خارج نطاق المبادرة وبعيداً عن آليتها التنفيذية التي تنص على وقف الحرب وأي تصعيد عسكري، تستمر مأساة تعز على يد قوات الحرس والأمن وكأن مبادرة الخليج غير ملزمة للنظام، وبالذات القيادات العسكرية والأمنية ممثلة بصالح وأقاربه وقيادات قواتهم الأمنية والعسكرية بتعز الذي يقول معارضون إنهم يواصلون تنفيذ تصعيدهم العسكري والأمني في المحافظة بشكل عنيف. في الأيام الماضية اشتدت الحرب على تعز، حيث تقوم ثكنات الحرس المتمركزة في أحياء وجبال ومدارس ومستشفيات وسط المدينة وضواحيها بالإضافة الى معسكراتهم في وسط واطراف المدينة بقصف شبه يومي عنيف تشتد ليلاً، مستهدفة ساحة الحرية ومعظم الاحياء السكنية في شمال المدينة وتحديداً أحياء الروضة، الموشكي، عصيفره، وادي القاضي، المسبح، ومؤخرا أحيائها الغربية بير باشا والحصب والمطار القديم، كما تشهد منطقة حبيل سلمان وخط وادي الضباب استحداثات وثكنات جديدة لقوات لصالح. وبشكل أوسع وأعنف، تواصل قوات الحرس واللواء 33 مدرع قصف مختلف أحياء شمال المدينة وغربها، بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، يتخللها اشتباكات متفرقة بين هذه القوات وأنصار الثورة وبالذات غرب المدينة التي تحاول قوات صالح إعادة تواجدها هناك من خلال استحداث ثكنات في منطقة حبيل سلمان على جبل مطل على جامعة تعز وانتشارها بشوارع واحياء بير باشا والمطار القديم التي تحولت في الأيام الأخيرة إلى خطوط إمداد للتعزيزات العسكرية غير المسبوقة للثكنات العسكرية المتمترسة وسط المدينة، التي يتصدى لها حماة الثورة ويمنع وصولها إلى تلك الثكنات التي تستهدف المعتصمين بساحة الحرية والمدنيين في أحيائهم، وأسفرت المواجهات عن سقوط قتيلين وأكثر من ثمانية جرحى. في حين تقوم قوات اللواء 33 مدرع بقصف أحياء على امتداد شارعي الخمسين والأربعين، وقرى ريفية على طول خط الستين شمال مدينة تعز، بالإضافة الى مهمتهم الاساسية في تطويق شمال مدينة تعز بسياج عسكري عازل بين المدينة والمديريات الشمالية (التعزية، شرعب السلام، شرعب الرونة) التي يشكو سكانها من التعامل غير الانساني لقوات صالح معهم بدون استثناء وبأسلوب غير مبرر في نقاطهم العسكرية المتمركزة على مداخل المدينة. نهار الأحد الفائت وقع عدد من القيادات العسكرية الموالية لصالح في قبضة حماة الثورة، أبرزهم أركان حرب معسكر لبوزة وقائد معسكر مفرق المخاء مسعد قائد السبل الذي أطلق الثوار سراحه بعد ساعات وذلك بعد التأكد من عدم ضلوعه في عمليات إجرامية ضد أبناء تعز وولائه للثورة، في حين لايزال مدير أمن مديرية الشمايتين حالياً ومديرية القاهرة سابقاً أحمد عبده سيف والمتهم بتنفيذ عدد من جرائم قتل المعتصمين السلميين، ومن ضمن هذه التهم المشاركة في إحراق ساحة الحرية في قبضة الثوار الذين قالوا بأنهم سيقدمونه لأي محكمة محلية او دولية تنظر فيما تعرضت لها المحافظة من جرائم حرب وثوار من جرائم قتل، وتعهد حماة الثورة بإيصال بقية من وصفوهم بالمجرمين الى المحاكم ابرزهم عبدالله قيران، حمود خالد الصوفي، مراد العوبلي، عبدالله ضبعان، جابر عبدالله غالب، احمد الحاج وقيادات أمنية وعسكرية ومدنية اخرى لم تسمها مصادر المعارضة. في سياق متصل، تتهم اطراف ووجاهات محلية اللجنة الأمنية بمحافظة تعز برئاسة المحافظ حمود الصوفي وعضوية مدير الأمن وقيادة قوات الحرس وفرع حزب المؤتمر الحاكم بقيادة جابر عبدالله غالب ورؤسا فرع الدوائر الانتخابية حملة حشد مسلحين وجنود أمن بلباس مدني في محاولة يائسة لإحداث فوضى امنية وحملات نهب بمدينة تعز بهدف اثارة حالة رعب في أوساط السكان بمختلف احياء المدينة وبالذات الخاضعة للسيطرة الجزئية لحماة الثورة من قوات الجيش المؤيد للثورة بقيادة العميد صادق سرحان والشيخ حمود المخلافي، بغية سحب بساط التأييد للشعبي لحماة الثورة، ولتبرير جرائم قصف يومي لأحياء المدينة الآهلة بالسكان. وبحسب مصادر محلية تعمل قوات حماة الثورة بشكل دائم على تأمين أحياء شمال تعز قدر استطاعتها، وتبذل جهوداً مضنية لتمكين المواطنين من العيش في ظروف طبيعية من خلال رفع المسلحين وعتادهم من بعض الاحياء الواقعة في نقاط التماس مع قوات صالح، في ظل ترحيب دائم بجهود وجاهات محلية ورجال اعمال حرصاً من ثوار المحافظة وعقلائها على تجنيب المدنيين ويلات قصف قوات نظام صالح الذي يبرره بقايا النظام وقواته بتواجد المسحلين، ومع هذا تتعمد مختلف ثكنات صالح استهداف المدنيين بشكل دائم منذ مطلع العام كمخطط انتقامي عبثي من المحافظة التي تواصل نضالها السلمي لإسقاط صالح والمطالبة بمحاكمته وكل من ثبت ضلوعه في تدمير تعز وقتل المعتصمين في ساحات الثورة والمسيرات الاحتجاجية المطالبة بإسقاط نظامه بشكل كلي، ومنددة بالمبادرة الخليجية التي منحت صالح وقتلة المعتصمين حصانة من المحاكمة بطريقة مخالفة للدستور اليمني والقانون الدولي. وفي تأكيد ثوري رافض لتقديم أي حصانة (محلية، دولية) للقتلة والمجرمين المشاركين في قتل شباب الثورة في كافة محافظات الجمهورية، يواصل ثوار تعز تصعيدهم الثوري بحشود مليونيه تشهدها مدينة تعز ومعظم مديريات المحافظة التي تضم أكثر من 17 ساحة للثورة الى جانب ساحة الحرية للثورة السلمية اليمينة فتحها شباب تعز وضحوا بأرواحهم للحفاظ عليها واستعادتها بعد اسبوع من اقتحامها واحراقها من قبل قوات صالح وبلاطجته في نهاية مايو الفائت، وبحضور جماهيري واسع النطاق يتوافد ابناء تعز الى ساحة الحرية وبقية الساحات بأرياف المحافظة مؤكدين على تحيق اهداف الثورة دون نقصان وبعيدا عن انصاف الحلول التي تمخضت عنها مبادرة الخليج ولم تضع حداً لحرب قوات صالح في تعز وبقية المحافظات المنكوبة على ذمة تأييدها الثورة الشعبية السلمية.