تمكنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر وجمعية الهلال الأحمر اليمني في الأسبوعين المنصرمين من الوصول إلى هذه محافظة أبين ووزعتا الحصص الغذائية على ما يزيد عن 17000 شخص من النازحين وسكان المحافظة. ويفر الكثير من السكان، لأول مرة منذ أشهر عدة من محافظة أبين إلى المحافظات المجاورة أو يسعون للانتقال إلى مناطق أكثر أماناً في محافظة أبين نفسها. وقال رئيس بعثة اللجنة الدولية في اليمن، السيد "إيريك ماركلي":" لا يزال الجزء الجنوبي من البلاد يشهد تصاعداً في انعدام الاستقرار، وستكون أولويتنا الرئيسية، الآن وقد تمكنّا أخيراً من الوصول إلى هذه المنطقة، ضمان حصول السكان على الأغذية التي يحتاجونها في أسرع وقت ممكن". وعملت اللجنة الدولية وموظفو الهلال الأحمر اليمني في الأيام القليلة الماضية، بالتعاون مع سكان المجتمعات المحلية على توزيع الحصص الغذائية على النازحين والمقيمين في زنجبار وجعار والبطايس والحصن في محافظة أبين. وتم منذ اندلاع القتال في شهر أيار/مايو توزيع المواد الغذائية والمستلزمات المنزلية على أكثر من 17500 نازح في محافظة لحج. وقال السيد "إيريك ماركلي":" انطلاقاً من واجب تأمين وصول المدنيين المتضررين من المواجهات المسلحة إلى الرعاية الصحية، قمنا مراراً بتذكير الجهات المشاركة في القتال بضرورة عدم التعرض لمرافق الرعاية الصحية والمدنيين الذين لا يشاركون في القتال". هذا وقد وفرت اللجنة الدولية خلال الأسبوعين الماضيين عشر مجموعات للإسعافات الأولية لفرع الهلال الأحمر اليمني في أبين، حيث تلقى أكثر من 70 شخصاً العلاج قبل أن ينقلوا إلى مرافق الرعاية الصحية. وأجرى طاقم جراحي تابع للجنة الدولية 23 عملية جراحية لجرحى أصيبوا بالأسلحة وقدم هبة تتألف من 22 مجموعة طبية وغيرها من اللوازم الطبية، بما في ذلك أمصال الحقن الوريدي وأدوية التخدير للعاملين في المجال الطبي في مستشفيات النقيب والجمهورية وابن خلدون، لمساعدتهم على معالجة العشرات من الإصابات. ونقل متطوعو الهلال الأحمر اليمني سبع جثث إلى مستشفى الرازي حتى يتسنى تسليمها لذويها ويتمكنون من دفنها وفق الأصول. وشهد الوضع في محافظة أبين تغيراً جذرياً في الأشهر القليلة الماضية. وقد أجبرت المواجهات المسلحة عشرات الآلاف من السكان على ترك منازلهم على عجل بحثاً عن أماكن آمنة. وستواصل اللجنة الدولية مراقبة الوضع عن كثب في جنوباليمن، وهي تبقى على أهبة الاستعداد لاتخاذ المزيد من الخطوات بالتعاون مع الهلال الأحمر اليمني.