تعيش مدينة تعز حرب مفتوحة من نوع أخر تقودها القوات الحكومية ضد ابناءها كونها تحتضن اكبر ساحة احتجاج تطالب بمحاكمة نظام علي عبدالله صالح وبقية رموزه غيران معظم المراقبين يرون ان هذه الحرب الموجهة ضد الحالمة تظهر حجم الانتقام والحقد لدى بقايا النظام دون مراعاة لحقوق الانسان. اليوم الأربعاء كانت الحالمة على موعد مع يوم دامي لتصبح معظم شوارعها ساحة حرب بين مسلحين موالين للثورة والقوات الحكومية التى تحويل المدينة الى ثكنة عسكرية للحد من حركة الاحتجاجات وهو مالم يحدث نتيجة أصرار الثوار على مقاومة الهجمات الشرسة ضدهم
وعند المساء وجه محافظ تعز رئيس اللجنة الأمنية بالمحافظة حمود خالد الصوفي بسحب جميع قوات الأمن والجيش من مناطق وشوارع مدينة تعز بعد ان عاشت يوم دامي غير إن مدير أمن تعز عبدالله قيران رفض التوجيه بحسب مصدر محلي .
وكان موقع " 26 سبتمبرنت " التابع لوزارة الدفاع نقل عن مصادر مطلعة قولها أن توجيهات محافظ تعز تهدف إلى تجنب وقوع المزيد من الضحايا وبخاصة في صفوف المدنيين في تلك المناطق المزدحمة بالسكان بالإضافة إلى إتاحة الفرصة لمواصلة الحوار مع أحزاب المشترك لوضع حدا لمثل هذه الأعمال والاعتداءات المتكررة التي تقوم بها تلك المليشيات المسلحة ضد المواطنين والمباني والمنشآت المختلفة. غير ان مصدر محلي في تعز قال ل"عدن الغد" ان مدير امن عدن العميد عبدالله قيران رفض توجيهات الصوفي كعادته وان نشر هذه الاخبار بتوجيه الصوفي سحب الثكنات العسكرية هي مجرد محاولة امتصاص غضب الشارع التعزي الذيي يعيش منذ عدة اشهر حرب ابادة من قبل قوات صالح . وكان مسلحون موالون للثورة تمكنوا من اقتحام مخازن مكتب التربية والتعليم التى كانت بداخلها أسلحة وقذائف ا ربي جي وأطقم عسكرية تابعة للحرس الجمهوري مما ادى الى اتساع رقعة الاشتباكات بين الطرفين . وقال شهود عيان ان 8 جنود سلموا أنفسهم للمسلحين كما تمكن انصار الثورة من الاستيلاء ء على كافة الأسلحة . واكد الشهود ان خمسة جنود قتلوا في تلك المواجهات وأصيب عدد اخر .
وقال ناشطون في الثورة السلمية :" ان قوات الحرس الجمهوري اصيبت بالهستيريا عندما استولى حماة الثورة على الاسلحة المتواجدة في مكتب التربية مما دفع بها الى شن قصف عنيف على عدة احياء في مدينة تعز أدى الى مقتل 8 مدنيين واصابة اربعين " واستغرب الناشطون تحويل المرافق الحكومية الى ثكنات عسكرية منها شركة النفط ومقر الخدمة المدنية ومكتب التربية والتعليم والمجمع القضائي ونادي الصقر وقلعة القاهرة وعدة مدارس . وذكر مصدر عسكري منشق ان قوات اللواء 33 حاليا تستعد لاقتحام ساحة الحرية بتعز . متوقعا شن قصف مدفعي عنيف على المدينة خلافا لحديث محافظ تعز حمود الصوفي الذي أعلن بان توجيهات صدرت عنه قضت بسحب القوات العسكرية من شوارع المدينة . ونقلت شبكة برق على صفحة الفيس بوك عن الشيخ حمود سعيد المخلافي نفي شائعات لإعلام صالح عن اتفاق انصار الثورة قوات الحرس العائلي ،ويضيف: قواتهم تواصل قصفها واعلامهم يبرم اتفاقيات لتبرير جريمة اليوم بتعز ،وللإستهلاك الإعلامي . وحذر المخلافي من اسماهم صالح وعصابته في تعز من ارتكاب اي حماقة ضد المدنيين وترويع السكان واستمرار اغلاق مداخل المدينة وبالذات الشمالية والغربية.
من جهة ثانية صرح مصدر أمني مسئول بوزارة الداخلية بأن مليشيات حزب الإصلاح " الإخوان المسلمين" والمليشيات المسلحة التابعة للمنشق علي محسن صالح الأحمر وأتباعهم وأذيالهم قامت اليوم باعتداءات مسلحة استهدفت مباني مكاتب التربية والتعليم والخدمة المدنية والبريد وفرع شركة النفط اليمنية.. بالإضافة إلى فرع بنك التسليف الزراعي بشارع جمال مستخدمة مختلف أنواع الأسلحة من بينها قذائف "ار بي جي". وأوضح المصدر بأن تلك الاعتداءات أسفرت عن استشهاد خمسة من رجال الأمن بالإضافة إلى إصابة ثلاثة وعشرين آخرين وخمسة مواطنين بإصابات مختلفة.. كما أصيب اثنين من رجال الأمن عندما قامت تلك المليشيات بإطلاق النار على دورية أمنية تابعة لشرطة النجدة. وفي وقت لاحق ان الألاف من المسافرين عالقين مدخل مدينة تعز بسبب منعهم من قبل قوات الامن من دخول المدينة . واكدت ان القادمين من صنعاء هم عالقون دون أي مبرر مدخل تعز . يذكر ان محافظ تعز الصوفي نفى في وقت سابق خلال مقابلة تلفزيونية مع قناة السعيدة ان يكون رئيس اللجنة الأمنية بتعز غير ان وزارة الدفاع ذكرت اليوم بانه يشغل المنصب وهو مايثير تساؤل ما اذا كان الصوفي يحاول التهرب من تورطه بجرائم القتل التى تشهدها المحافظة .
وتشهد هذه المحافظة اعنف قمع تشنه قوات صالح بسبب انخراط معظم ابناءها في ساحات الاعتصام في جميع المحافظات للمطالبة برحيل النظام ومحاكمة رموزة .