الإنتربول يسلّم عُمان متهمًا يمنيًا بقضايا اختلاس وغسل أموال    ذمار تضيق على نسائها    المعبقي يكشف عن اجراءات نقل مقرات البنوك إلى عدن وكيف ستتعامل مع فروعها في مناطق سلطة صنعاء    الجيش الإسرائيلي: اعترضنا 95% من الصواريخ والمسيرات الإيرانية    صنعاء تعلن مبادرة فتح طريق عقبة القنذع بشبوع    عرس جماعي ل 58 عريسا وعروس في البيضاء    خيانة عظمى.. علي ناصر محمد يتباهى بمنع انضمام الجنوب لمجلس التعاون الخليجي    عمال قطاع S2 العقلة شبوة يهددون بوقف شحن النفط لكهرباء الرئيس ويحملون وزارة النفط المسئولية    من عدن إلى الضمير العالمي    تعادل إيجايي بين السهام والصحة في بطولة البراعم لأندية تعز    السيد القائد: عملياتنا مستمرة .. وحظر الملاحة مسيطر عليه بشكل تام    فعاليتان للإصلاحية المركزية ومركز الحجز الاحتياطي بإب بيوم الولاية    السيد القائد: مع كل الوحشية الإسرائيلية لا يزال في غزة صمود عظيم    ترتيبات لإنشاء محطتي كهرباء في اب بقدرة 5.5 ميجاوات    الموضوع الأهم من "وقف إطلاق النار" لترامب في الحرب بين إيران والكيان الصهيوني؟    جماعة الإخوان الوجه الحقيقي للفوضى والتطرف.. مقاولو خراب وتشييد مقابر    صنعاء .. اعلان نتيجة اختبارات الشهادة الأساسية    مناقشة تنفيذ مشروع شبكة الصرف الصحي في مدينة البيضاء    في ذكرى رحيل هشام باشراحيل.. حين قاوم القلم عسكرة الحياة المدنية    الصين تنشر قائمة ب20دولة قصفتها أمريكا خلال 80 عاما    تصريحات بلا أثر.. ومواطن يئن تحت وطأة الجوع والانهيار    سامسونغ Samsung تصنع أجهزة جوالات للتجسس الإسرائيلي لمنطقة الشرق الأوسط    من يومياتي في أمريكا .. هنا أموت كل يوم    شبوة أبتليت بجار السوء.. مأرب موطن القتلة والمجرمين وقاطعي الطرق    كوستاريكا تقلب الطاولة على الدومينيكان    اليوم نتائج الشهادة الاساسية وهذه طريقة الحصول على النتيجة    كيف تواجه الأمة الإسلامية واقعها اليوم (2)    شكر الله سعيكم.. نريد حكومة كفاءات    انهيار متواصل للريال اليمني.. أسعار الصرف تواصل التدهور في عدن    إصابة 3 مواطنين إثر 4 صواعق رعدية بوصاب السافل    الخطوط الجوية اليمنية... شريان وطن لا يحتمل الخلاف    مباراة تاريخية للهلال أمام ريال مدريد    الهلال السعودي يتعادل مع ريال مدريد في كأس العالم للأندية    الحوثي والرهان الخاسر    اشتداد حدة التوتر بين مسلحين قبليين ومليشيا الحوثي في ذمار    مليشيا الحوثي تختطف عريساً قبل يوم واحد من زفافه    الصبر مختبر العظمة    اعتقال صحفي في محافظة حضرموت    الفريق السامعي: ما يحدث ل"إيران" ليس النهاية ومن لم يستيقظ اليوم سيتفاجأ بالسقوط    مواطنون يشكون منع النقاط الامنية ادخال الغاز إلى غرب محافظة الضالع    كندة: «ابن النصابة» موجّه.. وعمرو أكبر الداعمين    لملس يزور الفنان المسرحي "قاسم عمر" ويُوجه بتحمل تكاليف علاجه    رسميا.. برشلونة يضم خوان جارسيا حتى 2031    الرهوي يناقش التحضيرات الجارية للمؤتمر الدولي الثالث للرسول الأعظم    مدارج الحب    لاعبو الأهلي تعرضوا للضرب والشتم من قبل ميسي وزملائه    شرب الشاي بعد الطعام يهدد صحتك!    الإمارات توضح موقفها من الحرب بين إيران وإسرائيل وتحذر من خطوات "غير محسوبة العواقب"    الصحة العالمية: اليمن الثانية إقليميا والخامسة عالميا في الإصابة بالكوليرا    من يومياتي في أمريكا .. بوح..!    حوادث السير تحصد حياة 33 شخصاً خلال النصف الأول من يونيو الجاري    استعدادًا لكأس الخليج.. الإعلان عن القائمة الأولية لمعسكر منتخب الشباب تحت 20 عاما    على خلفية أزمة اختلاط المياه.. إقالة نائب مدير مؤسسة المياه والصرف الصحي بعدن    طبيب يفند خرافات شائعة عن ورم البروستاتا الحميد    بالأدلة التجريبية.. إثبات وجود ذكاء جماعي لدى النمل!    صنعاء .. التربية والتعليم تعمم على المدارس الاهلية بشأن الرسوم الدراسية وعقود المعلمين وقيمة الكتب    وزير الصحة يترأس اجتماعا موسعا ويقر حزمة إجراءات لاحتواء الوضع الوبائ    اغتيال الشخصية!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الشيخ صغير بن عزيز: دعوة سعودية للفرقاء اليمنيين إلى مكة المكرمة قد تؤدي إلى حلحلة الأوضاع

سطع نجم الشيخ صغير بن عزيز الذي يعد من أبرز مشايخ قبيلة سفيان (بكيل) القوية شمال صنعاء، أثناء المواجهات الشرسة التي خاضها ضد الحوثيين في منطقته رغم قلة العدد والعدة أثناء الحرب السادسة. يرى أن عناصر قوة الحوثيين تتمثل في الجهل المتفشي في المناطق التي يسيطرون عليها، وأن عناصر ضعفهم تتمثل في أنهم ليسوا فريقا واحدا كما يبدو، فمنهم «المدانيون» أتباع يوسف المداني، ومنهم القبليون، بالإضافة إلى خلافات داخل الأسرة الحوثية نفسها، حسب قوله.
واليوم يقف بن عزيز بقوة إلى جانب الرئيس اليمني علي عبد الله صالح في مواجهة خصومه السياسيين في أحزاب اللقاء المشترك، والمسلحين القبليين من أتباع الشيخ صادق الأحمر، بالإضافة إلى قوات الفرقة الأولى مدرع بقيادة اللواء علي محسن الأحمر. يخوض كذلك مواجهات مسلحة شمال صنعاء في منطقة صوفان ضد المسلحين الموالين لشيخ قبيلة حاشد صادق الأحمر الذي يتهمه بن عزيز بأنه خرج على طريقة والده الراحل عبد الله بن حشين الأحمر. وفي الوقت الذي يؤيد بن عزيز مطالب الشباب في التغيير فإنه يرى أن ما يجري في اليمن هو محاولة انقلاب على «الشرعية الدستورية» ممثلة في الرئيس اليمني، على حد قوله، ويرى أن أحزاب اللقاء المشترك ومن معها سرقوا «ثورة الشباب» في اليمن، بعد أن حولوها إلى صراع على مصالح شخصية مع النظام. ويعتقد بن عزيز أن دعوة سعودية للفرقاء اليمنيين إلى مكة المكرمة قد تؤدي إلى حلحلة الأوضاع المعقدة في البلاد. وإلى نص الحوار:
*شيخ صغير بن عزيز، لماذا اتخذت موقفا مؤيدا للرئيس صالح؟ وما الدواعي السياسية والشخصية لهذا التأييد؟
- نحن مع الشباب في طموحهم في التغيير إلى الأفضل، والتغيير سنة الحياة، ولكن دون فوضى أو عنف، وكان يمكن أن يحقق الشباب الشيء الكثير من مطالبهم لولا أن الأحزاب وبعض المستغلين ضيعوا مطالب الشباب بانضمامهم إليهم. نحن نكنّ لفخامة الرئيس علي عبد الله صالح كل التقدير والاحترام، ومثلي مثل أغلب الشعب اليمني نقدر للرئيس ما حققه من إنجازات تنموية وديمقراطية، ولكن الأساس في موقفي هو قضية وطن وشعب وقضية شرعية دستورية، نحن نؤيد الشرعية الدستورية الممثلة في فخامة الرئيس حفظه الله، ونؤيد التبادل السلمي للسلطة بالطرق المشروعة وفقا للدستور والقانون.
* وماذا عن بقية قبائل سفيان؟ أين يتجه دعمها؟ هل هي مع الحوثيين أم مع ثورة الشباب أم مع الجانب الحكومي؟
- بالنسبة لقبائل سفيان أغلبها كذلك مؤيد للشرعية الدستورية، وهناك بعض من غرر بهم من قبل المتمرد الحوثي وأتباعه، وهم حاليا جزء لا يتجزأ من المنقلبين على الشرعية الدستورية، أما الشباب المغلوب على أمرهم فقد خابت آمالهم وتحطمت طموحاتهم على صخرة الشخصيات المشيخية والعسكرية ورجال المال الذين نهبوا ثروات البلاد طوال العقود الماضية، والذين وجدوا الفرصة السانحة للهروب إلى ساحات الاعتصام أملا في مستقبل يحميهم ويحمي فسادهم تحت مظلة طموحات الشباب.. عموما، الخارجون على الشرعية الدستورية من قبيلة سفيان هم قلة.
* أنت على علاقة طيبة بكل من الرئيس اليمني واللواء علي محسن الأحمر. هل كنت في وضع حرج إزاء من تمنحه تأييدك في الأحداث الحالية؟
- علاقتي بكل من فخامة رئيس الجمهورية واللواء علي محسن علاقة طيبة يسودها التقدير والاحترام، وكان تعاملي مع اللواء علي محسن أكثر بحكم مسؤوليته المباشرة في المنطقة، ولم أجد حرجا في أن أقف إلى جانب الشرعية الدستورية الممثلة في فخامة رئيس الجمهورية أولا. إن القضية قضية وطن وأمن واستقرار، ولن يتحقق أمن واستقرار البلاد بالانقلابات، ثانيا أنا مقتنع بأن الخروج على طاعة ولي الأمر لا يجوز. ثالثا لأن علي عبد الله صالح نعرفه ويعرفه كل الشعب اليمني بطيبة قلبه وعفوه وتسامحه، ولا يزال هو الخيار الأوحد للسواد الأعظم من أبناء الشعب اليمني الذي يعشق السلام ويجد في علي عبد الله صالح رجل السلام.
* ما حقيقة المواجهات الدائرة بين مقاتليك من جهة ومقاتلي الشيخ الأحمر من جهة أخرى في منطقة صوفان شمال صنعاء؟
- حقيقة المواجهات بيننا وبين الخارجين على الشرعية الدستورية أن أولاد الشيخ عبد الله حسين الأحمر رحمه الله وعصابتهم قاموا بمضايقتنا بسبب مواقفنا المؤيدة للشرعية الدستورية والمؤيدة للحفاظ على الأمن والاستقرار، فاشتروا منازل جديدة بجوار منازلنا واستحدثوا متاريس وقاموا بحفر الخنادق وبناء المتاريس وقطع شوارع حول منازلنا، وطلبنا منهم عدم عمل ذلك كوننا حريصين على عدم المواجهة معهم بسبب ما كان بيننا وبينهم من علاقة طيبة، وكذلك ما كان بين والدنا الشيخ حمود عزيز حفظه الله ورعاه ووالدهم من علاقة وفاء وصداقة عمر، وكذلك لعلاقة الأبوة والبنوة التي نشأت بيني وبين الشيخ عبد الله رحمه الله، ولكنهم أصروا واستكبروا واستمروا في أعمالهم التخريبية حتى ضايقونا وضايقوا سكان المنطقة المجاورين لنا ولهم، وعندما منعناهم اعتدوا على منازلنا وتعاون معهم في ذلك الاعتداء الفرقة الأولى مدرع المنشقة وميليشيات حزب الإخوان المسلمين (الإصلاح)، واستخدموا في ذلك الاعتداء كل أنواع الأسلحة.
* كان لك دور بارز في مقارعة النفوذ الحوثي في مناطق سفيان. كيف تنظر إلى تمدد هذا النفوذ حاليا؟ وهل وقوف الكثير من سفيان مع الحوثيين نابع من قناعة بمبادئهم، أم أن الأمر لا يعدو كونه نوعا من التكتيك لمواجهة نفوذ أولاد الشيخ الأحمر في عمران وما حولها؟
- نحن بذلنا كل ما بوسعنا في مقاتلة الحوثي وأتباعه، وذلك عن قناعة، فالحوثي وأفكاره وكل أعماله تتنافى مع كل تعاليم الدين الحنيف، وكنا بفضل من الله قد حققنا انتصارات لا بأس بها، ولكن بسبب تخاذل بعض القيادات وبعض المشايخ كنا في المواجهة وحدنا، وتعاون بعض أولاد الشيخ عبد الله الأحمر رحمه الله مع الحوثي ضدنا، حتى إنهم أقنعوا البعض من سفيان بالتخلي عنا، وجزء بسيط من قبائل سفيان كانوا قد انجروا مع الحوثي وأفكاره عن قناعة بسبب الجهل، أما الآن فقد أصبح أولاد الشيخ عبد الله الأحمر رحمه الله والحوثي فريقا واحدا، والكل يعرف ذلك، بل إن أولاد الشيخ عبد الله الأحمر أحضروا مقاتلين من أتباع الحوثي لمواجهتنا، أما نفوذ أولاد الشيخ عبد الله الأحمر فلم يبقَ لهم نفوذ حتى بين قبيلة حاشد التي يكنّ لها الجميع التقدير والاحترام، بسبب تخبط أولاد الشيخ عبد الله الأحمر رحمه الله لعدم المضي في نهج والدهم، وبسبب غطرستهم وتكبرهم وتعاليهم على الناس، أما سبب تمدد نفوذ الحوثي فقد ساعد على ذلك ما يجري من أحداث في اليمن ومن اختلافات وانقلابات على الشرعية الدستورية، والخاسر في هذا كله الشعب اليمني، خصوصا المجاورين له عامة، فالحوثي لديه مشروع سيضر بالشعب اليمني والجزيرة العربية، وبدل أن نقف ضده جميعا احتضنه أصحاب المصالح الشخصية والحاقدون من أجل مصالحهم، مفرطين بذلك في مصالح الشعب اليمني وجيرانه.
*ما نقاط قوة الحوثيين وما نقاط ضعفهم حسب رأيك كمحارب قارعهم في السنوات الماضية؟ وهل برأيك يؤيد الحوثيون ثورة الشباب؟
- نقاط قوة الحوثيين: أولا الجهل المتفشي في بعض مناطق اليمن، ثانيا عدم توحد الجهود لمقارعة الحوثيين، ثالثا عدم محاربة الفكر الضال بالفكر الصحيح، رابعا عدم الاهتمام بالشباب، خامسا استمرار الأزمة الحالية في اليمن ستزيد من قوة الحوثي ونفوذه.. أما نقاط ضعفهم فتتمثل في: أولا وجود أكثر من تيار داخل التمرد الحوثي مثل المدانيين، وهم ممن يتبعون يوسف المداني، والتيار الثاني التيار القبلي، بالإضافه إلى وجود تباينات بين عبد الملك وإخوانه وأعمامه وأقربائه من بيت الحوثي أنفسهم، وأهم نقطة ضعف هي انتشال أبناء المناطق التي سيطر عليها من الجهل.. أما تأييد الحوثيين لثورة الشباب فالحوثيون مثل غيرهم استغلوا طموح وآمال الشباب في الدولة المدنية الحديثة، فوجد الشباب أنفسهم بين من يطالب بأن الولاية لا تصح إلا فيه ومن يطالب بالإمارة الإسلامية، فذهبت آمال الشباب أدراج الرياح وأصبح الحوثي هو المستفيد أينما غدا أو راح.
* كيف تنظر إلى نهاية المشهد السياسي والأمني المعقد في اليمن؟ وهل تتوقع حلولا سياسية سلمية؟
- نحن نأمل من الله ثم من العقلاء من أبناء اليمن إلزام الجميع بالعودة إلى طاولة الحوار، كما نعول على الدور الخليجي وعلى رأس الجميع المملكة العربية السعودية في إيجاد حلول، وهم يستطيعون، ولن تحل هذه المشكلة إلا بالطرق السلمية، ولدي مقترح أجزم أنه جدير بالرعاية والاهتمام، ويتلخص في أن تدعو قيادة المملكة، وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين، السلطة الشرعية والمعارضة إلى مكة المكرمة وإلزام أطراف النزاع في اليمن بالتوصل إلى حل في تلك البقاع الطاهرة. وهل هناك أفضل من مكة المكرمة، وأيضا هل هناك أفضل من العاهل السعودي خادم الحرمين الملك عبد الله بن عبد العزيز صاحب السريرة النقية؟ ولا شك أنه - حفظه الله - مع إخوانه الأمراء الكبار بعون الله قادر على ابتكار الحل المحكم للنزاع في اليمن، خصوصا ونحن نعرف أن في قلب فخامة الرئيس علي عبد الله صالح مكانة عظيمة لخادم الحرمين وللأمير نايف وللأمير سلمان ولكل أمراء المملكة رعاهم الله وسدد خطاهم وحفظ المملكة من الشر القادم من شرقها أو من أي جهة أخرى.
* برأيك، لماذا وصلت الأمور إلى ما وصلت إليه في البلاد؟ ومن يتحمل مسؤولية انسداد آفاق الحل في البلاد؟
- وصلت الأمور إلى ما وصلت إليه عندما فضل البعض المصلحة الشخصية على المصلحة العامة، وعندما قيل للمسيء أسأت وهو الذي كان متعودا أن لا يقال له أسأت، وعندما تغلب صوت الجهل على صوت العقل، وصوت العنف على صوت السلم. ويتحمل مسؤولية ما وصلت إليه البلاد من رفض الحوار ومن يطلب أو يطمع في السلطة بالطرق غير المشروعة، وهم معروفون لدى الجميع الذين راهنوا على الأجنبي قبل العربي بعدمية مفرطة، يمنحون كل الوطن ويرجون منه الوقار، في حين يرفضون مع إخوانهم أي حوار في الحزب الحاكم أو في السلطة، ويقدمون أنفسهم للأجنبي على أنهم أوصياء على هذا الشعب، وعليهم أن يدركوا أن هذا الشعب اليمني العظيم لن يقبل الوصاية عليه من قبل من ألفوا حياة الارتزاق وهم يتأبطون شرا لهذا الوطن ولهذا الشعب، كما أن رهانهم على الأجنبي رهان خاسر.
* تردد السلطة أن ولاء القبيلة اليمنية لها وتقول المعارضة مثل ذلك. هل يمكن أن تعطي القارئ العربي فكرة عن خريطة التحالفات القبلية المؤيدة والمعارضة للرئيس اليمني في منطقة الحزام القبلي المؤثر إلى الشمال من العاصمة في مناطق حاشد وبكيل؟
- نؤكد أن معظم أبناء القبائل اليمنية تؤيد وتساند الشرعية الدستورية حفاظا على الأمن والاستقرار، وليس حبا في علي عبد الله صالح فقط، ولكن خوفا من الرموز والشخصيات المطالبة بالتغيير لأنهم يعرفون ماضي كل واحد ويعتبرون أن علي عبد الله صالح أفضل الموجودين على الرغم من أن بعضهم يختلف معه في الرأي، وعلى سبيل المثال قبيلة حاشد هي قبيلة من كبرى القبائل اليمنية، وهي معروفة بنضالها والتفافها حول المرحوم الشيخ عبد الله حسين الأحمر رحمه الله، إلا أنها في هذه الأزمة وقفت إلى جانب الشرعية الدستورية ولم يقفوا مع أولاد الشيخ عبد الله الأحمر، فكل مشايخ وعقال قبيلة حاشد قالوا لأولاد الشيخ عبد الله الأحمر أنتم واقفون في موقف خطأ وتسيرون خارج السياق الوطني ولن نقف معكم إلا إذا كنتم على حق أو عليكم اعتداء من أحد، أما أن تكونوا معتدين أو خارجين على النظام والقانون فلن نكون معكم.. أما قبيلة بكيل فهي مؤيدة للنظام ما عدا القليل، لأن قبيلة بكيل تعتبر أن من خرج على النظام والقانون وانقلب على الشرعية الدستورية هم الذين كانوا بالأمس يقفون في طريقهم ويتعمدون تهميشهم لدى الدولة، كي لا يظفروا بأي من الخدمات الحكومية.
* ما موقفكم من ثورة الشباب في اليمن؟ وهل تنظر إلى ما يجري على أنه ثورة شعبية ضد النظام أم أن الأمر لا يعدو كونه أزمة سياسية بين السلطة والمعارضة؟
- أقو ل إن الشباب لهم طموحات وقد تأثروا بما حصل في الوطن العربي، ونحن مع الشباب في طموحهم في التغيير إلى الأفضل، والتغيير سنّة الحياة، ولكن دون فوضى أو عنف، وكان يمكن أن يحقق الشباب الشيء الكثير من مطالبهم لولا أن الأحزاب وبعض المستغلين ضيعوا مطالب الشباب بانضمامهم إليهم، فالشباب الذين كانوا ينشدون مزيدا من مدنية الدولة غادروا الساحات بمجرد انضمام من كانوا سببا في عرقلة سيادة القانون، ومن يعتبرون أنفسهم دويلات داخل الدولة، وحقيقة الأمر هي أزمة سياسية مفتعلة من قبل أحزاب المعارضة وبعض المنقلبين على الشرعية الدستورية من أجل مصالحهم الشخصية فقط وليس من أجل مصالح الشعب اليمني.
* يتردد أنكم تتلقون دعما من الحرس الجمهوري في المعارك التي تخوضونها مع المسلحين التابعين للشيخ صادق الأحمر. ما تعليقك؟
- نحن فقط ندافع عن منازلنا ومنازل المجاورين لنا من الاعتداءات من قبل أولاد الشيخ عبد الله الأحمر وعصابتهم، وكنا نتمنى أن لا نتواجه مع أولاد الشيخ عبد الله الأحمر، ولكنهم اضطرونا إلى ذلك، ونحن من حقنا كمواطنين على الدولة أن تحمينا، وأن تقوم بواجبها في الحفاظ على الأمن والاستقرار وتردع أي مخطئ أو خارج على النظام والقانون، سواء نحن أو أولاد الشيخ عبد الله، ومعروف لدى الشعب اليمني أن أغلب وحدات الحرس الجمهوري تتعرض للاعتداءات من قبل الخارجين عن النظام والقانون.
* هل ترى أن توقيع الرئيس صالح على المبادرة الخليجية أصبح ضروريا بعد مطالبة مجلس الأمن بذلك؟ وهل تتوقع أن يوقع الرئيس عليها، خصوصا بعد أن أعلن ترحيبه بالقرار الدولي؟
- أما عن توقيع فخامة الرئيس للمبادرة الخليجية فهو قد استعد شخصيا لتوقيع المبادرة، سواء طالب مجلس الأمن أو لم يطالب، ولكن لا بد من آلية تحدد وتزمن تنفيذ هذه المبادرة بما يكفل نجاحها، وأنا متأكد أن فخامة الرئيس سيوقع على المبادرة على هذا الأساس، وأعلم علم اليقين أن فخامة الرئيس علي عبد الله صالح لم يعد طامعا في السلطة، ولكن الجماهير اليمنية التي انتخبته في انتخابات حرة ومباشرة تطالبه بأن لا يسلم رقابهم إلى طامعين يريدون اغتصاب السلطة بأي طريقة كانت، وإلى أحزاب فاشلة كأحزاب اللقاء المشترك، وإلى أصحاب دعوات وأفكار ضالة ومضلة كالحوثي والإخوان المسلمين، وإلى شخصيات ترعرعت على الفساد وتعطيل القوانين من أجل مصالحهم الشخصية، ولا بد من التأكيد هنا أن الانقلابيين رافضون لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2014، ويأتي التصعيد الخطير الذي يقومون به الآن بعد القرار كرد فعل طبيعي من قبل القوى المأزومة كتعبير عن رفضها لحل الأزمة سياسيا وفقا للقرار الأممي والمبادرة الخليجية، فها هم يسلحون الشباب في الساحات بأمانة العاصمة وفي محافظات أخرى، كما أنهم قاموا خلال الأسبوع المنصرم بتوسيع عملياتهم المسلحة في أحياء كثيرة في العاصمة صنعاء بغية جر النظام إلى هاوية الإقرار لها، وإلى حرب أهلية لن أقول على طريقة الصوملة، بل ستكون مأساة اليمن لا سمح الله أعظم بكثير مما حصل لإخواننا الصوماليين في الحرب الأهلية، لعدة عوامل لا مجال لذكرها الآن.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.