ارتفعت حدة الاحتجاجات في اليمن بعد التوقيع على المبادرة الخليجية بين طرفي الأزمة السياسية -حزب المؤتمر الشعبي العام ، وأحزاب اللقاء المشترك- في ظل رفض كل الحوارات السياسية والمبادرة التي تسعى- حد قول الشباب- الالتفاف على الثورة وخيانة كبيرة للشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من اجل الثورة ونجاحها وإسقاط النظام الحاكم . وكانت الدعوات التي أعلنها الشباب قد تجددت رفضها قبول أي حلول سياسية ما لم يكن مطلبها الأساسي إسقاط نظام الرئيس الفخري لليمن علي عبدالله صالح وتقديمه إلى محكمة الجنايات الدولية مع كبار معاونيه لارتكابهم جرائم ضد الإنسانية في عدد من مدن اليمن . يأتي التصعيد الميداني للشباب مع اقتراب موعد الإعلان عن تشكيلة حكومة الوفاق الوطني التي جاءت اثر التوصل إلى تسوية سياسية بين أحزاب اللقاء المشترك والمؤتمر الشعبي العام في إطار الاتفاق على المبادرة الخليجية التي تم التوقيع عليها بين الطرفين في العاصمة السعودية الرياض في ال 23 من نوفمبر . ميدانياً في صنعاء خرج مئات الآلاف من الشباب في مسيرة غاضبة احتجاجاً ورفضاً لأي حكومة قادمة في عدم تحقيق أهداف الثورة والتي من أبرزها مثول صالح وكبار المقربين منه أمام محكمة الجنايات الدولية بعد توثيق كل الجرائم والانتهاكات الجسيمة التي ارتكبت ضد السكان المدنيين والشباب المعتصمين في الساحات والميادين . وأدان الشباب وبشدة ما تتعرض له مدينة تعز من قصف عشوائي والتي ما تزال حتى لحظة كتابة الخبر من قبل القوات الموالية للرئيس الفخري لليمن علي عبدالله صالح ،حيث تستهدف هذه القوات أحياء سكنية مزدحمة بالسكان ،حيث خلف القصف قتلى وجرحى من المدنيين العزل . وحذر الشباب جميع الأطراف السياسية الموقعة على المبادرة الخليجية استمرار القوات العسكرية من قصف مدينة تعز محملين ذلك المسؤولية الكاملة الرئيس بالإنابة عبدربه منصور هادي باعتباره صاحب الصلاحيات التي نقلت من الرئيس صالح ليمارسها خلال المرحلة القادمة . مسيرة صنعاء خرجت بحشد كبير من الشباب كانت نقطة الانطلاق من شارع الرباط ثم إلى شارع 16 والخروج إلى شارع هائل احد الأماكن الخطرة والتي تعتبر خط تماس بين قوات الفرقة الأولى مدرع الموالية للثورة وقوات الحرس الجمهوري المولية لصالح. وكانت أصوات الشباب قد تعالت في الشوارع وهو يرددون شعارات "ارفع رأسك فوق أنت يمني حر-يا تعز أنتي أمي أفديك بروحي ودمي -لا حوار لا حوار الشرعية للثوار".