ندد وزير الخارجية البريطاني، ويليام هيغ، بالحملة العسكرية التي ينفذها الجيش السوري لسحق احتجاجات مطالبة بالديمقراطية، في مدينة "حماة"، وأسفرت عن مقتل 41 شخصاً، ضمن 61 شخصاً قتلوا، الأحد، في مواجهات بين محتجين مناهضين للحكومة، وقوات الأمن في أنحاء مختلفة من البلاد. وانتقد هيغ اقتحام قوات الجيش السوري المدعوم بالدبابات لحماة، مضيفاً، : "الهجوم على ما يبدو جزءا من جهود منسقة في عدد من البلدات في سوريا لردع الشعب السوري من الاحتجاج قبيل شهر رمضان، والهجمات مثيرة للصدمة كونها عشية الشهر المبارك." وتابع في بيان "الرئيس بشار (الأسد) مخطئ إن كان يعتقد بأن القمع والقوة العسكرية سينهيان الأزمة في بلاده." ودعا وزير الخارجية البريطانية الحكومة السورية لإنهاء هذه الاعتداءات، التي وصفها بأنها غير مبررة، فوراً. ويأتي الانتقاد البريطاني إثر أشارة منظمات حقوقية إلى مصرع ما لا يقل عن 61 شخصاً، وإصابة ما يزيد عن المائة، بأنحاء مختلفة في سوريا، الأحد، في مواجهات بين محتجين وقوات الأمن السورية التي تحاول قمع احتجاجات مناهضة للرئيس، بشار الأسد. وذكر "المرصد السوري لحقوق الإنسان" لCNN، أن 41 شخصاً قتلوا في "حماة"، بحملة شنها الجيش السوري على المدينة، فجر الأحد، بالإضافة إلى 13 شخصاً لقوا مصرعهم في مدينة "دير الزور" المجاورة، علاوة على ثلاثة آخرين قضوا في محافظة "درعا." وفي الأثناء، ذكرت "لجان التنسيق المحلية السورية" أن حشودا من السكان خرجوا إلى شوارع "حماة" في محاولة لسد الطرقات أمام دبابات الجيش، التي اقتحمت المدينة، فجر الأحد، مما أدى لإصابة أكثر من مائة بجراح. قال عمر الحبال، عضو ب"لجان التنسيق المحلية السورية"، إن الدبابات التي اقتحمت "حماة" قوبلت بمقاومة شرسة من قبل السكان، مضيفاً: "المدينة برمتها قررت المقاومة بالحجارة، وليس السلاح.. الجيش إما أن ينضم إلى الاحتجاجات أو يغادرها." ودوت أصوات إطلاق النار لساعات في أرجاء المدينة، وارتفعت في بعض نواحيها سحب دخان أسود كثيف، قال السكان إنه ناجم عن القصف. وأضاف الحبال: "مكبرات المساجد تبث التكبيرات منذ الصباح.. وجميع من في الشارع يرددون شعارات" الشعب والجيش يد واحدة" ونقل شهود أن سكان المنطقة دخلوا في حوار مع القوات الحكومية، وقف على إثرها المحتجون فوق الدبابات وهم يهللون "سوريا توحدت." ويذكر أن CNN لا يمكنها التأكد بشكل مستقل عن هذه التقارير. ومن جانبها، نقلت وكالة الأنباء السورية، سانا، أن جنديين لقيا مصرعهما برصاص "مجموعات مسلحة" في حماة قامت بإحراق مراكز الشرطة والاعتداء على الممتلكات وأقامت الحواجز والمتاريس وأشعلت الإطارات في مداخل وشوارع المدينة. وأوردت الوكالة الرسمية أن "مجموعات مسلحة" تتمركز حاليا على أسطح الأبنية الرئيسية في شوارع المدينة وهي تحمل أسلحة رشاشة وقاذفات "ار بي جي" وتقوم بإطلاق النيران المكثفة لترويع الأهالي. شهود: خمسة قتلى في "دير الزور" وفي الغضون، لقي خمسة أشخاص مصرعهم، السبت، برصاص القوات السورية في "دير الزور"، شرقي سوريا، كما تعرضت المدينة لقصف بالدبابات وذلك في سياق حملات عسكرية أطلقها نظام دمشق لإجتثاث انتفاضة شعبية مناهضة تجتاح البلاد منذ عدة أشهر. وقال اثنان من سكان المدينة، رفضا كشف هويتهما لأسباب أمنية، إن الضحايا قضوا نحبهم عندما ألقت قوات الأمن السورية بقنابل يدوية على المساكن وفتحت نيران أسلحتها على المحتجين. وذكرا بأن الدبابات قصفت منارات مسجدين بالمدينة، وقال أحدهما: "لا يمكننا التحرك في المنطقة فكل الضواحي محاصرة.. لا يريدون وضع نهاية لذلك حتى النيل منا جميعاً." ومن جانبها، قالت الحكومة السورية إن "مجموعات مسلحة" في دير الزور قامت بقطع بعض الطرق وإقامة حواجز في شوارع المدينة وترهيب المواطنين، وهاجمت قوات حفظ النظام ومقر شرطة النجدة وسرقت بعض الأسلحة والذخائر. وبحسب وكالة الأنباء الرسمية، سانا، تصدت القوات الحكومية لهذه "المجموعات المسلحة" وجرى تبادل لإطلاق النار، وتواصل قوات الأمن ملاحقة هذه العناصر، وتتعامل مع الوضع هناك بالطرق المناسبة. وتأتي التطورات بعد سقوط 23 قتيلاً، على الأقل، الجمعة، عندما تصدت قوات الأمن السورية بعنف لاحتجاجات مناوئة للنظام شهدتها أنحاء مختلفة من البلاد، تحت شعار "صمتكم يقتلنا"، وفق نشطاء. وتشهد سوريا منذ منتصف مارس/آذار الفائت احتجاجات شعبية للمطالبة بالديمقراطية تصدى لها نظام سوريا بحملة قمع دموية تغيرت على إثرها مطالب المحتجين إلى المطالبة بالإطاحة بنظام الرئيس، بشار الأسد، بعد 11 عاماً في السلطة. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنه، ومنذ اندلاع الانتفاضة، لقي 1513 مدنياً مصرعهم إلى جانب مقتل 367 من عناصر الأمن السوري، علماً أن الحصيلة لا تشمل ضحايا جمعة "صمتكم يقتلنا." ومن جانبها، قالت منظمة حقوقية أخرى إن لديها قرابة ثلاثة آلاف اسم لسوريين "مفقودين" منذ أشهر، بعد أن قبضت عليهم قوات الأمن خلال الاحتجاجات.