تشهد مناطق واسعة من العالم مساء غد، آخر ظاهرة خسوف كلي للقمر خلال العام 2011، والأولى للعام الهجري الجديد 1433، تستمر لعدة ساعات، حيث تبدأ الظاهرة، في منطقة الشرق الأوسط، بخسوف جزئي للقمر، قبل أن تتحول إلى خسوف كلي. ويمكن لسكان المنطقة ومناطق أخرى في قارتي آسيا وأوروبا، ومعظم مناطق أفريقيا وأميركا الشمالية، مشاهدة الظاهرة، والتي ستبدأ عصرا ، بتوقيت دولة الإمارات العربية المتحدة، وتستمر لنحو 6 ساعات، ولن يمكن رصد بداية الخسوف، نظراً لأن القمر يكون وقتها تحت أفق الراصد. واوضح رئيس "المرصد الفلكي المتحرك" في الامارات نزار حزام، إن عملية الخسوف الكلي ستبدأ الساعة 3:33 مساءً، وتنتهي في الساعة 9:30 مساءً، وتستغرق قرابة 5 ساعات و57 دقيقة. وقال: "سيبدو سطح القمر بناءً على نسبة الغبار في جو الأرض، بلون أحمر نحاسي مشوب بخضرة داكنة، سببها انعكاس الطيف الأحمر الموجود في جو الأرض على سطح القمر، وهذا ناتج عن ضعف قدرة الغلاف الجوي للأرض في امتصاص الطيف الأحمر". من جهته اوضح عالم الفلك الأميركي فريد ايسباناك أن الخسوف بكامله بما في ذلك مراحله الجزئية "سيكون مرئيا من آسيا الى أستراليا. وفي غرب شمال القارة الأميركية سيكون من الممكن رؤية جزء كبير من الخسوف قبل غياب القمر. اما في أوروبا وإفريقيا ستفوت المراقبين المراحل الأولى من الخسوف التي ستحصل قبل أن يبين القمر. أما مرحلة الخسوف الكامل فلن يتمكن من رؤيتها إلا سكان أقصى شرق القارة الإفريقية والقرن الإفريقي وعلى ضفاف البحر الأحمر. ولا يمكن أن يحصل خسوف للقمر إلا إذا كان القمر بدرا. وعندما تصطف الشمس والأرض والقمر بشكل جيد يحجب نور الشمس عن القمر مؤقتا إذا مر في مخروط ظل الأرض. ويفترض أن يصبح القمر محجوبا بالكامل عن الرؤية عندما يدخل كليا في ظل الأرض. إلا أن الأمر ليس كذلك فالقمر يصبح أحمر اللون لان أجواء الأرض تحرق أشعة الشمس التي تلامس الأرض. وبما أن اللون الأحمر لطيف ضوء القمر هو الأكثر انحرافا فإن قرص القمر يبدو مائلا الى الأحمر. اما اللون المحدد الذي يراوح بين البرتقالي الفاتح والأحمر القاني فرهن بتركيبة أجواء الأرض ونشاط الشمس والمسافة الفاصلة بين الأرض والقمر. وشهد العام 2011 أربعة كسوفات جزئية للشمس وخسوفين كاملين للقمر وهو خليط نادر الحدوث لن يتكرر إلا ست مرات خلال القرن الحادي والعشرين، والخسوف الكامل المقبل للقمر لن يحصل قبل 15 نيسان/إبريل 2014.
