اقترب شباب الثورة من طرح ملف الرئيس الفخري لليمن علي عبدالله صالح أمام محكمة الجنايات الدولية لمناقشة قضية أعمال القتل والانتهاكات التي تعرض لها المدنيين وشباب الثورة في ساحات الاعتصام خلال الاحتجاجات التي تعم اليمن والتي ما تزال مستمرة للمطالبة بمحاكمة قتلة الشباب والأطفال والنساء. وينتظر الثوار ما الذي ستسفر عنه نتائج تقديم ملف صالح وكيف سيتم التعاطي معه بشكل جدي خاصة أن المبادرة الخليجية أعطت الرئيس صالح حصانات من الملاحقة القانونية والقضائية بفعل الجرائم والانتهاكات الإنسانية التي ارتكبتها قواته بحق المحتجين. يأتي هذا الانتظار لتقديم ملف صلح إلى محكمة الجنايات الدولية بعد تسليم الناشطة اليمنية توكل كرمان ملف الرئيس صالح إلى الاتحاد الأوروبي للنظر فيه وتقديمه رسمياً إلى المحكمة الدولية في "لاهاي" بهولندا لتقديم عدداً من رمز الحكم في اليمن أبرزهم الرئيس صالح والمقربين منه عسكريين وسياسية وقبليين وتجميد أرصدتهم. واستمراراً لما يصفه الشباب " التصعيد الثوري " احتشد مئات الآلاف من المحتجين اليوم في صنعاء في مسيرة عمت عدداً من شوارع العاصمة للتأكيد على محاكمة رموز النظام وعدم إعطاء الرئيس الفخري لليمن علي عبدالله صالح أي حصانة أو ضمانة من الملاحقة الجنائية وفقاً لما جاء في المبادرة الخليجية التي وقعت عليها جميع الأطراف السياسية الأربعاء الماضي في العاصمة السعودية الرياض وبإشراف دولي . المسيرة الاحتجاجية التي خرجت اليوم في صنعاء شارك فيها الرجال والنساء، وشهدت غضب كبير وهتافات ترفض المبادرة الخليجية وكل الأطراف السياسية التي وافقت على أعطاء الضمانات لمن ارتكب جرائم القتل ضد المحتجين في صنعاءوتعز وعدن والحديدة وغيرها من المدن اليمنية المطالبة برحيل صالح ومحاكمته ،وكذا أعمال القصف التي تتعرض لها منطقة أرحب ونهم من قبل وحدات عسكرية موالية للرئيس صالح خلفت قتلى وجرحى وتشريد مئات الأسر من منازلهم جراء قصف الكثيف على أحياء مأهولة بالسكان . وكانت المسيرة التي انطلقت من ساحة التغيير مروراٌ من أمام مقر قيادة المنطقة الشمالية الغربية -قيادة الفرقة الأولى مدرع- الموالية للثورة باتجاه منطقة مذبح شمال العاصمة وتحولت إلى شارع الستين بالقرب من جامعة الإيمان وعادت إلى الساحة ،حيث رافق المسيرة عدد من الأطقم العسكرية للجيش المؤيد للثورة كحماية من أي اعتداء محتمل لإفشالها ،في الوقت الذي شوهد تحليق للطيران الحربي على أجواء صنعاء . وندد المحتجون في مسيرة اليوم بالأعمال التي تمارسها قوات الحرس الجمهوري التي يقودها نجل صالح في تعز وأرحب ونهم محذرين من الاستمرار بهذه الأعمال التي وصفوها"إجرامية" بحق المدنيين والتي تتعارض مع حقوق الإنسان المعترف بها دولياً . وجدد الشباب على أن أي اتفاق سياسي لن يفشل المطالب القانونية للثوار بملاحقة صالح، وان القانون الدولي المعني بحقوق الإنسان يلغي أي اتفاقات سياسية تضمن حصانة أو ضمانة لمرتكبي جرائم ضد الإنسانية .