علن الثوار الليبيون اليوم السبت إنهم تقدموا داخل مدينة سرت، مسقط رأس العقيد الليبي الهارب معمر القذافي، رغم المقاومة الشرسة التي تبديهها القوات الموالية للقذافي. ويقول الثوار الذين يبذلون قصارى جهدهم للسيطرة على آخر معاقل دعم القذافي، إنهم سيطروا على أكثر من سبعين بالمئة من سرت المطلة على ساحل البحر المتوسط، بحسب قناة "الجزيرة" الإخبارية. وقال أحد مقاتلي الثوار إنهم أتوا سرت كي يخلصوا أهلها من قمع كتائب القذافي، بينما رفع رفاقه أيديهم بعلامة النصر. وأضاف أن أعلام الثوار رفعت على عدد من مباني سرت التي كانت تحت سيطرة نظام القذافي. كانت قوات الثوار اضطرت للتقهقر من بعض أحياء المدينة أمس الجمعة، بعد أن استهدفتها كتائب القذافي بوابل من قذائف الهاون والصواريخ. وفي محاولة واضحة للتغلب على الموالين للقذافي، أعلن قادة قوات الثوار أنهم دفعوا بتعزيزات عسكرية لسرت، حيث يتمركز نحو ستة آلاف من مقاتلي المجلس الوطني الانتقالي بالفعل. وذكرت قناة "العربية" الإخبارية أن الكتائب الموالية للقذافي لا تزال صامدة في سرت ولا توجد أي بادرة تشير إلى إنهاء الحصار الذي يفرضه الثوار على المدينة منذ أسابيع في القريب العاجل. في الوقت نفسه تمكن الثوار من السيطرة على مطار سرت وتحركوا باتجاه وسط المدينة بحسب التقرير التلفزيوني. وتتمركز قوات القذافي بين المنازل، بينما ينتشر عشرات القناصة على الأسطح حسبما جاء في تقرير لقناة "العربية" نقلا عن الثوار. وفي بني وليد التي تبعد نحو 150 كلم جنوب شرقي العاصمة طرابلس، وجهت أوامر لقوات الثوار بالتراجع أيضا بعد التقدم في المحيط الصحراوي للمدينة. وذكرت تقارير غير مؤكدة أن تراجع الثوار حدث تمهيدا لقيام قوات الناتو بشن غارة على المنطقة التي يعتقد أن قوات القذافي تتحصن بها. ونقلت قناة "ليبيا الحرة" عن أسد الحموري أحد مقاتلي الثوار أثناء الانسحاب من بني وليد قوله نهم تلقوا تعليمات بالانسحاب، وأن الكثير من الصواريخ استهدفتهم وأنهم سيعودون مرة ثانية في وقت لاحق. ويبدو أن تراجع قوات الثوار أغرى موسى إبراهيم المتحدث باسم العقيد معمر القذافي، بأن يعلن اليوم السبت أن قوات القذافي لديها من العتاد ما يكفيها لمواصلة القتال شهورا. وقال إبراهيم لقناة "الرأي" التلفزيونية الليبية ومقرها سورية: " المعركة هي أبعد ما يكون عن النهاية، لدينا العدة والعتاد والسلاح ومنذ أن فهمنا المؤامرة جهزنا أنفسنا لحرب طويلة" وأضاف أن " كثيرا من المقاتلين المناهضين للقذافي قتلوا أو أسروا في بني وليد". وأضاف: "نطمئن الجميع إلى أن جبهات بني وليد وسرت، قوية رغم القصف الكثيف وغير المعقول من حلف شمال الأطلسي، على العوائل والمستشفيات والمدارس دون رحمة". وزعم المتحدث أن 354 مدنيا قتلوا خلال غارات الناتو على سرت أمس الجمعة. ولم يظهر القذافي علانية منذ استولى الثوار على طرابلس أواخر آب/أغسطس الماضي، رغم تأكيد الناطق باسمه مرارا أنه لا يزال في ليبيا.