عاجل: مصرع القيادي الإرهابي رويس الرويمي وخمسة من عناصر القاعدة في عملية أمنية بحضرموت    الشرعية حين تتحول من مبدأ قانوني إلى أداة تعطيل    لسنا بنادق للإيجار.. كاتب جنوبي يؤكد الشراكة مع التحالف ويحذر من استهداف قضية الجنوب    أكد موقف اليمن الثابت مع الصومال ضد العدو الاسرائيلي .. قائد الثورة: أي تواجد إسرائيلي في إقليم أرض الصومال سيكون هدفاً عسكرياً لقواتنا المسلحة    نائب وزير العدل يتفقد تجهيز مقرات المحاكم الابتدائية المنشأة حديثًا بأمانة العاصمة    وزارة الصحة: العدوان استهدف 542 منشأة صحية وحرم 20 مليون يمني من الرعاية الطبية    حمداً لله على السلامة    الإفراج عن 108 سجناء من الحديدة بمناسبة جمعة رجب    صحيفة بريطانية: توترات حضرموت تنذر بانفجار صراع جديد يهدد مسار التهدئة في اليمن    خلال تدشينه مشروع التحول الإلكتروني لصندوق التقاعد الأمني .. اللواء المرتضى: المتقاعدون يستحقون الاهتمام فقد أفنوا سنوات طويلة في خدمة الوطن    المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام ينفذ عمليات واسعة لإتلاف مخلفات العدوان بمحافظة الجوف    قوات دولية في غزة لماذا.. وهل ستستمد شرعيتها من مجلس الأمن ؟!    هل يهزم ابن زايد بن سلمان ويتسبب بقسمة تركة الرجل المريض؟    إيمان الهوية وهوية الإيمان    تكريم البروفيسور محمد الشرجبي في ختام المؤتمر العالمي الرابع عشر لجراحة التجميل بموسكو    مرض الفشل الكلوي (34)    حين يكون الإيمان هوية يكون اليمن نموذجا    الهوية والوعي في مواجهة الاستكبار    الطبيب الخزان يشكو ما تعرض له في مبنى قضائي بصنعاء للنائب العام    الدكتور هادي دلول أستاذ العلاقات الدولية والمستشار في الفيزياء النووية في طهران:نبارك اتفاق إطلاق الأسرى في اليمن وتنفيذه متوقف على مصداقية الطرف الآخر والتزامه    فلسطين الوطن البشارة    المكلا حضرموت ينفرد بصدارة المجموعة الثالثة بدوري الدرجة الثانية لكرة القدم    العليمي يشن الحروب على الجنوب لحماية سرقاته لنفط شبوة وحضرموت    العرادة يدشن حزمة مشاريع خدمية وتنموية لتعزيز البنية التحتية في مأرب    الشؤون الخارجية بالانتقالي تبحث التعاون مع المفوضية السامية وتؤكد احترام المجلس لحقوق الإنسان    جوائز غلوب سوكر: باريس والبرتغال ويامال الأفضل    الأرصاد: سحب منخفضة كثيفة على سقطرى والسواحل والمرتفعات المحاذية    منذ أكثر من شهر.. مليشيا الحوثي تمنع دخول عشرات الشاحنات المحملة بمادة الأخشاب    ميلان يقسو على فيرونا بثلاثية ويعتلي صدارة "الكالتشيو" مؤقتاً    مجلس الأمن الدولي يعقد جلسة طارئة غدا لبحث الاعتراف الإسرائيلي ب"أرض الصومال"    ورشة حول الصحة والسلامة المهنية بصنعاء    بيان مليونية سيئون يجدد التفويض للرئيس الزُبيدي لإعلان دولة الجنوب العربي    أمين العاصمة يتفقد أعمال صيانة شارع سبأ بمشاركة مجتمعية    خفر السواحل تحذر من السباحة قبالة سواحل عدن وأبين وشبوة    المحرّمي يطّلع على سير العمل في المؤسسة العامة للاتصالات وخططها المستقبلية    هل بات قادة اوروبا يخشون "سلام ترامب" في أوكرانيا؟!    نيجيريا تسقط تونس في مباراة مثيرة وتبلغ ثمن نهائي كأس أمم إفريقيا    هروب    الاعتراف الإسرائيلي بالصومال خطر يهدد الجنوب العربي وخليج عدن    وفاة المخرج المصري الكبير داوود عبد السيد    رشاد العليمي يسهل لنجله عبدالحافظ سرقة نفط حضرموت    محمد صلاح يواصل تحطيم الأرقام القياسية في «كأس أمم إفريقيا»    الصحفي المهتم بقضايا الناس وانشطة الصحافة الثقافية عبدالعزيز الويز    قراءة تحليلية لنص «صدمة استقبلتها بقهقهة» ل"أحمد سيف حاشد"    دوري روشن السعودي: اتحاد جدة يهزم الشباب بثنائية نظيفة    اكتشاف آثار حضارة متطورة في باكستان    ضربة بداية منافسات بطولة كأس العالم للشطرنج السريع والخاطف قطر 2025    اتحاد حضرموت بحافظ على صدارة المجموعة الثانية بدوري الدرجة الثانية    مأرب تحتفي بتخريج 1301 حافظًا وحافظة في مهرجان العطاء القرآني    القيادة التنفيذية العُليا تناقش الجهود المبذولة لتأمين الخدمات للمواطنين ومراقبة أسعار الصرف    ما علاقة ضوء الشمس بداء السكري.. نصيحة للمصابين    العطاس: نخب اليمن واللطميات المبالغ فيها بشأن حضرموت"    الكشف عن عدد باصات النساء في صنعاء    الكتابُ.. ذلكَ المجهول    صدور كتاب جديد يكشف تحولات اليمن الإقليمية بين التكامل والتبعية    بنات الحاج أحمد عبدالله الشيباني يستصرخن القبائل والمشايخ وسلطات الدولة ووجاهات اليمن لرفع الظلم وإنصافهن من أخيهن عبدالكريم    بنات الحاج أحمد عبدالله الشيباني يستصرخن القبائل والمشايخ وسلطات الدولة ووجاهات اليمن لرفع الظلم وإنصافهن من أخيهن عبدالكريم    لملس والعاقل يدشنان مهرجان عدن الدولي للشعوب والتراث    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بن عزيز: الجهل أهم عوامل قوة الحوثيين وبعض أولاد الأحمر دعموهم ضدنا

سطع نجم الشيخ صغير بن عزيز الذي يعد من أبرز مشايخ قبيلة سفيان (بكيل) القوية شمال صنعاء، أثناء المواجهات الشرسة التي خاضها ضد الحوثيين في منطقته رغم قلة العدد والعدة أثناء الحرب السادسة. يرى أن عناصر قوة الحوثيين تتمثل في الجهل المتفشي في المناطق التي يسيطرون عليها، وأن عناصر ضعفهم تتمثل في أنهم ليسوا فريقا واحدا كما يبدو، فمنهم «المدانيون» أتباع يوسف المداني، ومنهم القبليون، بالإضافة إلى خلافات داخل الأسرة الحوثية نفسها، حسب قوله.
واليوم يقف بن عزيز بقوة إلى جانب الرئيس اليمني علي عبد الله صالح في مواجهة خصومه السياسيين في أحزاب اللقاء المشترك، والمسلحين القبليين من أتباع الشيخ صادق الأحمر، بالإضافة إلى قوات الفرقة الأولى مدرع بقيادة اللواء علي محسن الأحمر. يخوض كذلك مواجهات مسلحة شمال صنعاء في منطقة صوفان ضد المسلحين الموالين لشيخ قبيلة حاشد صادق الأحمر الذي يتهمه بن عزيز بأنه خرج على طريقة والده الراحل عبد الله بن حشين الأحمر. وفي الوقت الذي يؤيد بن عزيز مطالب الشباب في التغيير فإنه يرى أن ما يجري في اليمن هو محاولة انقلاب على «الشرعية الدستورية» ممثلة في الرئيس اليمني، على حد قوله، ويرى أن أحزاب اللقاء المشترك ومن معها سرقوا «ثورة الشباب» في اليمن، بعد أن حولوها إلى صراع على مصالح شخصية مع النظام. ويعتقد بن عزيز أن دعوة سعودية للفرقاء اليمنيين إلى مكة المكرمة قد تؤدي إلى حلحلة الأوضاع المعقدة في البلاد.
وإلى نص الحوار:
* شيخ صغير بن عزيز، لماذا اتخذت موقفا مؤيدا للرئيس صالح؟ وما الدواعي السياسية والشخصية لهذا التأييد؟
- نحن مع الشباب في طموحهم في التغيير إلى الأفضل، والتغيير سنة الحياة، ولكن دون فوضى أو عنف، وكان يمكن أن يحقق الشباب الشيء الكثير من مطالبهم لولا أن الأحزاب وبعض المستغلين ضيعوا مطالب الشباب بانضمامهم إليهم. نحن نكنّ لفخامة الرئيس علي عبد الله صالح كل التقدير والاحترام، ومثلي مثل أغلب الشعب اليمني نقدر للرئيس ما حققه من إنجازات تنموية وديمقراطية، ولكن الأساس في موقفي هو قضية وطن وشعب وقضية شرعية دستورية، نحن نؤيد الشرعية الدستورية الممثلة في فخامة الرئيس حفظه الله، ونؤيد التبادل السلمي للسلطة بالطرق المشروعة وفقا للدستور والقانون.
* وماذا عن بقية قبائل سفيان؟ أين يتجه دعمها؟ هل هي مع الحوثيين أم مع ثورة الشباب أم مع الجانب الحكومي؟
- بالنسبة لقبائل سفيان أغلبها كذلك مؤيد للشرعية الدستورية، وهناك بعض من غرر بهم من قبل المتمرد الحوثي وأتباعه، وهم حاليا جزء لا يتجزأ من المنقلبين على الشرعية الدستورية، أما الشباب المغلوب على أمرهم فقد خابت آمالهم وتحطمت طموحاتهم على صخرة الشخصيات المشيخية والعسكرية ورجال المال الذين نهبوا ثروات البلاد طوال العقود الماضية، والذين وجدوا الفرصة السانحة للهروب إلى ساحات الاعتصام أملا في مستقبل يحميهم ويحمي فسادهم تحت مظلة طموحات الشباب.. عموما، الخارجون على الشرعية الدستورية من قبيلة سفيان هم قلة.
* أنت على علاقة طيبة بكل من الرئيس اليمني واللواء علي محسن الأحمر. هل كنت في وضع حرج إزاء من تمنحه تأييدك في الأحداث الحالية؟
- علاقتي بكل من فخامة رئيس الجمهورية واللواء علي محسن علاقة طيبة يسودها التقدير والاحترام، وكان تعاملي مع اللواء علي محسن أكثر بحكم مسؤوليته المباشرة في المنطقة، ولم أجد حرجا في أن أقف إلى جانب الشرعية الدستورية الممثلة في فخامة رئيس الجمهورية أولا. إن القضية قضية وطن وأمن واستقرار، ولن يتحقق أمن واستقرار البلاد بالانقلابات، ثانيا أنا مقتنع بأن الخروج على طاعة ولي الأمر لا يجوز. ثالثا لأن علي عبد الله صالح نعرفه ويعرفه كل الشعب اليمني بطيبة قلبه وعفوه وتسامحه، ولا يزال هو الخيار الأوحد للسواد الأعظم من أبناء الشعب اليمني الذي يعشق السلام ويجد في علي عبد الله صالح رجل السلام.
* ما حقيقة المواجهات الدائرة بين مقاتليك من جهة ومقاتلي الشيخ الأحمر من جهة أخرى في منطقة صوفان شمال صنعاء؟
- حقيقة المواجهات بيننا وبين الخارجين على الشرعية الدستورية أن أولاد الشيخ عبد الله حسين الأحمر رحمه الله وعصابتهم قاموا بمضايقتنا بسبب مواقفنا المؤيدة للشرعية الدستورية والمؤيدة للحفاظ على الأمن والاستقرار، فاشتروا منازل جديدة بجوار منازلنا واستحدثوا متاريس وقاموا بحفر الخنادق وبناء المتاريس وقطع شوارع حول منازلنا، وطلبنا منهم عدم عمل ذلك كوننا حريصين على عدم المواجهة معهم بسبب ما كان بيننا وبينهم من علاقة طيبة، وكذلك ما كان بين والدنا الشيخ حمود عزيز حفظه الله ورعاه ووالدهم من علاقة وفاء وصداقة عمر، وكذلك لعلاقة الأبوة والبنوة التي نشأت بيني وبين الشيخ عبد الله رحمه الله، ولكنهم أصروا واستكبروا واستمروا في أعمالهم التخريبية حتى ضايقونا وضايقوا سكان المنطقة المجاورين لنا ولهم، وعندما منعناهم اعتدوا على منازلنا وتعاون معهم في ذلك الاعتداء الفرقة الأولى مدرع المنشقة وميليشيات حزب الإخوان المسلمين (الإصلاح)، واستخدموا في ذلك الاعتداء كل أنواع الأسلحة.
* كان لك دور بارز في مقارعة النفوذ الحوثي في مناطق سفيان. كيف تنظر إلى تمدد هذا النفوذ حاليا؟ وهل وقوف الكثير من سفيان مع الحوثيين نابع من قناعة بمبادئهم، أم أن الأمر لا يعدو كونه نوعا من التكتيك لمواجهة نفوذ أولاد الشيخ الأحمر في عمران وما حولها؟
- نحن بذلنا كل ما بوسعنا في مقاتلة الحوثي وأتباعه، وذلك عن قناعة، فالحوثي وأفكاره وكل أعماله تتنافى مع كل تعاليم الدين الحنيف، وكنا بفضل من الله قد حققنا انتصارات لا بأس بها، ولكن بسبب تخاذل بعض القيادات وبعض المشايخ كنا في المواجهة وحدنا، وتعاون بعض أولاد الشيخ عبد الله الأحمر رحمه الله مع الحوثي ضدنا، حتى إنهم أقنعوا البعض من سفيان بالتخلي عنا، وجزء بسيط من قبائل سفيان كانوا قد انجروا مع الحوثي وأفكاره عن قناعة بسبب الجهل، أما الآن فقد أصبح أولاد الشيخ عبد الله الأحمر رحمه الله والحوثي فريقا واحدا، والكل يعرف ذلك، بل إن أولاد الشيخ عبد الله الأحمر أحضروا مقاتلين من أتباع الحوثي لمواجهتنا، أما نفوذ أولاد الشيخ عبد الله الأحمر فلم يبقَ لهم نفوذ حتى بين قبيلة حاشد التي يكنّ لها الجميع التقدير والاحترام، بسبب تخبط أولاد الشيخ عبد الله الأحمر رحمه الله لعدم المضي في نهج والدهم، وبسبب غطرستهم وتكبرهم وتعاليهم على الناس، أما سبب تمدد نفوذ الحوثي فقد ساعد على ذلك ما يجري من أحداث في اليمن ومن اختلافات وانقلابات على الشرعية الدستورية، والخاسر في هذا كله الشعب اليمني، خصوصا المجاورين له عامة، فالحوثي لديه مشروع سيضر بالشعب اليمني والجزيرة العربية، وبدل أن نقف ضده جميعا احتضنه أصحاب المصالح الشخصية والحاقدون من أجل مصالحهم، مفرطين بذلك في مصالح الشعب اليمني وجيرانه.
*ما نقاط قوة الحوثيين وما نقاط ضعفهم حسب رأيك كمحارب قارعهم في السنوات الماضية؟ وهل برأيك يؤيد الحوثيون ثورة الشباب؟
- نقاط قوة الحوثيين: أولا الجهل المتفشي في بعض مناطق اليمن، ثانيا عدم توحد الجهود لمقارعة الحوثيين، ثالثا عدم محاربة الفكر الضال بالفكر الصحيح، رابعا عدم الاهتمام بالشباب، خامسا استمرار الأزمة الحالية في اليمن ستزيد من قوة الحوثي ونفوذه.. أما نقاط ضعفهم فتتمثل في: أولا وجود أكثر من تيار داخل التمرد الحوثي مثل المدانيين، وهم ممن يتبعون يوسف المداني، والتيار الثاني التيار القبلي، بالإضافه إلى وجود تباينات بين عبد الملك وإخوانه وأعمامه وأقربائه من بيت الحوثي أنفسهم، وأهم نقطة ضعف هي انتشال أبناء المناطق التي سيطر عليها من الجهل.. أما تأييد الحوثيين لثورة الشباب فالحوثيون مثل غيرهم استغلوا طموح وآمال الشباب في الدولة المدنية الحديثة، فوجد الشباب أنفسهم بين من يطالب بأن الولاية لا تصح إلا فيه ومن يطالب بالإمارة الإسلامية، فذهبت آمال الشباب أدراج الرياح وأصبح الحوثي هو المستفيد أينما غدا أو راح.
* كيف تنظر إلى نهاية المشهد السياسي والأمني المعقد في اليمن؟ وهل تتوقع حلولا سياسية سلمية؟
- نحن نأمل من الله ثم من العقلاء من أبناء اليمن إلزام الجميع بالعودة إلى طاولة الحوار، كما نعول على الدور الخليجي وعلى رأس الجميع المملكة العربية السعودية في إيجاد حلول، وهم يستطيعون، ولن تحل هذه المشكلة إلا بالطرق السلمية، ولدي مقترح أجزم أنه جدير بالرعاية والاهتمام، ويتلخص في أن تدعو قيادة المملكة، وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين، السلطة الشرعية والمعارضة إلى مكة المكرمة وإلزام أطراف النزاع في اليمن بالتوصل إلى حل في تلك البقاع الطاهرة. وهل هناك أفضل من مكة المكرمة، وأيضا هل هناك أفضل من العاهل السعودي خادم الحرمين الملك عبد الله بن عبد العزيز صاحب السريرة النقية؟ ولا شك أنه - حفظه الله - مع إخوانه الأمراء الكبار بعون الله قادر على ابتكار الحل المحكم للنزاع في اليمن، خصوصا ونحن نعرف أن في قلب فخامة الرئيس علي عبد الله صالح مكانة عظيمة لخادم الحرمين وللأمير نايف وللأمير سلمان ولكل أمراء المملكة رعاهم الله وسدد خطاهم وحفظ المملكة من الشر القادم من شرقها أو من أي جهة أخرى.
* برأيك، لماذا وصلت الأمور إلى ما وصلت إليه في البلاد؟ ومن يتحمل مسؤولية انسداد آفاق الحل في البلاد؟
- وصلت الأمور إلى ما وصلت إليه عندما فضل البعض المصلحة الشخصية على المصلحة العامة، وعندما قيل للمسيء أسأت وهو الذي كان متعودا أن لا يقال له أسأت، وعندما تغلب صوت الجهل على صوت العقل، وصوت العنف على صوت السلم. ويتحمل مسؤولية ما وصلت إليه البلاد من رفض الحوار ومن يطلب أو يطمع في السلطة بالطرق غير المشروعة، وهم معروفون لدى الجميع الذين راهنوا على الأجنبي قبل العربي بعدمية مفرطة، يمنحون كل الوطن ويرجون منه الوقار، في حين يرفضون مع إخوانهم أي حوار في الحزب الحاكم أو في السلطة، ويقدمون أنفسهم للأجنبي على أنهم أوصياء على هذا الشعب، وعليهم أن يدركوا أن هذا الشعب اليمني العظيم لن يقبل الوصاية عليه من قبل من ألفوا حياة الارتزاق وهم يتأبطون شرا لهذا الوطن ولهذا الشعب، كما أن رهانهم على الأجنبي رهان خاسر.
* تردد السلطة أن ولاء القبيلة اليمنية لها وتقول المعارضة مثل ذلك. هل يمكن أن تعطي القارئ العربي فكرة عن خريطة التحالفات القبلية المؤيدة والمعارضة للرئيس اليمني في منطقة الحزام القبلي المؤثر إلى الشمال من العاصمة في مناطق حاشد وبكيل؟
- نؤكد أن معظم أبناء القبائل اليمنية تؤيد وتساند الشرعية الدستورية حفاظا على الأمن والاستقرار، وليس حبا في علي عبد الله صالح فقط، ولكن خوفا من الرموز والشخصيات المطالبة بالتغيير لأنهم يعرفون ماضي كل واحد ويعتبرون أن علي عبد الله صالح أفضل الموجودين على الرغم من أن بعضهم يختلف معه في الرأي، وعلى سبيل المثال قبيلة حاشد هي قبيلة من كبرى القبائل اليمنية، وهي معروفة بنضالها والتفافها حول المرحوم الشيخ عبد الله حسين الأحمر رحمه الله، إلا أنها في هذه الأزمة وقفت إلى جانب الشرعية الدستورية ولم يقفوا مع أولاد الشيخ عبد الله الأحمر، فكل مشايخ وعقال قبيلة حاشد قالوا لأولاد الشيخ عبد الله الأحمر أنتم واقفون في موقف خطأ وتسيرون خارج السياق الوطني ولن نقف معكم إلا إذا كنتم على حق أو عليكم اعتداء من أحد، أما أن تكونوا معتدين أو خارجين على النظام والقانون فلن نكون معكم.. أما قبيلة بكيل فهي مؤيدة للنظام ما عدا القليل، لأن قبيلة بكيل تعتبر أن من خرج على النظام والقانون وانقلب على الشرعية الدستورية هم الذين كانوا بالأمس يقفون في طريقهم ويتعمدون تهميشهم لدى الدولة، كي لا يظفروا بأي من الخدمات الحكومية.
* ما موقفكم من ثورة الشباب في اليمن؟ وهل تنظر إلى ما يجري على أنه ثورة شعبية ضد النظام أم أن الأمر لا يعدو كونه أزمة سياسية بين السلطة والمعارضة؟
- أقو ل إن الشباب لهم طموحات وقد تأثروا بما حصل في الوطن العربي، ونحن مع الشباب في طموحهم في التغيير إلى الأفضل، والتغيير سنّة الحياة، ولكن دون فوضى أو عنف، وكان يمكن أن يحقق الشباب الشيء الكثير من مطالبهم لولا أن الأحزاب وبعض المستغلين ضيعوا مطالب الشباب بانضمامهم إليهم، فالشباب الذين كانوا ينشدون مزيدا من مدنية الدولة غادروا الساحات بمجرد انضمام من كانوا سببا في عرقلة سيادة القانون، ومن يعتبرون أنفسهم دويلات داخل الدولة، وحقيقة الأمر هي أزمة سياسية مفتعلة من قبل أحزاب المعارضة وبعض المنقلبين على الشرعية الدستورية من أجل مصالحهم الشخصية فقط وليس من أجل مصالح الشعب اليمني.
* يتردد أنكم تتلقون دعما من الحرس الجمهوري في المعارك التي تخوضونها مع المسلحين التابعين للشيخ صادق الأحمر. ما تعليقك؟
- نحن فقط ندافع عن منازلنا ومنازل المجاورين لنا من الاعتداءات من قبل أولاد الشيخ عبد الله الأحمر وعصابتهم، وكنا نتمنى أن لا نتواجه مع أولاد الشيخ عبد الله الأحمر، ولكنهم اضطرونا إلى ذلك، ونحن من حقنا كمواطنين على الدولة أن تحمينا، وأن تقوم بواجبها في الحفاظ على الأمن والاستقرار وتردع أي مخطئ أو خارج على النظام والقانون، سواء نحن أو أولاد الشيخ عبد الله، ومعروف لدى الشعب اليمني أن أغلب وحدات الحرس الجمهوري تتعرض للاعتداءات من قبل الخارجين عن النظام والقانون.
* هل ترى أن توقيع الرئيس صالح على المبادرة الخليجية أصبح ضروريا بعد مطالبة مجلس الأمن بذلك؟ وهل تتوقع أن يوقع الرئيس عليها، خصوصا بعد أن أعلن ترحيبه بالقرار الدولي؟
- أما عن توقيع فخامة الرئيس للمبادرة الخليجية فهو قد استعد شخصيا لتوقيع المبادرة، سواء طالب مجلس الأمن أو لم يطالب، ولكن لا بد من آلية تحدد وتزمن تنفيذ هذه المبادرة بما يكفل نجاحها، وأنا متأكد أن فخامة الرئيس سيوقع على المبادرة على هذا الأساس، وأعلم علم اليقين أن فخامة الرئيس علي عبد الله صالح لم يعد طامعا في السلطة، ولكن الجماهير اليمنية التي انتخبته في انتخابات حرة ومباشرة تطالبه بأن لا يسلم رقابهم إلى طامعين يريدون اغتصاب السلطة بأي طريقة كانت، وإلى أحزاب فاشلة كأحزاب اللقاء المشترك، وإلى أصحاب دعوات وأفكار ضالة ومضلة كالحوثي والإخوان المسلمين، وإلى شخصيات ترعرعت على الفساد وتعطيل القوانين من أجل مصالحهم الشخصية، ولا بد من التأكيد هنا أن الانقلابيين رافضون لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2014، ويأتي التصعيد الخطير الذي يقومون به الآن بعد القرار كرد فعل طبيعي من قبل القوى المأزومة كتعبير عن رفضها لحل الأزمة سياسيا وفقا للقرار الأممي والمبادرة الخليجية، فها هم يسلحون الشباب في الساحات بأمانة العاصمة وفي محافظات أخرى، كما أنهم قاموا خلال الأسبوع المنصرم بتوسيع عملياتهم المسلحة في أحياء كثيرة في العاصمة صنعاء بغية جر النظام إلى هاوية الإقرار لها، وإلى حرب أهلية لن أقول على طريقة الصوملة، بل ستكون مأساة اليمن لا سمح الله أعظم بكثير مما حصل لإخواننا الصوماليين في الحرب الأهلية، لعدة عوامل لا مجال لذكرها الآن.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.