يترقب اليمنيون اليوم , بين مؤيد ومعارض , التوقيع على المبادرة الخليجية في صنعاء بين الأطراف السياسية الممثلة بأحزاب اللقاء المشترك والمؤتمر الشعبي العام للتوصل إلى تسوية سياسية للخروج من الأزمة الراهنة التي تعصف باليمن منذ أكثر من عشرة أشهر عمت خلالها احتجاجات تطالب برحيل الرئيس على صالح عن السلطة . وكان خبر قُرب التوقيع عن المبادرة الخليجية , المزمع التوقيع عليها اليوم , قد أفرزت احتقان كبير لدى شباب الساحات من أحزاب المعارضة لتقديمها تنازلات على حساب المطالب التي ينادي بها الشباب منذ خروجهم إلى الشوارع من أبرزها محاكمة مرتكبي " الجرائم " وقتل زملائهم في الاحتجاجات والمسيرات . وهدد الشباب بانتفاضة جديدة ضد أحزاب اللقاء المشترك لتوقيعها على المبادرة الخليجية التي تضمن لصالح حصانة من الملاحقة الجنائية بعد ضلوع قواته بقتل المتظاهرين وانتهاك حقوق الإنسان وقتل الأطفال والنساء واستخدام القوة العسكرية بشكل مفرط واستهداف أحياء سكنية داخل مدن يمنية مكتظة بالسكان . واتهم الشباب الأطراف الإقليمية والدولية بالتآمر على الثورة اليمنية بعد أعمال القتل التي تعرضوا لها خلال مرحلة الاحتجاجات التي عصفت بالبلاد والمطالبة بإسقاط نظام صالح وإصدار مذكرة باعتقاله وتقديمه للمحاكمة في محكمة الجنيات الدولية مع كبار القادة العسكريين والسياسيين . ميدانيا احتشد عشرات الآلاف من شباب الثورة في العاصمة صنعاء في مسيرة غاضبة تنديداً بالصمت العربي والدولي تجاه الثورة اليمنية وتأخير تقديم ملف صالح إلى محكمة الجنايات الدولية على "المجازر "إلي اُرتكبت بحق المدنيين المؤيدين للثورة . المسيرة التي خرجت اليوم في صنعاء انطلقت من ساحة التغيير إلى شارع 16 حتى وصلت شارع الزبيري، الذي لوحظ فيه انتشار لآليات عسكرية تابعة للقوات الموالية للرئيس صالح على طول الشارع ولم تعترض المسيرة ،حيث واصلت المسيرة خط سيرها حتى جولة" النصر", كنتاكي سابقا , وغيرت مسارها باتجاه ساحة التغيير . ورفع المحتجون صوراً لعدد من " الشهداء" الذي سقطوا في الاحتجاجات الماضية وصوراً لعدد من الرؤساء السابقين لليمن في الشمال والجنوب ،مردين هتافات مطالبة بمحاكمة الرئيس صالح ورموز حكمه ،معترضين على التوقيع على المبادرة الخليجية التي اعتبروها خيانة لدماء الشهداء والجرحى الذين ناضلوا من اجل إنجاح الثورة ،وردد الشباب شعارات "وقع وإلا ما وقع لن ننسى شهداء القاع -الشعب يريد محاكمة السفاح ".