تعرضت مدينة تعز ليل الأربعاء – الخميس لقصف عنيف من قبل وحدات تابعة للقوات الموالية للرئيس اليمني علي عبدالله صالح، حيث قامت وحدات متمركزة في ضواحي المدينة بقصف عدداً من الأحياء السكنية في المدينة من بينها حي الروضة والتحرير الأسفل والمسبح وشارع جمال وشارع الستين ومنطقة الحصب، فيما يبدو استمرارا للعمليات العسكرية التي تقوم بها تلك القوات ضد المحافظة منذ شهور. وكانت المدينة شهدت نهار الأربعاء لقصف ومواجهات بين قوات موالية للرئيس صالح ومسلحون قبليون موالون للثورة ، حصدت 9 قتلى وإصابة أكثر من 44 آخرين في أوساط المدنيين ، في حيت تتحدث الأنباء عن 20 قتيلا في صفوف الجيش الموالي للرئيس. وقال شهور عيان ل " التغيير " ان قصف متقطع تعرضت له عدد من احياء المدينة مساءا من قبل قوات صالح المتمركزة في قلعة القاهرة المطلة على المدينة وجبل جرة ومستشفى الثورة العام والمتواجدة في مفرق الحوبان،استهدفت حي الروضة والتحرير الأسفل والمسبح وشارع جمال وشارع الستين ومنطقة عصيفورة. وأشار شهود العيان ان المدينة تشهد انتشار كثيف قوات الامن والجيش رغم تصريحات محافظ تعز حمود الصوفي بانه وجه بسحبها من الشوارع ، كما تشهد المدينة انتشار لمسلحين وفيما يعرف بالبلاطجة الذين استقدمهم النظام إلى المدينة للقيام بأعمال عنف ونهب وسلب عقابا لها باعتبارها أول المدن اليمنية التي قامت بمظهرات تطالب بإسقاط النظام ، حسب شهود العيان. من جهة أخرى قالت "الصحوة موبايل" ان المدينة تشهد حصارا محكما من قبل قوات صالح حيث قامت باغلاق جميع المنافذ المودية إلى المدينة وان عدد من الأسر والمسافرين عالقين في مداخل المدنية منذ صباح الأربعاء ، وان قوات صالح تقوم بفرض إتاوات على الداخلين للمدينة بقيمة 2000 ريال عن كل فرد صغيراً أو كبيراً يريد الدخول اليها. إلى ذلك اتهم محافظ تعز حمود الصوفي من سماها " العصابات المسلحة وقوات الفرقة الأولى مدرع"، بإثارة الفوضى واقتحام مرافق حكومية ونهبها وتدميرها ونهب محتوياتها . وقال الصوفي في تصريح ل " الخليج" الاماراتية، إن المواجهات اندلعت في الخامسة فجراً بعدما هاجم مسلحون مقر مكتب التربية والتعليم وإحراق محتوياته ونهبها، إضافة إلى مهاجمتهم مقر بنك التسليف الزراعي ومكتب البريد والقوات الأمنية فتعاملت معهم قوات الشرطة . وعزا المحافظ الصوفي الاضطرابات إلى حصول المواجهات وسط تجمع سكاني كبير، مشيراً إلى أن قيادة المحافظة أصدرت توجيهات لقوات الجيش بضبط النفس، لكن المسلحين استمروا في شن الهجمات على المرافق والدوريات الأمنية، ما أدى إلى مواجهات أدت في حصيلة أولية إلى مقتل مدنيين اثنين وثلاثة جنود "، وربما يكون هناك قتلى من المسلحين، ولا تزال المنطقة تشهد مواجهات متقطعة حتى وقت متأخر من الليل ولم نبلغ بحصيلة نهائية عن الضحايا" . واتهم المحافظ الصوفي العصابات المسلحة وقوات الفرقة الأولى مدرع ب”السعي إلى تقسيم مركز المدينة إلى مربعات ليسهل السيطرة عليها”، مشيراً إلى مهاجمتهم المرافق الحكومية بالتوازي مع نشرهم عناصر مدججين بالأسلحة في الأحياء والشوارع لمهاجمة قوات الأمن وإثارة الفوضى في المدينة . ولفت إلى أن استيلاء هؤلاء على مقر مكتب التربية والتعليم في مركز المدينة جاء في سياق هذا المخطط ولجعل هذا المرفق نقطة لتمركزهم وانطلاقهم لشن هجمات على المرافق الأخرى وقوات الجيش . وحمل المحافظ الصوفي هؤلاء مسؤولية الاضطرابات الحاصلة في المحافظة ودعاهم إلى الانسحاب من المرافق الحكومية، لافتاً إلى أن قوات الجيش لا تزال ملتزمة بضبط النفس لتجنيب المحافظة أي اضطرابات . وكانت ترددت انباء عن تهدئة توصلت اليها لجنة مبادرة التهدئة السابقة في المحافظ ، الان ان أحد أعضاء اللجنة نفى وجود أي وساطة للتهدئة في المحافظة، مشيرة إلى ان الخبر تسرب عقب اجتماع عقد في مبنى المحافظة برئاسة الصوفي مع أعضاء السلطة المحلية في مقر المحافظة. وكان التوتر ساد أرجاء تعز " جنوباليمن" الاربعاء، مع تجدد المواجهات العنيفة بين قوات الجيش الموالية للرئيس صالح ومسلحين مناهضين لنظامه في العديد من أحياء المدينة التي قال معارضون إنها تعرضت لقصف عشوائي كثيف بالمدفعية والدبابات، غداة استيلاء مسلحين مناهضين لنظام صالح على مرافق حكومية، منها مكتب التربية والتعليم الذي يحوي مخازن أسلحة وذخائر للجيش، ما أدى إلى سقوط 14 قتيلاً على الأقل بينهم ثلاثة جنود، إضافة إلى إصابة العشرات، فيما أكدت مصادر عسكرية مقتل عدد أكبر من الجنود خلال هذه المواجهات التي قال سكان المدينة إنه يوم أدمى قلوبهم ، حسب " الخليج الاماراتية". وقال ضابط في قوات الجيش اليمني، رفض الكشف عن هويته إن عدد القتلى من الجنود يتجاوز 20 قتيلاً، في حين أكد أطباء المستشفى الميداني في ساحة الحرية بتعز، أن جثث ستة قتلى وصلت المستشفى الميداني صباحاً، كما وصل ثلاثة قتلى إلى مستشفيات خاصة في المدينة، كما ارتفع عدد المصابين إلى 44 جريحاً أكثرهم من المدنيين . وأكد قادة في المعارضة أن المواجهات تجددت بصورة عنيفة غداة هجوم استهدف سيارة الشيخ عبدالله علي الصبري أثناء مرورها في الشارع العام فجراً، تلا ذلك انتشار كثيف لرجال القبائل المناهضين للنظام في المرافق الحكومية التي شهدت في محيطها مواجهات عنيفة شاركت فيها وحدات عسكرية معززة بالمدفعية والدبابات . وأوضح نائب رئيس الهيئة التنفيذية للمجلس الثوري في ساحة الحرية بتعز مطلق عبدالجليل ل ”الخليج” أن قوات من الحرس الجمهوري والأمن المركزي والشرطة العسكرية والنجدة قصفت الأحياء السكنية في شارع جمال خاصة في جولة المسبح بالقرب من مكتب التربية وأن القصف استمر في منطقة الضربة المطلة على جبل الجرة ومحيط مدرسة الشعب وكذلك مقر التربية والتعليم ومنطقة المرور . وقال إن قوات الحرس الجمهوري تمركزت بمعداتها الثقيلة في العديد من المناطق وقصفت أحياء المدينة بالدبابات والمدفعية بصورة عشوائية ما أدى إلى تخريب منازل وسيارات إلى سقوط ضحايا من المدنيين والمارة خصوصاً بعدما تمركزت قوات الجيش الموالية للرئيس صالح في مناطق مرتفعة تطل على مركز المدينة حيث المناطق الأكثر ازدحاماً بالسكان . وأفاد سكان أن المواجهات احتدمت بصورة عنيفة في مقر مكتب التربية والتعليم صباحاً بعد استيلاء رجال قبائل مناهضين لنظام صالح على المبنى الذي يعتقد أنه يحوي مخازن كبيرة من الأسلحة التابعة للجيش، مشيرين إلى أن المواجهات أدت إلى تدمير آليات عسكرية وناقلات جند . وشوهدت ألسنة اللهب تتصاعد من بعض المرافق الحكومية خصوصاً مقر بنك التسليف الزراعي ومكتب التربية والتعليم إلى منازل في حي المسبح . واحتل مسلحون موالون لثوار المدينة بعض المباني الحكومية التي كانت تتخذ كمخازن لأسلحة القوات الحكومية، وأحرق مبنى بنك التسليف التعاوني والزراعي في المنطقة، ما دفع بمحافظ تعز خالد حمود الصوفي إلى الإعلان عن خطوة لسحب كافة قوات الجيش من شوارع المدينة، مقابل انسحاب المسلحين من الأماكن التي سيطروا عليها . وفي حين كان القتلى والجرحى يسقطون في شوارع المدينة، كان مصدر رسمي يتحدث عن قتلى وجرحى من أفراد الجيش والأمن، ويتجاهل القتلى المدنيين، وأكد على استحياء، أن خمسة جرحى من المدنيين فقط هم من أصيبوا في هذه المواجهات .