مؤيدي الرئيس "توجيهات من قيادة المؤتمر منعت استخدام الرصاص في احتفالهم والاكتفاء بالألعاب النارية فقط" وتشهد المدينة منذ ظهور صالح على التلفزيون اطلاق الرصاص والألعاب النارية كل يوم . ويبدي مناوئي صالح ومنهم المعتصمين انزعاجا من اصوات الالعاب النارية التي يطلقها انصار صالح بكثافة واصواتها القوية. ويقول اهالي من سكان المدينة ( نعيش ايام من القلق والتوتر بسبب الرصاص والالعاب النارية التي تطلق طوال الليل منذ ظهور صالح على شاشة التلفزيون). وتتواصل احتفالات انصار صالح كما انها ليست تعبيرا بفرحة ظهوره على الشاشة بقدر ما تؤكد أن اقرباء صالح والمسيطرون على قيادة الجيش بأن لهم القدرة على صناعة الحروب وادخال اليمن في سنين عجاف. ويؤكد ذلك احتفالاتهم العنيفة التي يستخدمون فيها الرصاص والالعاب النارية كوسيلة تعبر عن حبهم لنظام يصنف كواحد من الانظمة الدكتاتورية في الشرق الاوسط. يظهر مؤيدي "صالح" كدما متحركة يسيرها اقربائه على رائسهم نجلة "أحمد" مستغلا لعواطف البسطاء. إذ ليس لهم الا ان يحتفوا بظهوره على الشاشة فليس من شانهم الحديث عن ما تخفية اسرار ساسة النظام وخفايا دار الرئاسة . عليهم فقط العب بالنار وعدم التطلع لكشف الحقيقة عن حادث اصاب رئيسهم من بين أقربائه العسكريون ومن يقف ورأى حادث يصفونه بالإجرامي على استحياء. ولم يكترث انصار الرئيس "صالح" للأوضاع المعيشية السيئة التي لم تفرق بين مؤيد ومعارض يواصل انصاره فرحتهم بمشاهدة رئيسهم على الشاشة واقامة الاحتفالات وان كلفتهم مبالغ كبيرة لشراء الالعاب النارية. ينفق مؤيدي صالح عشرات الملايين يوميا من أجل شراء الألعاب النارية التي يلهون بها حبا في رئيسهم ولعدم وجود احصائيات مؤكدة لم يتسنى الحصول على حجم الانفاق المهدور. وعلى الرغم من الازمة المادية التي يعاني منها المواطنين يبقى السؤل مطروحا من أين ينفق انصار صالح المال على شراء الالعاب النارية . يتهرب بعض اعضاء حزب المؤتمر ( المؤيدون لصالح يؤثرون بحبهم للرئيس ويشترون الالعاب النارية من مالهم الخاص ) ، غير أن مصادر أكدت ل " التغيير " قيادات تتبع حزب المؤتمر تقوم بتوزيعها على المؤيدين وكانت في السابق قد وزعت اسلحة وذخيرة لا عضاء المؤتمر". وشهدت الالعاب النارية سوقا مزدهرا يجني من خلاله الباعة دخلا وافرا بسبب الاقبال الكبير عليها من انصار "صالح " فلم يعد بيعها محصورا في سوق السلاح إذ تباع في عدة اماكن وانتشرت في البقالات ومحلات المواد الغذائية والبسطات في الشوارع وبأسعار باهظة. وعبر علي مثنى صاحب بسطة لبيع الالعاب النارية عن فرحته بصالح كونه ( يلاقي دخلا مدرا من هذه المواد التي يبيعها ) . مصدر أمني يتحدث عن الاجراءات التي كانت تتخذها السلطات الامنية سابقا حيث يفيد بانها الى وقت قريب كانت ممنوعه "تقوم سلطات الامن بالقبض على تجارها وإحالتهم إلى المحاكمة بسبب الازعاج والفوضى التي تسببها والمخاطر التي تنجم عنها بالإضافة الى انها تدخل الى اليمن بطريقة غير مشروعه " ويضيف ان تلك الاجراءات توقفت هذه الايام بسب احتفال مؤيدي الرئيس بسلامته.. وان الامن هذه الايام لا يسئل أحد خاصة فيما يتعلق بحب الناس للرئيس علي عبدالله صالح. ولم تشهد اسواق الالعاب النارية ازدهارا مثل ما تلاقيه هذه الايام ففي الماضي لم تكن تستخدم الا بصورة قليلة و في بعض المناسبات والاعراس وتقوم الاجهزة الامنية بملاحقة من يستخدمها ويدفع غرامات مالية تأديبية للتسبب الازعاج والفوضى . يحكي شاب قصته مع الالعاب النارية يوم زفافة " جاء طقم من الامن بعد سماع اصوات الالعاب النارية واخذوا ابي و2 من اخواني واحتجزوهم في السجن مدة يوم كامل ولم يتم الافراج عنهم الا بتعهد بعدم استخدمها مرة اخرى ودفعت غرامة مالية 50000ريال". ويتزامن دخول المفرقعات والالعاب النارية بكميات كبيرة الى الاسواق اليمنية مع احتفالات لانصار الرئيس صالح في اليمن . يقول تاجر يمني "يتم استيرادها من الصين ويستثمر فيها تجار نافذين لهم صله بقيادات في وزارة الداخلية كما رفض أعطى التفاصيل بسبب ما اسمه "سطوة رجال الامن" . ويشكو سكان محليون من الاصوات القوية التي تصدرها اثناء انفجارها الشديد وتعد مصدر قلق لحياة الكثير من أهالي المدينة الذين باتوا لا يطيقون وضعهم المعيشي السيئ . وتسببت في أيجاد حالة من الخوف والرعب خاصة بين الاطفال والنساء بالإضافة الى الروائح الكريهة المصاحبة وتنتشرا في أجواء المدينة روائح البارود ومواد دخانية منبعثة جراء اشعالها بكميات كبيرة، ويتخوف السكان من حدوث أضرار صحية وحروق في الوجه والعين وحالة اختناق لما تحتويه من مواد انفجارية وتحذر تقارير طبية من الاضرار التي تحدثها هذه المواد وما تسببه من خطورة على حياة الاطفال. وتقول إن الشرر أو الضوء والحرارة الناجمة عن استخدام المفرقعات، كل ذلك يعد سببا رئيسيا للإضرار بالجسم، خاصة منطقة العين الحساسة، والرماد الناتج عن عملية الاحتراق يضر بالجلد والعين إذا ما تعرض له الطفل بشكل مباشر، حيث تصاب العين بحروق في الجفن والملتحمة وتمزق في الجفن أو دخول أجسام غريبة في العين أو انفصال في الشبكية وقد يؤدي الأمر إلى فقدان كلي للعين. كما تعتبر الألعاب النارية من أسباب التلوث الكيميائي وكلاهما أخطر من الآخر، فالرائحة المنبعثة من احتراق هذه الألعاب تؤدي إلى العديد من الأضرار الجسيمة، هذا بالإضافة إلى الأضرار الكارثية التي قد تنتج عن انفجار الألعاب النارية إذا كانت مخزنة بطريقة خاطئة. وبالقرب من الوضع السياسي ، لازالت سيطرة أقرباء صالح على الجيش والثروة برغم من تضاءل شعبيته عائقا امام الثوار في تحقيق مطالبهم. ويحاول انصار صالح رفع أصواتهم نكاية بالمناوئين لنظامه والمطالبين برحيله منذ ستة اشهر, في محاولة لاستعراض القوة وبأن صالح لازال موجودا على المشهد السياسي وسيعود ليحكم البلاد وما حالته الصحية التي أخرجته عن العبة السياسية ليست الا حادث عرضي سيزول قريبا. وتستمر معاناة المواطنين مع بقاء قادة عسكريون يطوقون الخناق على حياة المواطنين بفرض ما يشبه حصار اقتصادي كعقاب جماعي" المشتقات النفطية والكهرباء والماء والمواد الغذائية " . وبدأ انصار صالح بتحضير لإحياء اليوم الذي صعد فيه صالح على راس السلطة في 17 يوليو 1978م.