خيم التوتر على العاصمة اليمنية صنعاء بعد المواجهات العنيفة بين رجال القبائل المؤيدين للمعارضة وقوات الحرس الجمهوري في مديرية أرحب على مشارف صنعاء والتي خلفت 40 قتيلا، حيث انتشرت الآليات المدرعة والدبابات في محيط ساحة الاعتصام بجامعة العاصمة خشية اقتحامها من قبل انصار الرئيس علي عبد الله صالح، فيما اقيمت المتاريس وحفرت الخنادق امام منزل زعيم للمعارضة. ولوحظ انتشار كثيف امس للدبابات والعربات المدرعة في الشوارع المحيطة بساحة الاعتصام بجامعة العاصمة صنعاء وحتى المنطقة القريبة من منزل القائم باعمال الرئاسة عبد ربه منصور هادي في شارع الستين الذي تقام فيه صلاة المعارضة في كل يوم جمعة. كما استحدثت متاريس ترابية ضخمة بالقرب من مبنى جامعة صنعاء القديمة وفي شارع الزراعة القريب من مجلس الوزراء وفي شارع الستين، في حين اتخذت العربات المدرعة وضعا قتاليا. مخطط للاقتحام وقال ناشطون ل«البيان»: «كانت لدينا معلومات موثقة عن مخطط لبلطجية الحزب الحاكم لاقتحام الساحة بالقوة وتحت غطاء ان سكان الحي يشتكون من المضايقات التي سببها لهم الاعتصام المستمر منذ ستة أشهر»، مضيفين ان الامر «استدعى نزول عدد كبير من افراد قوات الفرقة الاولى مدرع التي يقودها اللواء علي محسن الاحمر الذي انشق عن الحكم واسندت هذه القوات بالعربات المدرعة». كما ذكر سكان في حي الحصبة، الذي كان مسرحا للمواجهات بين قوات الجيش المولية لصالح واتباع زعيم قبيلة حاشد الشيخ صادق الاحمر، انهم «تلقوا اخطارات باخلاء المنازل كما طلب من الباعة المتجولين مغادرة الحي بعد انباء عن امكانية انفجار الوضع من جديد على خلفية المواجهات العنيفة التي وقعت في مديرية ارحب على مشارف العاصمة». متاريس وخنادق وقال هؤلاء ل«البيان» ان المتاريس «عادت من جديد الى الحي المدمر جراء المواجهات»، وان «اتباع الاحمر قاموا بحفر عدة خنادق في المنطقة المحيطة بمنزل زعيم القبيلة استعدادا لجولة جديدة من المواجهات». وكانت «اللجنة التنظيمية للثورة» اصدرت بيانا قالت فيه: «نحذر من المؤامرات التي يحيكها بقايا النظام العائلي ومليشياته المسلحة ونحمل رموز النظام الذين وضعوا انفسهم غطاء لاضفاء الشرعية المزعومة لبقايا النظام العائلي في ممارسة العنف والقتل الممنهجين ونحملهم كافة المسؤولية القانونية عن اي اعتداء قد يطال الثوار السلميين ونؤكد ان يد العدالة ستطالهم»، على حد تعبير البيان. وطالبت اللجنة المجتمع الدولي «عبر هيئاته الدولية ممثلة بمجلس الامن والامانة العامة للامم المتحدة بان يتحملوا مسؤولياتهم الاخلاقية والانسانية بايقاف ما يخطط له بقايا نظام صالح من الاقدام على تنفيذ جرائم إبادة جماعية بحق المعتصمين»، على حد وصفها. 40 قتيلاً وأسفرت الاشتباكات التي اندلعت بين العناصر القبلية وقوات الحرس الجمهوري الليلة قبل الماضية عن سقوط أربعين قتيلا. وقالت وزارة الدفاع اليمنية عبر موقعها الإلكتروني إن «جماعات مسلحة هاجمت موقعا للجيش 40 كيلومترا شمال شرقي العاصمة صنعاء». ونقل التليفزيون اليمني عن مسؤول عسكري في محافظة أرحب القول إن «17 جنديا لقوا حتفهم، فيما أسقطت القوات ما لا يقل عن 23 قبليا». وألقت وزارة الدفاع اليمنية باللائمة في الهجوم على أحزاب المعارضة و«اللقاء المشترك» ووحدات انشقت عن الجيش. بدوره، صرح الزعيم القبلي حميد عاصم في وقت متأخر اول من أمس إن اتباعه اشتبكوا مع قوات حكومية، ما أدى إلى مقتل ثمانية من مؤيديه.